المرصد الوطني للتزويد والأسعار: انتظام نسبي في السوق وحملات رقابية مكثفة    يهم الطلبة الجامعيين..اليوم انطلاق التسجيل..    الحماية المدنية: 537 تدخلا منها 103 لإطفاء حرائق خلال ال 24ساعة الماضية    نحو بعث خط جوي مباشر بين تونس ودوالا (الكاميرون)    لماذا تعتزم واشنطن طلاء السياج الحدودي مع المكسيك بالأسود؟    إسرائيل تبدأ المرحلة التمهيدية لاحتلال مدينة غزة    عاجل/ بعد فرنسا: هذه الدولة تشن هجوما عنيفا على نتنياهو..    عاجل/ مجلس الوزراء الفلسطيني يحذر من مخطط صهيوني لفصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها..    محمد صلاح يتوج بجائزة أفضل لاعب في الدوري الإنقليزي للمرة الثالثة    الرابطة الثانية: تعزيز جديد في صفوف أمل حمام سوسة    الفنان صابر الرباعي يختتم الدورة 45 لمهرجان صفاقس الدولي بعرض فني يبقى عالقا في الذاكرة    برنامج مباريات الدور ربع النهائي لبطولة أمم إفريقيا للمحليين    حادث مرور أليم يخلّف قتيلين وجريحًا في بوحجلة    بنزرت: إنقاذ إمراة سقطت في بئر وبقيت على قيد الحياة لمدة 3 أيام    كفاش تقيّد ولدك في قسم التحضيري ؟...تبع هذه الخطوات    جريمة مروعة: ينهي حياة جاره طعنا بالسكين..والسبب صادم..    القبض على "مروع" الوافدين على محلات بيع المواد الصحية بالزهروني    رئيسة الحكومة تبحث تعزيز التعاون مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي    "هدد البلاد".. نواب وسياسيون لبنانيون يقاضون زعيم حزب الله    التوقعات الجوية لهذا اليوم..    مبادرة طبية وإنسانية.. مرضى القلب يكرّمون الإطار الطبي في مستشفى سهلول    رئيسة الحكومة: محادثات متقدمة من اجل بعث خط جوي مباشر بين تونس ودوالا    الدوري الاسباني.. ريال مدريد يستهل مشواره بفوز صعب على أوساسونا    مصطفى الفرجاني.. ملتزمون بدمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس    ترامب: آمل أن يتعامل بوتين بشكل جيد وأن يظهر زيلنسكي بعض المرونة    عاجل/ تونس تسجل ارتفاعا في الطلب على الغاز الطبيعي والمواد البترولية    بن عروس : حملات توعية وتحسيس واسعة لمكافحة ومنع انتشار الحشرة القرمزية ونبتة الشويكة الصفراء    المهرجان الصيفي بالناظور في دورته ال 24 برمجة ثرية وفرجوية    صيف وضيف: د. إيمان القسنطيني: الطبيبة الفنّانة... المتعددة المواهب    تاريخ الخيانات السياسية (51) فتنة الحلاّج    المهرجان الدولي للولي الصالح سيدي علي بن عون .. جنجون في الافتتاح وعبد اللطيف الغزي في الاختتام    عاجل: جامعة السباحة توضح حيثيات ملف تأشيرات منتخب الأواسط لبطولة العالم برومانيا    أكثر من 1100 حالة وفاة في اسبانيا إثر موجة حر استمرت 16 يوما.. #خبر_عاجل    بطولة إفريقيا لرفع الأثقال: التونسية آية حسني تظفر بثلاث ذهبيات    تونس وردت قرابة 10 بالمائة من حاجياتها من الكهرباء مباشرة من الجزائر مع موفي جوان 2025    أرانب ''زومبي'' بقرون سوداء تثير رعب السكان    عاجل : رحيل الفنانة السورية إيمان الغوري    خمس روايات تونسية ضمن القائمة القصيرة لجائزة كتارا للرواية العربية 2025    نيويورك.. عشرات الضحايا بمرض خطير والسبب'' الكليماتيزور''    هام/ موعد إنطلاق عملية التسجيل عن بعد للأقسام التحضيرية..    