أربعون يوما أخرى قد يمضيها الفخفاخ على رأس الحكومة، ليس أكثر.. كان الطريق سالكا رغم الالتفاف الدستوري، لكنّهم قلبوه وقلّبوه، لعبوا لعبة مقلوبة، فانقلب السحر على الساحر.. في حضرة الذكرى القليبيّة تبدو كلّ أركان الحكومة مقلوبة، لا شيء ثابت في الكيان القصباوي غير معلومة واحدة ثبوتها قطعي الدلالة: لقد غفصوا يا إلياس! لقد عقدوها عقدا معقّدة بالغة التعقيد، ثمّ أرسلوك تحلّ! وماذا ستحلّ! وكيف ستحلّ.. في غياب الحلّ..، أيّها الفخفاخ، لقد أسلمت أمرك للهواة.. آه يا إلياس لقد تخلّيت عن خطامك فاقتادوك إلى حلبة الثيران، بينما كنت تطلب رقعة الشطرنج.. أردت أن تلاعب وارادوا ان يتلاعبوا! تلك أربعينية الشاذلي، ستليها اربعينية الشاذ- الذي يحفظ ولا يقاس عليه.. ها يلتقي الحلّ والعقد في أربعينيّة القليبي، بينما الأمر على وشك الانقلاب، في أربعينيّة المرحوم الشاذلي، تبدو الحكومة بدورها مرحومة مع تأجيل التنفيذ، انقضى عمرها الافتراضي ولا شيء ينفعها، لا بلحسن الشاذلي ولا سيدي محرز ولا حتى سيدي المخفي! أيْ أيْ! سيدي المخفي، الذي كبّر رأس الفخفاخ وحرّضه واختلى به في زاوية وانتزع منه صلاحيّات ملكيّة سلطانيّة ثمّ اختفى!!! وتركه يواجه محنة يبدو أنّها لن تبطى شوي.. لن تبطئ أبدا.. في أربعينيّة الأمين العام للجامعة العربيّة، يتساءل مراقبون؟ من هو الأمين العام الذي دفع الفخفاخ إلى استمراء حضن الحكومة وسندها، وحرّضه على تقزيم الذي لا يقزّم، ثمّ يتساءل خبراء؟ من هو الأمين العام الآخر! الأحمق، الذي وسوس للفخفاخ وزهّده في كلّ ثمار الدنيا وقال له ألا أدلّك على ثمرة الخلد! من هو الأمين العام الذي ترك فواكه الفصول واستدرج الفخفاخ إلى الساعد التي تمسك حكومته أن تميد.. ثمّ قال له عضّ هنا! عضّ الكرومة المتّاكلة ومذمومة!!! فعضّها الفخفاخ فأصبح من النادمين.. والاغلب ان الله لن يبعث الغراب ليريه كيف يواري سوءة الحكومة.. الأرجح ان الله سينجيها ببدنها لتكون لمن خلفها آية. نصرالدّين السويلمي