في الوقت الذي يتمنى فيه مسلمو النرويج أن يبقى تحالف يسار الوسط الحاكم في السلطة، خوفا من صعود "الحزب التقدمي" الذي يتبنى مواقف معادية للإسلام والمهاجرين والقضايا العربية بصفة عامة، أظهرت النتائج الأولية أن التحالف يتجه بالفعل نحو الفوز في الانتخابات البرلمانية التي أجريت الإثنين 14-9-2009، وذلك بعد فرز نحو 95% من أصوات الناخبين. وذكر موقع "داون دوت كوم" الإخباري النرويجي أن النتائج الأولية للانتخابات التي صدرت عن وزارة الحكم المحلي صباح اليوم الثلاثاء 15-9-2009 كشفت عن توقعات بحصول الائتلاف الحاكم على 86 مقعدا في البرلمان البالغ عدد مقاعده 169، والذي تستمر ولايته حتى عام 2013، وبحسب تلك النتائج، يتوقع أيضا أن تفوز أحزاب المعارضة من الوسط واليمين بالمقاعد الثلاثة والثمانين الباقية. ويشغل الائتلاف الحاكم 87 مقعدا في البرلمان الحالي ويتكون من ثلاثة أحزاب هي: "العمال" و"اليسار الاشتراكي" و"الوسط" بزعامة رئيس الوزراء "ينس شتولنبرج"، ومن المنتظر أن تعلن النتائج النهائية للانتخابات في وقت لاحق اليوم. "الأولوية للتوظيف" وكان شتولنبرج، وهو رئيس حزب العمال، قد تعهد خلال الحملة الانتخابية بتحقيق مزيد من الرفاهية ووضع أولوية لحل مشكلة البطالة في هذا البلد، كما ركز على نجاحه في قيادة اقتصاد النرويج نحو بر الأمان خلال الأزمة المالية العالمية التي تضرب العالم في الوقت الراهن، حيث لم يلحق بالاقتصاد النرويجي كثير من الضرر. وقبيل الانتخابات أبدى كثير من مسلمي النرويج تخوفهم من احتمال صعود "الحزب التقدمي" في تلك الانتخابات، خاصة أن استطلاعات الرأي التي أجريت مؤخرا كانت تصنفه على أنه ثاني أكبر حزب في الشعبية بعد "حزب العمال" الذي يقود الائتلاف الحاكم. وبرغم ذلك، كان المسلمون، بحسب موقع "داون دوت كوم"، يتمنون ألا يصوت الناخبون لذلك الحزب اليمينى "المتشدد"، وهو ما حدث بفعل، وفقا للنتائج الأولية. العداء للمسلمين ويتخذ "الحزب التقدمي" موقفا عدائيا من المسلمين والمهاجرين العرب والمسلمين على حد سواء، وتخشى الأقلية الباكستانية وهي من أكبر الأقليات في النرويج وتدين غالبيتها بالإسلام من اتخاذ ذلك الحزب اليميني إجراءات أكثر تشددا ضد الأقلية المسلمة مثل: حظر الحجاب في الأماكن العامة وإغلاق المدارس الإسلامية الخاصة، ووقف الدعم الحكومي للمنظمات الإسلامية، بحسب ما نقله موقع "داون دوت كوم" عن عدد من القيادات الإسلامية. كما يدعم "الحزب التقدمي" أيضا إسرائيل ويريد وقف كل المساعدات التنموية التي تقدمها النرويج للفلسطينيين، إضافة إلى دعمه الكبير لسياسات الرئيس الأمريكي السابق "جورج بوش" في العراق وأفغانستان ولخطط توسيع العمليات العسكرية داخل باكستان. وتخشى الأقلية الباكستانية والمسلمة عموما في النرويج من أن يقود الحزب التقدمي البلاد في حال وصوله للسلطة إلى مزيد من القوانين المجحفة والمناهضة للمهاجرين. ونقل موقع "داون دوت كوم" عن مواطنة نرويجية من أصل باكستاني قولها: "سوف أشعر بقلق بالغ إذا تولت سي جينسن رئيسة الحزب التقدمي منصب رئيس الوزراء المقبل". وأضافت المواطنة التي رفضت الكشف عن اسمها أن " الحزب التقدمي، في حال وصوله إلى السلطة، فسوف يسير عكس مطالب المهاجرين الباكستانيين المسلمين عموما الذين يسعون لمزيد من التكامل والاندماج داخل المجتمع النرويجي". ويعد النرويجيون الباكستانيون أكبر الأقليات في النرويج حيث يقدر عددهم بنحو 30 ألف نسمة، منهم 20 ألفا في العاصمة أوسلو وحدها و10 آلاف موزعة على المدن الأخرى. ويقدر عدد مسلمي النرويج بنحو 150 ألف نسمة من إجمالي أربعة ملايين ونصف مليون نسمة هم تعداد السكان، كما تتواجد لهم أكثر من 90 مؤسسة ومركزا إسلاميا في أنحاء النرويج من بينهم نحو 30 مركزا ومؤسسة في العاصمة أوسلو وحدها. وتتمتع الأقلية المسلمة في النرويج بمساحة حرية كبيرة في بناء المساجد والمدارس الإسلامية والتي تقوم الحكومة النرويجية بتقديم الدعم لها، ولا يعكر صفو هذه العلاقة إلا وسائل إعلام توصف بالمتحيزة ضد قضايا المسلمين. وشهدت النرويج خلال السنوات الماضية، احتجاجات ضد رسومات مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم، نشرتها صحف نرويجية بدعوى حرية التعبير. مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=317&t=مسلمو النرويج: حكم "اليسار" أفضل&src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"