حوار مع فرقة البيارق للأنشودة الإسلامية "فلسطين 48"
حوار فوزية محمد
عندما يلثم اللحن الجميل الكلمات الهادفة يولد بين ثناياها النشيد ثم يسرح في دنيا الناس يدفع عن الساحة الفنية نشازها وينفي خبثها ويقارع الصخب والهستيريا وإيقاعات الهز الهابطة ثم يغوص ليرمي بمعانيه ظالما ويشدّ أسر مظلوم ويربط على صابر ويثبّت مجاهدا..هذا دور النشيد في حلته الغير ملوثة دور مازالت الأمّة لم تستفد منه على الوجه المطلوب ، إذا كانت هذه رسالة المنشد أينما كان وفي أي بقعة من أرجاء المعمورة فكيف به إذا بزغ من أرض الرباط وأكناف بيت المقدس ، حتما ستكون الكلمات معبأة مرصعة بمعان سامية حلوة حلاوة أرض الإسراء والمعراج ..حين يخرج اللحن من فلسطين يمر بألف مصفاة فيستقر في الذهن والقلب.. وهاهو الحوار نت يستضيف فرقة البيارق المتميزة ليستمد منها القرّاء بارقة أمل..
الحوار نت: كيفومتى كانت نشأة فرقة البيارق؟ فرقة البيارق: بسم الله الرحمن الرحيم أولا نشكركم كل الشكر على هذا الاستقبال الممتاز وعلى هذا الاهتمام الرائع بالقضية الفلسطينية، ثانيا نعرفكم أولا بأعضاء فرقة البيارق الذين يصل عددهم إلى سبعة أفراد، وهم على التوالي : سيف الدين سالم من قرية المقابلة، والأخ بلال كذلك من قرية المقابلة والأخ محمد والأخ معتمر، وللأسف تخَلّف ثلاثة أعضاء آخرين من الفرقة لظروف منعتهم من التواجد بيننا. نحن نقيم وننشط داخل الخط الأخضر أي أراض الثمانية والأربعين، أمّا وجودنا فيعود فيه الفضل كل الفضل إلى الحركة الإسلامية، حيث تركز وتعمل على بث روح النخوة الوطنية، والحفاظ على الأقصى خاصة وعلى الأرض الفلسطينية العربية عامة، وتأكيد حق العودة لكل اللاجئين، وقد قامت الحركة الإسلامية بالداخل بمجهودات جبارة شملت جميع المناطق وأتت على الكثير من المناشط ونذكر منه النشاط الإنشادي، ونحن في قريتنا استفدنا من هذا الدعم المعنوي والمادي خصوصا مع وجود والحمد لله مواهب جيدة لدينا فكانت الانطلاقة لفرقة البيارق، ابتدأنا بتطوير هذه المواهب وابتدأت معها أولى الخطوات لفرقة البيارق من فلسطين، وكان تاريخ نشأة الفرقة سنة 2003 م. بدأ عمل الفرقة متواضعا والحمد لله وُفِّقنا إلى حدّ كبير خصوصا وأننا بتنا نحظى في أوروبا بمحبة خاصة من إخواننا الفلسطينيين والعرب والمسلمين عامة فلهم ولكم جزيل الشكر.
الحوار نت: الكل يحذر اليوم من تهويد القدس، ويأكدون على هويتها العربية والإسلامية، فهل هناك أخطار محدقة تستهدف التهويد الكلي للقدس وبالتالي ضياعها الأبدي من أيد المسلمين؟ فرقة البيارق: لا، هذا غير صحيح، الحمد لله رب العالمين الإخوة في الداخل في فلسطين 48 غير مقصرين في دعم المسجد الأقصى المبارك و في دعم القدس، هم ينظمون مهرجانات تضامنية حيث ترصد كل يوم حافلات لنقل المصلين من جميع القرى ومن شتى المدن لحضور الصلوات ، فهم يسعون لأكبر تواجد للمسلمين في المسجد الأقصى وفي القدس، كما أنهم يسعون لدعم جميع الفرق الإنشادية وكذا لدعم جميع المؤسسات الدينية والدعوية والوطنية في القدس، والحمد لله رب العالمين صراحة هُم حُرّاس القدس ونشاطاتهم تشهد لهم سواء من تواجدهم المستمر في الأقصى أو من تنظيم رحلات خاصة للمسجد الأقصى، وكذلك توفير حافلات ليلية لنَقل المصلين إلى المسجد الأقصى ليتمكنوا من أداء صلاة الفجر فيه، مما يجعل المسجد مليئا بالمصلين على مدار اليوم، فبارك الله في الإخوة المنظمين وفي كل من يدعم أولى القبلتين، فرغم محاولات التهويد المتواصلة ، إلا أن إخوتنا في فلسطين 48 يقدمون كل ما في جهدهم للحفاظ على هوية المدينة المقدسة، وهذا لا يعني طبعا أننا لا نحتاج إلى دعم إخوتنا في الخارج وفي الدول العربية والإسلامية وكذلك دعما من الحكّام العرب بل إنّنا نحتاج لأي دعم حتى يستطيع إخوتكم الاستمرار في التصدي للعدو الصهيوني. ونتمنى إن شاء الله أن يتحرر المسجد الأقصى وأن تتحرر القدس وكل فلسطين. وأخيرا نقول لا، لِاحتلال القدس، وليس لا لتهويد القدس!!!
