قال نائب رئيس حركة النهضة عبد الحميد الجلاصي إنه لا يعترض على رئاسة الشيخ راشد الغنوشي للحركة، ولكنه أكد في المقابل أنها تحتاج لجرعة من الديمقراطية والشفافية والتنافس، كما أشار إلى أن المؤتمر المقبل سيشكل فرصة للتقييم والمحاسبة داخل النهضة، ملمحاً إلى احتمال مغادرته للحركة الإسلامية وعودة أمينها السابق حمّادي الجبالي إلى صفوفها. ونفى في حديث خاص ل"القدس العربي" ما أُشيع حول احتمال تأجيل المؤتمر العاشر لحركة النهضة الذي يفترض عقده قبيل نهاية شهر أفريل المُقبل، مشيراً إلى أن «"المؤتمرات الجهوية والقطاعية ستنطلق نهاية الأسبوع، وتستمر حتى منتصف مارس، حيث ستتم التهيئة النهائية للمؤتمر الوطني للحركة". وكانت وسائل إعلام محلية تحدثت عن وجود تيار داخل حركة "النهضة" يقوده الجلاصي يرفض استمرار الشيخ راشد الغنوشي في الرئاسة، ويدعو للتداول على قيادة الحركة، إلا أن الجلاصي نفى هذا الأمر، مشيراً إلى عدم وجود أية مشكلة شخصية مع الغنوشي الذي أكد أنه "مؤسس الحركة وهو مفكر مهم والبلاد لا زالت بحاجة إليه"، مضيفاً "لا اعتراض لي على رئاسة الشيخ راشد الغنوشي للحركة، وإنما من ناحية مبدئية، منظومتنا في الحركة كما منظومتنا في الدولة، تحتاج إلى جرعة من الديمقراطية والشفافية والتنافس". وأكد أن المؤتمر المقبل سيشهد تنافساً على جميع المسؤوليات داخل الحركة بما فيها الرئاسة و"أعتقد أن على جميع المرشحين (لرئاسة الحركة وغيرها من المسؤوليات) الراغبين في الفوز توضيح برامجهم التي ستتم مناقشتها داخل الحركة حتى تكون الخيارات متبناة من قبل الجميع، وما أعتبره إيجابياً داخل حركة النهضة هو وجود توافق واسع حول خيارها السياسي وسياسة التوافق والتشارك (المتبعة في تسيير الحركة)". وفضّل الجلاصي عدم الخوض في احتمال ترشحه لرئاسة الحركة أو عدمه خلال المؤتمر المقبل، إلا أنه اعتبر المؤتمر «فرصة حتى تتم محاسبة أبناء الحركة وقياداتها، وكما أن الجماعات والهيئات تحاسب نفسها، كذلك هي فرصة أيضا للقيادات حتى تقف أمام المرآة وتحاسب نفسها». وأضاف «أنا أيضا أفكر الآن في وقفة مع النفس، أولاً: هل نجحت أم فشلت في المهمة التي قبلت بها قبل سنوات، بقطع النظر عما تقوله المؤسسات، ثانياً: هل الظروف مناسبة للعمل والنجاح في الفترة القادمة أم لا، وثالثاً: أنه في الوضع الديمقراطي ثمة طرق كثيرة لإفادة البلاد من ضمنها المسلك الحزبي، وأنا سأعطي لنفسي الفرصة للتفكير سواء كان في موقعي داخل حركة النهضة أو ربما التفكير في تجربة أخرى تفيد البلد، بمعنى أني سأكون في داخلي منفتحاً على كل الخيارات الممكنة لما تبقى من سنوات عمري، كيف سأكون أكثر إفادة لتونس وكذلك لحركة النهضة»، في إشارة ضمنية إلى احتمال مغادرته لحركة النهضة. وحول احتمال عودة الأمين العام السابق حمادي الجبالي إلى صفوف الحركة خلال المؤتمر الوطني المقبل، اكتفى الجلاصي بقوله «من زاوية مبدئية نعم هذا ممكن ولم لا؟ ومن زاوية واقعية لا أدري». يُذكر أن عبد الحميد الجلاصي والذي يُعتبر من القيادات التاريخية داخل حركة النهضة، طلب العام الماضي إعفاءه من منصبه مع بقائه داخل صفوف الحركة، إلا أن بعض المصادر أشارت إلى أنه عدل عن موقفه إثر محاولات عدة من داخل الحركة لإقناعه بذلك.