نقص التجهيزات بدور الشباب.. غياب دورية أنشطتها الثقافية والترفيهية.. وعدم احترام مواقيت فتح النوادي.. تلك هي أبرز الاشكاليات التي حدثنا عنها عدد من الشبان، وقالوا إن هذه النقائص هي التي جعلتهم يهجرون دور الشباب ويفضلون عليها فضاءات ترفيهية أخرى خاصة المقاهي والمراقص والمراكز العمومية للانترنيت.. لكن في المقابل أكد مسؤول بوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية عكس ذلك وقال إن دور الشباب تتوفر على أفضل ما يوجد من التجهيزات وفيها آخر صيحات المعدات الرقمية السمعية والبصرية وهي مرتبطة بشبكة الانترنات.. وفسر أن ضعف إقبال الشباب على هذه الدور مرده الزمن المدرسي الضاغط الذي لا يسمح لهم بارتياد الفضاءات الترفيهية. للتعرف على الاسباب التي جعلت الشبان ينفرون من دور الشباب تحولت »الصباح« إلى دار الشباب خزندار الواقعة في مكان استراتيجي يفتح على الطريق الرئيسي وعلى بعد مسافة قصيرة من محطتي الحافلة والمترو الخفيف.. ولكن رغم هذا الموقع ورغم المساحة الشاسعة التي تمتد عليها فقد كانت النوادي مغلقة.. وروادالدار يتسكعون في أرجائها.. كان عددهم لا يتجاوز أصابع اليد رغم أن الساعة تشير إلى الثالثة مساء ورغم أن الكثير من الشبان في عطلة مدرسية وجامعية.. أكد من تحدثنا إليهم على ضرورة تكثيف العناية بدور الشباب لتكون ملاذا حقيقيا للشباب في وقت الفراغ ولتصبح المكان الذي يحتمون فيه من أخطار الشارع ومآسي الانحراف والادمان ومخالطة رفاق السوء. وفي هذا الصدد ذكر الشاب أيمن البالغ من العمر عشرين سنة أنه كان من رواد دور الشباب، وأنه يهوى الرقص ويحلم دائما بأن يصبح نجما في مستوى ما بلغه شبان البلدان التي ذاع صيتها في تخريج نجوم هذا الفن.. لكنه لم يجد في دور الشباب وخاصة دار الشباب خزندار القريبة من محل سكناه ما يتوق إليه. وبين أنه لا يمكن ممارسة الرقص في ناد يفتقر إلى المعدات اللازمة مثل مضخمات الصوت وأجهزة التسجيل والابسطة.. كما يصعب القيام بالتمارين اللازمة في قاعة مساحتها صغيرة جدا ولا تتوفر فيها التهوئة اللازمة. وفي نفس الاطار قالت الشابة آية البالغة من العمر 18 سنة إنها مولعة شديد الولع بالموسيقى وتنشط في نادي الموسيقى لكن هناك عديد النقائص في دور الشباب تحول دون ممارستها لهذه الهواية على النحو الذي تتمناه ولعل أبرزها نقص المعدات وعدم توفر الملابس الموحدة للمغنين عند إقامة حفلات للعموم. عدم احترام المواعيد بالاضافة إلى عدم توفر المعدات بالقدر الكافي أثار الشبان مسألة أخرى وهي عدم احترام مواقيت فتح النوادي. وقال أيمن:«كيف تريدون أن يقبل الشباب على دور الشباب.. في وقت لا يلتزم فيه المنشطون بمواعيد فتح النوادي ولا يولون الاهتمام اللازم لرغبات روادالدار.. منشطون لا ينشطون إلا في المناسبات.. مثل إقامة الحفلات والعروض.. أو عند زيارة مسؤول في الدولة«.. وفي نفس الصدد ذكر صلاح أن المشرفين على دور الشباب لا يفكرون في تنظيم أنشطة لفائدة الشباب إلا في المناسبات الوطنية أو عندما يعلمون أن مندوبا أو مديرا سيزورهم.. وقالت آية: »كثيرا ما أزور دار الشباب فأجد النادي مغلقا لان المنشط تغيب ولم يعلمنا مسبقا بأنه سيتغيب.. فأعود أدراجي إلى البيت.. ولكن حينما يكون المنشط في حاجة