الحوار نت: كيف يخدُم وجود فرق إنشادية متعددة القضية الفلسطينية؟ فرقة البيارق: التنوع في الفرق الإنشادية يُفيد الكثير ويخدم القضية. بداية لابد من التركيز على نقطة مهمة تساهم في دعم أي قضية وهي المبدأ الذي ينطلق منه صاحب الرسالة، برأيي أن الهاجس الديني هو العنصر الأساسي، فنحن والحمد لله فرقة دينية تؤدي واجباتها التي أمر بها الخالق، ونحن نحاول الدفاع من خلال هذا الفن عن وطننا، والأنشودة تحرك عاطفة الفلسطيني خصوصا وأنّ الفلسطينيين يحبون الأناشيد الوطنية والأناشيد الإسلامية، إذاً رسالتنا تصل إلى أكبر عدد من الجماهير من خلال الأناشيد التي نؤديها في مختلف أرجاء العالم، والتي نتمنى من خلالها كذلك إرضاء المولى. أمّا تأثير الأنشودة الوطنية والإسلامية فإنّ تجربتنا تؤكّد أنّ الجمهور الفلسطيني يتفاعل مع القضية أكثر فأكثر بسماعه لها، بل هناك من ازدادت وطنيته، وهناك من عاد إلى طريق الالتزام بشرع الله من خلال الأناشيد، لذا أرى أنّ الخير كل الخير في وجود فرق متعددة تخدم القضية الفلسطينية، وتوصل رسالتها للعالم بلسان حال – صوت الفن-.
الحوار نت: لقد استأثرت غزة بالاهتمام الأوفر إبّان الاجتياح والقصف ولم تتحرك الشعوب والنخب إلى الأقصى بنفس الحزم والجديّة ..فأي دلالات ؟ فرقة البيارق: أولا نسأل الله تعالى أن يُفرّج عن أهلنا في غزة الصامدين المرابطين، ثانيا قضية القدس والأقصى لا تقِلُّ أهمية بتاتا عن غزة، لاشك أنّه أثناء الحصار وبعد مرور شهور على العدوان على غزة سلّطت الأضواء على غزة، لكن بالنسبة لنا تهمنا غزة كما تهمنا القدس، فلا بأس بالاهتمام بغزة بحكم الظروف التي كانت تعيشها، ونحن نؤكد أن قضيتنا هي فلسطين جمعاء.
الحوار نت: ماذا تنتظرون كفلسطينين من إخوتكم المسلمين والعرب خصوصا في أوروبا ؟ فرقة البيارق: قبل الخوض في الحديث عما ننتظره من إخواننا في أوروبا أجدد شكري لكل الفلسطينيين والمسلمين ولكل الجمعيات الأوروبية على النشاطات الطيبة في دعم القضية قضية فلسطين، فبارك الله فيهم على هذه المهرجانات الهادفة، وإن شاء الله ربنا يجمعنا في أرض فلسطين أرض الرباط ويفرج على إخواننا في غزة، ويفرج على إخواننا في القدس ويتحرر المسجد الأقصى المبارك في الأيام القريبة إن شاء الله عز وجل.. وأطالب إخوتي في أوروبا بالاستمرار في عطائهم الطيب والزيادة في تأسيس مؤسسات أوروبية تساعد في دعم قضية القدسوفلسطين عامة.. وشكرا لكم
فوزية محمد: لا يسعنا في آخر هذا اللقاء إلا أن نشكر أعضاء فرقة البيارق للأنشودة الإسلامية على تلبيتهم الدعوة والتكرّم بهذا الحوار الطيب، متمنين من العلي القدير أن يحرر المسجد الأقصى وكل فلسطين من أيدي الغاصبين وأن يرزقنا صلاة في المسجد المبارك وهو محرر. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تحدّث باسم الفرقة :سيف الدين سالم، من قضاء جنين.
مصدر الخبر : الحوار نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=3068&t=حوار مع فرقة البيارق للأنشودة الإسلامية "فلسطين 48"&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"