Ooredoo Music Fest by OPPO يعود في نسخته الثالثة مع عرض رڤوج وتجربة غامرة فريدة من نوعها    الرابطة الأولى: تعيينات منافسات الجولة الرابعة ذهابا    عاجل : النجم الساحلي يتعاقد مع اللاعب الدولي الليبي نور الدين القليب    حجز 542 كلغ من المواد الغذائية غير صالحة للاستهلاك بولاية تونس    قرطاج الدولي يفتح أبواب السينما للأطفال: عرض مجاني لفيلم La Princesse et la Grenouille    تفاصيل الاتفاق المحتمل بين المقاومة وإسرائيل    تونس: إيقاف مسافر حاول الاعتداء على سائق مترو    المولد النبوي : شوف كفاش تختار بين الزقوقو التونسي و المستورد؟    فاجعة: وفاة طفل بسبب أكلة..!    المشروبات شديدة السخونة.. "خطر خفي" يهدد صحتك    يهم التونسيين : هكذا سيكون طقس اليوم الثلاثاء 19 أوت    أمام 7 آلاف متفرج: الفنان اللبناني آدم يعتلي ركح قرطاج للمرة الأولى في مسيرته    صدمة علمية: مشروباتنا اليومية مليئة بالبلاستيك...تفاصيل!    تاريخ الخيانات السياسية (50).. حبس الخليفة المستكفي حتى وفاته    عاجل/ القبض على مسافر تهجّم على سائق مترو    الميزان التجاري الغذائي يسجل فائضا خلال الأشهر السبعة الأولى من 2025    عاجل : فلكيا...موعد عطلة المولد النبوي الشريف 2025 للقطاعين العام و الخاص    هام/ عطلة بيوم بمناسبة المولد النبوي الشريف..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في الثقافة القرآنية والرد على الشبهات.. قراءة في كتاب
نشر في الحوار نت يوم 15 - 04 - 2021


الكتاب: قبسات من الفكر القراني والإسلامي
المؤلف: د.عبدالله الاشعل
الناشر: دار جزيرة الورد للطبع والنشر 2021
في كتابه قبسات من الفكر القرآني والإسلامي، يحاول د. عبدالله الأشعل أن يقدم رؤية تعمق الثقافة القرآنية والإسلامية عند أجيال المسلمين.
ويستهدف الكتاب غير المتخصصين في أحكام الدين وغير المطلعين بشكل كاف على القرآن والسنة وثقافتهم الدينية سطحية، كمحاولة منه، لتكون ثقافتهم خالصة وغير ملتبسة ونقية من الخرافات والبدع أو الهوى.
الثقافة القرآنية والتدين المعكوس
يناقش الفصل الأول عدة قضايا، من قبيل الثقافة القرآنية والتدين المعكوس والجبر والاختيار والخرافات الدينية في الثقافة الشعبية، وعلاقة الدين بالآخرة وخصائص الثقافة الشعبية وأسباب تشوه الثقافة القرآنية ودور الدين في حياة المجتمع، وإشكالية استقبال الطبيعة البشرية ومكانة الرسول في القران الكريم وإرادة الله وإرادة الإنسان في القران الكريم وموقع المرأة والرجل في الثقافة الشعبية الدينية وتجديد الخطاب الديني في الثقافة الشعبية.
ويحاول الكاتب في هذا الفصل التأكيد على نقطة هامة، تتعلق بعمومية الثقافة القرآنية بمعنى أن تكون عامة وملكا للجميع ولا تقتصر على المسلمين فقط، بل هي من حق كل الأديان مستشهدا في ذلك بالأقباط الذين يملكون ثقافة القرآن والاستشهاد به في خطبهم، وعليه لا تكون الثقافة القرآنية حكرا على المسلمين، منبها إلى أهمية هذه الثقافة كونها "تنبع من حقيقة ظاهرة وهي أن التمييز بين الثقافة القرآنية وبين التخصص في علوم القرآن ليس شائعا، فإذا فات المسلم التخصص في علوم القرآن فلا يجب أن تفوته الثقافة القرآنية.
ويواصل الكتاب تناول نقاط الفصل الأول وكيفية التعامل مع القرآن الكريم وضرورة تسليط الضوء عليها، متنقلا بين عدة أفكار أخرى تتعلق بالفجوة ببن التدين والسلوك، وهو ما أطلق عليه "التدين المنقوص" منوها إلى ذلك التدين الحقيقي بطبيعة الحال، منتقلا إلى نقطة أخرى تتعلق بالجبر والاختيار رابطاً ذلك بقضية القضاء والقدر.
ولكن الكتاب يتناول هذه المسألة في سياق عدم التسليم بكل شيء على أنه قضاء وقدر ولكن من الممكن أن يكون سلبية مرفوضة من جانب بعض المسلمين، الذين يستسلمون لواقع يجب عليهم تغييره أو محاولة ذلك على الأقل.
