تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شيخ القراءات العشر الدكتور عبد الرحيم نبولسي
نشر في الحوار نت يوم 16 - 09 - 2009

شيخ القراءات العشر الدكتور عبد الرحيم نبولسي ل"التجديد" : عرض علي إنشاءأكاديمية للقراءات في فرنسا وفضلت أن تكون في مراكش وأن تشع على سائر البلدان


بداية نسأل الشيخ عبد الرحيم نبولسي، ماجديد جامعة القراءات التي أعلنتم عنها في رمضان الماضي؟

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة على أشرف المرسلين، بالنسبة لجامعة محمدالسادس لعلم القراءات وتعلم القرآن، فقد طلب مني البرنامج العلمي وقد كتبتهوأنهيته، وهو إن شاء الله في ''طريق الرضا''، وهو في الغالب قد وصل، والأمور بحمدالله وفضله آخذة مجراها الطبيعي والصحيح، وقريبا سيعلن عنها.
كيف يرى الشيخمستقبل القراءات في المغرب خاصة وفي العالم الإسلامي عامة؟
كما تعلم أنالمدرسة المغربية لها الريادة في تاريخ العالم العربي والإسلامي على مستوى القراءة،والأسانيد التي لا تمر بالديار المغربية وبالمشيخة المغربية، تعتبر ضعيفة وتكادتكون لاغية ولا تصل إلى مستوى الامتياز والتفوق والرقي، وفي مجال القراءات لا يعلىعلى منظومة الإمام الشاطبي المعروفة رحمه الله، المسماة بالحرز، فهو أندلسي مغربي،ولا يكاد يخلو إسناد من الشاطبي، ولذلك المغرب يجب أن يحفظ له هذا الدور الريادي فيالقراءات، وينبغي ألا يهمش، وأنا أرى أنه قد همش، وما بقي إلا شذرات، وبقي أحادالناس وجلهم تجاوزا سن التسعين، لا يعرفون من القراءات إلا بعض الترددات منالروايات، ومبلغ علمه أنه يكون قد قرأ على أربع أو خمس.
على عهد المرينيين،كانت هناك المشيخة إلى القرن ,11 فليس بدعا أن يرجع الفضل إلى أهله، فقد انقطعتالأسانيد من المغرب بالصورة المثلى، وبقي المحفوظ، ومعروف أن المغاربة حفاظ، وكمايقال ''نزل القرآن في الشرق، ورتل وجود في مصر، وكتب في تركيا وحفظ في المغرب''،ونحن الآن إنما نريد أن يرجع الفضل إلى أهله، وخرجنا ووصلنا ما انقطع بفضل اللهوحمده، والتقينا بالمشايخ الكبار؛ منهم الزيات أحمد عبد العزيز رحمه الله، وهو أعلىسندا في الدنيا في القراءات العشر بالطيبة التي تجمع زهاء ألف رواية، والشيخ عبدالغفار الدروبي رحمه الله عليه، وقد توفي من زمن قريب، والشيخ مكي الطرابيشي. والعلم النظري موجود في المغرب، لكن العلم الأدائي فرط، وهناك حلقة مفقودة في تاريخالقراءات لا ندري ما الملابسات والظروف التي جعلتها تندثر، ولا تبقى على طرقهاالأصلية، والذي أضفناه علي الصورة الأدائية المثلى، وبعض الوجوه الاختياريةوالمقدمة، ونحن نفضل المشارق في هذا المجال، ونفضلهم أيضا في قضية الرسم القرآني،والوقف والابتداء، والإسلام يمثله العالم الإسلامي، وكل مصر حلقة في هذا المجال،وعلينا ألا نغمط أحدا حقه.
كيف يمكن نشر علم القراءات بشكل صحيح؟
المشروع الذي جئت من أجله إلى المغرب هو إنشاء جامعة للقراءات، وكان قد عرضعلي الأمر في الشرق والغرب ، كما عرض علي إنشاء أكاديمية للقراءات في فرنسا، وأنافضلت أن تكون في مراكش وأن تشع على سائر البلدان، وهذا الذي تسمعونه في التراويح،تعني المراوحة والترويح عن النفس من عبء الصيام، والصائم سائح والسائح يرتاح، ولابدأن يلقى الصائم في التراويح متعته الأذنية السمعية التي يتشوق إليها،ويلقى مراوحةفي التنغيم والأسلوب الذي يعرض به القرآن، من صوت عال إلى هابط إلى متشوق لا يحوزأن يلقى القرآن غفلا خاليا من المعاني. وبين الترويح الجلوس بين الركعات، والمراوحةبين القراءات، فلا معنى أن يلزم القارئ برواية واحدة، و الشرط الوحيد هو الإتقان. فباب التراويح هو باب لإخراج المواهب، والكنوز، وأنا مع أن يلزم الناس في الصلواتالخمس برواية واحدة، انتهى الأمر، رواية ورش عن نافع عن طريق الأزرق ، ولكن ما يقرأالآن هو''زرك'' وليس الأزرق صاحب الرواية، والرواية التي تسمع في المساجد لا يمكنأن تكون طريق الأزرق، أما في التراويح فالتنويع في القراءات واجب، والمدد في طريقالأزرق تجلب للمصلي في التراويح عنتا وأنا جربت ذلك اليوم ، ولا شك أن ركبتاك عانتمن ذلك، وللأسف البعض يقرا القران على عواهنه دون دورات علمية وقد يلحن اللحن الجليفي الفاتحة ولايجوز له الصلاة بالناس، ولا يمكن القبول بالتلاعب في القرآن.
