تدفق الآلاف من محطات القطار في مدينة كولونيا الألمانية اليوم الاثنين في اتجاه موكب كرنفال «روزنمونتاج» الذي يعني (اثنين الورود)، قالت الشرطة انها تلقت حتى الآن ما مجموعه 224 بلاغا من أناس حضروا عشية الكرنفال السنوي لمدينة كولونيا الواقعة غربي ألمانيا والتي كانت بؤرة اعتداءات التحرش الجنسي الجماعية وعمليات السطو المسلح ضد النساء في ليلة رأس السنة الميلادية الجديدة. وتشمل الشكاوى التي تلقتها الشرطة الإصابات الشخصية، وإتلاف الممتلكات، فضلا عن الاعتداء الجنسي ومن المتوقع أن تقوم الشرطة بالاطلاع على مزيد من التفاصيل حول تلك الشكاوى في وقت لاحق، حيث أنه لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت هذه الأعداد أكثر من مثيلتها في العام الماضي. يذكر أن شرطة كولونيا تتلقى في كل عام في المتوسط نحو 50 شكوى تتراوح بين الاعتداء الجنسي والاغتصاب. ومن المتوقع مشاركة مئات الآلاف من المحتفلين في كل من مدينة كولونيا ودوسلدورف وماينز في هذه المسيرات الاحتفالية السنوية التقليدية، وتعم الاحتفالات، ويرقص الناس بالشوارع، وهم يرتدون الملابس التنكرية، وفي منطقة الراين وهي الاراضي التي تحف نهر الراين، فأن الاحتفالات تاخذ طابعا سياسيا ساخرا، حيث يتم السخرية من السياسيين، ويتم الاحتفال بطرد الاحتلال البيلاروسي ونهاية النفوذ الفرنسي من خلال محاكاة ساخرة. وقالت هنرييتي ريكر رئيسة بلدية المدينة الواقعة في غرب ألمانيا «يجب أن يتمكن الجميع من الاحتفال بالمهرجان بلا خطر»، بينما ضاعفت السلطات تصريحاتها في الأيام الماضية لطمأنة المشاركين الذين ينزلون بالآلاف إلى الشوارع في هذه المناسبة. ويجري هذا المهرجان بينما ما زالت ذكرى ليلة رأس السنة ماثلة في الأذهان. وقد شهد وسط المدينة في ذلك اليوم اعتداءات جنسية تعرضت لها نساء خصوصا. لذلك تسعى السلطات إلى تجنب وقوع حوادث جديدة خلال الكرنفال الذي يفترض أن يستمر حتى الأربعاء المقبل ويجذب سنويا 1,5 مليون زائر. وقال قائد شرطة كولونيا يورغن ماتييس إنه «لا مكان لأي شكل من أشكال العنف في المهرجان». سينتشر حوالي 2500 شرطي قدموا من جميع أنحاء ألمانيا في الشوارع، وهو عدد أكبر بثلاث مرات من العام الماضي، بينما خصصت ميزانية قدرها 360 ألف يورو للأمن في هذه المناسبة. وستقام «نقطة أمنية للنساء» في وسط المدينة للإبلاغ عن أي حوادث ومساعدة الأشخاص الذين يواجهون مشاكل في اليوم الأول من الكرنفال ويوم «اثنين الورود» الذي يشكل الذروة التقليدية للاحتفالات. وقالت البلدية أيضا إن بعض الأماكن في المدينة ستكون مضاءة أكثر من العادة لتجنب «بعض الزوايا المظلمة». وسيعمل متطوعون من الصليب الأحمر وغيره مع رجال الإطفاء لمساعدتهم في عملهم. وكانت الشرطة المحلية أطلقت حالة إنذار في نهاية كانون الثاني/ يناير بعدما اشتبهت بأن رجلا اشترى كميات كبيرة من مواد كيميائية لإعداد متفجرات. وقد سلم الرجل نفسه، وقال للشرطة إنه كان في الواقع يريد صناعة مخدرات. كما نصحت السلطات عدم التنكر بأزياء الجهاديين في الكرنفال. من جهة اخرى نظمت حركة (وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب) والمعروفة باسم بيغيدا تنظيم مظاهرات جديدة في عدة مدن أوروبية احتجاجا على وصول مئات الآلاف من المهاجرين من الشرق الأوسط وأفريقيا. ونشأت هذه الحركة في مدينة دريسدن الألمانية في 2014 حيث يستغل مؤيدوها زيادة عدد طالبي اللجوء في التحذير من مخاطر اجتياح المسلمين لألمانيا. وبعدما كادت الحركة تختفي العام الماضي استعادت قوتها مستفيدة من تنامي المشاعر الشعبية القلقة تجاه قدرة ألمانيا على استيعاب 1.1 مليون مهاجر وصلوها في 2015. واستفادت الحركة كذلك من مزاعم بتورط مهاجرين في اعتداءات على نساء في كولونيا ليلة رأس السنة وتقول إنه دليل على فشل السياسة الباب المفتوح التي تنتهجها المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. وقال زيجفريد ديبريتس عضو الحركة لحشد على ضفة نهر إلبه وسط هتافات مطالبة برحيل ميركل «يجب أن ننجح في حماية حدود أوروبا الخارجية والسيطرة عليها وكذلك حدودها الداخلية مرة أخرى». وخرج مئات من المتظاهرين المعارضين لهؤلاء في شوارع دريسدن رافعين شعار «التضامن بدلا من الإقصاء» ولافتات تقول «لا مكان للنازيين».