أكيدة لي لانه سيقدم عرضا موسيقيا بمناسبة معينة فإنه يتصل هاتفيا ويلح عليّ لكي أزور دار الشباب للقيام بالتدريبات الضرورية وبمنتهى السرعة حتى أكون جاهزة للحفل«. وأضافت: »لقد سئمنا المماطلات.. وملّت أسماعنا من ترديد كلمة أصبروا.. إننا صبرنا طويلا.. فنفد الصبر«.. وذكر أيمن أنه هجر دار الشباب ولم يعد يزورها إلا في مناسبات محدودة رغم أنه غيور عليها، وبين أنه أصبح يفضل الرقص في الشارع.. وأصبح يلتقي كل مساء أصدقاءه الراقصين في بطحاء نافورة باردو.. وهناك يتدربون في الهواء الطلق..و يرى أيمن أن هذا الحل هو أفضل بكثير من ممارسة الرقص في دار الشباب وفي قاعة صغيرة وموصدة النوافذ وتجهيزاتها الصوتية معطبة أو معطلة.. للاستفسار عن الاسباب التي جعلت الشبان يهجرون دور الشباب وعن برامج تطوير هذه الدور اتصلت الصباح بالسيد كمال هنيد كاهية مدير المؤسسات الشبابية بالادارة العامة للشباب بوزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية.. كما استمعت إلى توضيح من السيد زهير الحمداني مدير دار الشباب خزندار. اقبال على المقاهي بالاضافة إلى معضلة الزمن المدرسي الذي حرم الشباب من ارتياد دور الشباب بين السيد كمال هنيد أن هناك فضاءات أخرى جلبت الشباب وخاصة منها المقاهي. كما أشار إلى أن هناك أوقاتا يتراجع فيها عدد رواد دور الشباب مثل العطل المدرسية لان العديد من الشبان يشاركون في رحلات.. وأمنت دور الشباب خلال هذا العام رحلات لحوالي 79 ألف شاب.. ولاحظ أنه خلافا لما يتبادر في الاذهان فإن عدد المنخرطين في دور الشباب تطور كثيرا.. فبعد أن كان في حدود 20 ألف منخرط قبل سنة 2001 أي تاريخ انطلاق خطة تأهيل هذه المؤسسات الشبابية قارب الان عن 125 ألف منخرط. وحدثنا هنيد بإطناب كبير عن التجهيزات العصرية التي وفرتها الوزارة لدور الشباب.. لكن الشباب على حد قوله »متطلب وذوقه متغير بسرعة.. فهو يطالب اليوم بشيء وعند توفيره له لا يستغله على النحو المطلوب ويطالب بشيء آخر«. وعن سبب تغيب المنشطين بين أنهم يشاركون في تظاهرات أخرى مثل تنظيم الرحلات وتقديم ندوات حول الوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير.. وعن سؤال آخر يتعلق بسبب عدم توفر التجهيزات اللازمة في النوادي ذكر ممثل وزارة الشباب أن الوزارة توفر كل التجهيزات لكن رواد دور الشباب يتلفونها. وبين »أن دور الشباب تتعرض يوميا إلى السرقات«.. فبعض الشبان على حد قوله يسرقون كل ما تقع عليه أيديهم من آلات تصوير رقمية ومعدات توجد بالحواسيب وآلات الطباعة وحتى الحنفيات والكراسي والطاولات والالات الموسيقية وغيرها كما يتلفون الحواسيب وأجهزة التلفاز الكبيرة. وقدم لنا محدثنا ملفا ثقيلا يحتوي على جرد للمعدات المفقودة والتالفة بدور الشباب. وقال وقد بدا عليه الاسف: على الشاب أن يدرك أن دار الشباب هي داره عليه أن يحافظ عليها فدور الشباب هي فضاءات للابداع والحوار والمبادرة وتفتيق المواهب. ومن جهته قال السيد زهير حمداني مدير دار الشباب خزندار إن دار الشباب ستخضع لترميمات ثقيلة ولهذا السبب تراجع عدد زوارها وأغلقت بعض نواديها.. وذكر أن جل الشبان يتوقون إلى ممارسة الرياضة وليس للانخراط في النوادي ولهذا السبب فإن جل روادالدار يذهبون إلى الملعب..