ويتطرق الفصل لعدة نقاط تفصيلية أخرى تنطلق من الفهم الواعي للقرآن والسنة والتدين الصحيح، وليس التدين المنقوص والمعنوي بتعبير الكاتب.
التأويل والتفسير والدبلوماسية النبوية
أما الفصل الثاني فينطلق من نقطة تتعلق بالتأويل في القانون والقرآن، معددا كلمات التأويل التي جاءت بالقران الكريم 17مرة ورابطا بين التأويل في القران والقانون، مؤكدا على أن التأويل هو حركة ذهنية في إدراك الأشياء والظواهر والوعي بها لينتقل الكاتب إلى علاقة التأويل بالتفسير بقوله "إن التأويل يختلف عن التفسير ولكنهما يتفقان على قواسم مشتركة بينهما".. ثم يتناول بالتفصيل التأويل في القرآن والقانون بتفاصيل أكثر والمقارنة بينهما.
ثم ينتقل الكتاب إلى السنة النبوية تحت عنوان "الحوار والجدل في الدبلوماسية النبوية"، متناولا موقف الرسول في صلح الحديبية واصفا إياه بأنه كان تفاوضا جزئيا وفرض فيه مفاوض مكة كل شروطه، وكان مخرجا من مأزق بين الطرفين، ولكنه كان مبنيا على الحوار وليس على الجدل، الذي ربما كان عقد الموقف الذي انتهى لصالح المسلمين في النهاية بدخول مكة في العام التالي.
ويعرج الكتاب خلال هذا الفصل على عدة موضوعات أخرى، من قبيل دلالة الخطاب في النص القرآني ثم الشريعة والقانون في الدولة الإسلامية، وإشكالية ترجمة معاني القرآن الكريم متناولا إياها بتفاصيل وعمق في محاولة من الكاتب لتقديم وجهة نظره مشفوعة بمنطق ورؤية تدلل على ما يقول.
الكيد الصهيوني للإسلام والمسلمين
أما الفصل الثالث فيناقش "الكيد الصهيوني للإسلام والمسلمين" مركزا على القضية الأبرز والشائكة، وهي قضية القدس تحت عنوان "القدس: قضية دينية ام سياسية؟".
ويتناول الكتاب الصور التى حاربت بها الصهيونية الاسلام في العصر الحديث، من بينها مجال الفكر والتشكيك في العقيدة الإسلامية واختراق المجتمعات الإسلامية عبر جواسيس لها يجيدون اللغة العربية، ثم التوجه للعالم عبر مواقع ناطقة باللغة الإنجليزية تصف الإسلام بالإرهاب.
كما يتطرق للهجوم الصهيوني على الأزهر الشريف من خلال نسب الإرهاب الى خريجي الأزهر، ويتساءل الكاتب هنا "لا ندري إن كان هناك تنسيق بين الدوائر المصرية والإسرائيلية المعادية للأزهر".
وينتقل الكتاب إلى نقطة أخرى تتعلق أيضا بالعداء للإسلام ولكن هذه ترتبط بروسيا تحت عنوان "تداعيات البعد الإسلامي في السياسة الروسية" شارحا ذلك بالقول "إن علاقات الاتحاد السوفييتي مع العالم الإسلامي كان لها بعدان، الأول سياسي استراتيجي يتعلق بالصراع السوفييتي الغربي والثاني بعد ديني تشعر به الشعوب الإسلامية دون الحكومات".
الإسلاموفوبيا
وفي الفصل الرابع يتناول الكتاب الرسل والرسالات وبشرية هؤلاء الرسل وتحصينها في القران الكريم، مؤكدا على أن الرسول له صفة بشرية وصفة نبوية وان الصفة النبوية تعصم الصفة البشرية.
ثم يعرج على وضع الرسل والرسالات في القران الكريم ورسم القرآن بدقة الوضع القانوني للرسل والتمييز بين الأنبياء والرسل، وأن الرسل جاؤوا بعد الأنبياء وأن الرسل الثلاثة موسى وعيسى ومحمد عليهم السلام طبقا لما أورده الكاتب.
ثم يتناول رسالة سيدنا موسي من خلال عنوان "تأملات سياسية وعقدية في رسالة موسى" وإرساله إلى فرعون الذي ادعى الألوهية..
وينتقل من قضية موسى إلى النبي الخاتم والجدل حول التفويض التشريعي للرسول في القران الكريم، مؤكدا هذا الأمر بقوله: "لقد أثبتنا في كتابنا الإعجاز القانوني والتشريعي في القرآن الكريم أن الرسول الكريم قد منح التفويض من الله لكي يشرح وأن يكون حديثه وتعليقاته وقراراته وأفعاله وتشريعاته وهو الوحيد بين الأنبياء والرسل الذي منح هذا الحق".
