في هذه النسمات العطرة ، أردنا أن نصافح قراءنا الكرام و ان شاء الله تنال اعجابكم و قبولكم و متابعتكم ... لحظات ما أجملها ونحن نستقبل شهر الصيام شهر الطاعة و الغفران شهر المحبة و الفرحة شهر لَمَّةُ الأحباب و شهر العبادات و الرحمة، رمضان هذا العام 1437 هجري - يونيو حزيران- 2016 ، ميلادي في هذا الشهر المبارك نسمات رقيقة تهب علينا في صيف حار فتأسر القلوب بالعبادة و ترتيل القرآن و فعل الخير ... نسمات عطرة ينشرح لها الصدر، محملة بالرحمة و المغفرة. نسمات سريعة الرحيل كصيفنا و عندنا مثل عامي في تونس يقول الصيف ضيف و رمضان ضيف هو الآخر يزورنا في كل عام و نحن لا ندري إن كنا أحياء لنستقبله من جديد أم لا فلنستغله جميعنا في البر و الطاعة . في رمضان العديد من محطات للتأمل والتفكير التي يمكنك الانطلاق بعدها إلى حياة جديدة،هي كالشموع تضيء الطريق وتوضح معالمه، قف وتأمل واعتبرها الفرصة الأخيرة لتتمكن من اللحاق بركب السعداء... و ما أجمله من ركب . … إن هذا الشهر هو شهر فضيل نهارُهُ مصونٌ بالصيام، وليلُهُ معمورٌ بالقيام، هبَّت فيه رياحُ الأنسِ بالله وجَادَتْ الأنفسُ بما عندها نحو الله . فبَارَك الله لنا ولكم في رمضان ، وأدخله الله علينا وعليكم وعلى الأمّة الإسلامية جميعا باليمن والخيرو البركة و بالأمن و الأمان و السلام . وفقنا الله وإياكم لصيامه وقيامه إيمانا واحتسابا إنّه سميع قريب مجيب الدعوات...
فضْل الله تعالى شهر رمضان على كثير من الشهور و جعله أفضل شهور العام ففرض فيه الصيام و أنزل فيه القرآن و فيه ليلة القدر و تُغفر الذنوب و يعتِق الله عز و جل من يريد من النار و فيه تُصفد الشياطين و هو شهر البركة و شهر الأرحام , و فيه ليلة هي خير من ألف شهر. شهر رمضان نزل فيه القرآن الكريم هدى للناس و بينات من الهدى و الفرقان و فرض الصيام فيه على من يشهده و تنطبق عليه شروط الصيام و رغّب الرسول عليه الصلاة و السلام في قيامه... روى أن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام - خطب في آخر جمعة من شعبان، فحمد الله و أثنى عليه ثم قال: أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله تعالى بالبركة و الرحمة و المغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور و أيامه أفضل الأيام و لياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات. هو شهر قد دعيتم فيه إلى ضيافة الله، و جعلتم فيه أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، و نوركم فيه عبادة، و عملكم فيه مقبول، و دعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا الله ربكم بنيات صادقة، و قلوب طاهرة، أن يوفقكم لصيامه، و تلاوة كتابه، فإن الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم. و اذكروا بجوعكم و عطشكم فيه جوع يوم القيامة و عطشه، و تصدقوا على فقرائكم و مساكينكم، و وقروا كباركم، و ارحموا صغاركم، و صلوا أرحامكم، و احفظوا ألسنتكم، و غضوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل إليه الاستماع أسماعكم، و تحننوا على أيتام الناس، يتحنن على أيتامكم، و توبوا إلى الله من ذنوبكم و ارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم، فإنها أفضل الساعات، ينظر الله عز و جل فيها بالرحمة إلى عباده، و يجيبهم إذا ناجوه، و يلبيهم إذا نادوه، و يستجيب لهم إذا دعوه بها الناس إن أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، و ظهوركم ثقيلة من أوزاركم خففوا عنها بطول سجودكم، و اعلموا أن الله أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين و الساجدين و أن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين... فرمضان مبارك . مع أجمل تحيات رضا سالم الصامت كاتب صحفي و مستشار اعلامي لاتحاد الكتاب و المثقفين العرب .