ويطرح الكتاب قضية مهمة في فصله الخامس وهي تتعلق بالإسلامو فوبيا، في محاولة لاقتلاع الإسلاموفوبيا من ذهن الغرب وهو ما يحتاج إلى بحث مشترك وترتيبات في هذا الشأن طبقا لرؤية الكاتب.
وأرجع الكتاب هذه الفوبيا من الاسلام إلى روافد من الكراهية والعداء للإسلام مشيرا في هذا الأمر إلى جماعات العنف التي كانت لها دور مهم في ذلك ومنح اليمين الأوروبي المتطرف فرصة الإساءة للإسلام والمسلمين في الغرب، بالإضافة إلى أحداث أيلول (سبتمبر).
كما يشير إلى رافد ثالث تمثل في الصراع العربي الإسرائيلي وتصوير إسرائيل للمقاومة بأنها إرهاب، كل هذا ساهم في رؤية المؤلف في هذه الفوبيا تجاه الإسلام والمسلمين.
كما تناول الكتاب أيضا مسؤولية المسلمين في هذه الفوبيا سواء على المستوى الرسمي وحكومات الدول والأقليات المسلمة، حيث لم يلعبوا دورا كبيرا في معالجة هذه المخاوف ومطالبا في هذا السياق بضرورة المراجعة داخل التيارات الإسلامية وقواعدها كمحاولة من وجهة نظر المؤلف لاستنقاذ الدين والدنيا والشباب المسلم من ساحات الإرهاب، التى تبنتها بعض التنظيمات الإسلامية بفهمها الخاطئ للإسلام.
ثم يناقش الكتاب نقطة أخرى متعلقة بهذه الجزئية تحت عنوان "الإسلامو فوبيا ومعاداة السامية "محاولا الربط بين هذين النقطتين، بمعنى أن الإسلاموفوبيا تخدم في ذات الوقت على الصهيونية العالمية التي تحاول الربط بين أعمال العنف والمقاومة الفلسطينية ومعاداة السامية.
الخطاب الديني والالتباس السياسي
ثم ينتقل الكاتب إلى جدلية أخرى ونقطة ساخنة جديدة وهي السياسية والدين ويبداها باشكالية الالتباس بين الجماعات الإسلامية والاسلام كما يسميها الكاتب، معتبرا هذا الأمر أحد أهم أضلاع مشكلة الجماعات الإسلامية على امتداد ستة عقود، ورغم التماسه العذر لها بسبب غياب الديمقراطية، إلا أنه انتقد فيها استخدام الدين بشكل تنافسي مع السلطة لكسب قلوب الناس، وهو ما أدى إلى استغلال الدين من الطرفين إلى نتائج كارثية حسب الكاتب، أضرت بمواقف الناس من الدين وسمحت بموجة الإلحاد وكأن الفريقين ساهم بادوار مختلفة في هذه الجريمة كما اسماهامؤلف الكتاب .
ثم تطرق في نفس الفصل إلى نقطة أخرى متعلقة بنفس المضمون وهو ما أسماه الخطأ الديني والالتباس السياسي في تقسيم المسلمين بين شيعة وسنة، واصفا ذلك بالمؤامرة بقوله "مؤامرات ضرب الإسلام بالمسلمين لن تتوقف أبرزها الفتنة الطائفية بين الشيعة والسنة وقد نجحت هذه المؤامرة لضعف فهم الشباب للدين وتوظيف الدين لغايات سياسية".
كما تناول عدة نقاط أخرى بهذا الفصل من قبيل محنة المسلمين في الصين وموقف الدول الإسلامية وتوظيف الدين في الصراع السياسي مع إيران والأبعاد السياسية لفتنة الشيعة والسنة في إطار المؤامرة على العالم الإسلامي، والتي كانت دائما سلاح المتأمرين لشق الصف الإسلامي كما حدث في فتن مماثلة حسب الكاتب.
وفي الفصل السابع والأخير يتناول الكتاب قضية "الجهاد القرآني والجهاد الجاهلي" منطلقا من معنى الجهاد في الثقافة القرآنية ومؤكدا على أن معنى الجهاد في مفهومه التاريخي، أي أن المجاهد هو الذي اشترك في الفتوحات الإسلامية وأنه ذلك الذي آمن بالرسالة وبذل روحه للدفاع عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.