هل الصوت الحسن من أسرار إقبال الناس على التراويح؟
نعم، الصوتالحسن يزيد القرآن حسنا وجمالا، لا شك في ذلك، قال تعالي ''وقد آتينا داوود منافضلا'' ويعني صوتا حسنا، وقيل في رواية شاذة ''ويزيد في الحلق ما يشاء''، وهذا سرمن أسرار الله يودعه فيمن يشاء، ومن أعطي صوتا حسنا يجب أن يقد، وقد كان الصحابةرضوان الله عليهم يتتبعون الأصوات الحسنة في رمضان.
الناس معذورون في البحثعن الصوت الحسن والازدحام من أجله؟
هذه سنة، ولهم سلف صالح في مسألةالمراوحة والتخشع والتعبد لله، وهي فرصة للناس من عناء السنة، أن يذكر الله ويقربذنوبه، وله أن يبحث عن الصوت الحسن الذي يقربه من الله.
كيف تشعر وأنتتصلي في مسجد الكتبية؟
في الحقيقة مسجد الكتبيين يعتبر رمزا لمدينة مراكش،ومئذنته أيضا رمزا لها، وهو معلمة في المدينة، ومن حيث الجو الروحاني فكل بيوت اللهعلى شكل واحد لا فرق، لكن مسجد الكتبية متفوق من حيث الوسطية التي احتلها واتخذها،وهو مسجد عريق مرت عليه قرون وحقب ومرت عليه دول يحكي تاريخ الأول لبناء الحضارةالمغربية، وهو يحمل رمزا فكريا وعقديا واجتماعيا وسياسيا واقتصاديا وهو منظومة منالمنتج القديم والحديث.
ما هي شروط الإجازة وكيف ينظر الشيخ إلى مسألةالإجازة؟
الكل يعرف أني متوتر شيئا ما في قضية الإجازة، حتى إنه قيل فيمعهد بالسعودية، إن المسلمين كانوا يترخصون في الإجازات، وقد تجد الشيخ يجيز فيالسنة أربعة أو خمسة، وأنا لمدة سنتين ما أجزت أحدا إلا بعد ذلك، وكلها بضوابطهاوشروطها المعتبرة، فرجل يأتي ويقول قرأت على فلان في المصحف وأجازني، هذا أعتبرهموجزا وليس مجازا، والحقيقة أنا قلت لهم في السعودية، ارفعوا الحصار عن رواية حفص،لا تجيزوا فيها أحدا، لأن الشخص يأتي غلاما يافعا، ولا يعرف ما الذي له وما الذيعليه فيجيزه أحدهم، وهو غير أهل له فيقطع عليه طريق الطلب، والإجازة بشروطهاالمعتبرة عند أئمة الفن، وكنت أضفت لهم معايير مغربية اندثرت في المشرق، وقلت لهملا يجاز الشخص إلا إذا أتم الحفظ المتقن مع معرفة المتشابه، وهذا لا نقاش فيه،واشتراط معرفة جمة بعلم الوقف والابتداء، وقد يؤخذ مذهب الرجل من وقفه وابتدائه،وأيضا تؤخذ عقيدته فالمسالة ليست سهلة ، وهذا ينبني على علمه بالعربية، ثم مسألةالرسم القرآني يجب أن يعرفها قارئ القراءة ، وكان لي بحث عميق في السنوات الأخيرةفوجدت أن كل المرسوم القرآني له علة، علمها من علمها وجهلها من جهلها.
ماهو جديد البحث والتأليف للدكتور نبولسي؟
لي بحث ودراسة في شرح الشاطبية ،وهناك بحث لطيف يسمى نظرات في محذوف الألفات / بيان ما انحذف حشواً من الألفات، كماأني أبحث في ''الشاذ'' في القراءات، بعدما أنتهي من المتواتر، وهذا سر لم أاقلهلأحد من قبل، وهو إشكالية كبيرة، ولو تمعنا في الشاذ لوجدنا الكثير من الحلول،وهناك بحث في القراءات التفسيرية، وهذا موضوع آخر يمكن أن نتكلم فيه في موضوع علم،وهناك أيضا منظومات '' النظيم الماتع في الأوجه المقدمة للسبعة عند المفرد والجامع ''، و''الفنن لتسهيل معرفة هذا العلم''، وقدمت ''الفنن الأورق في تحرير خلف ورش منطريق الأزرق'' وأنا متعصب لمغربيتي، وعلى خلاف القراء الذين يبدؤون بقالون، قدمترواية ورش، وهناك منظومة عما أجملته الطيبة، ومنظومة في اللغة ''النظم الأمجد فيماهية أمجد ، كما حاولت جمع بعض المواضيع الجافة في مقامة بديهية لتلطيف الأمر.
كيف يستقبل نبولسي رمضان؟
أقسم لك بالله إني أستقبل رمضان بعفويةتامة، وبخوف شديد، فأنا رجل تغلب عليه الحالات الطبيعية، والناس يحبون رمضان، وأناأخاف من رمضان، ودائما إذا اقترب رمضان، يكون قلبي وجلا خائفا متوجلا، هاربا منمدينة مراكش، وأقصد الجبال والمتاهات والكهوف أتحنث، ورمضان هو فرصة، ولولا الناسالذين يلحون ما صليت بهم، وأقسم بالله لولا أني أرجو من الله أن يتقبل لواحد منهمأن يدعو لي ما تقدمت، وأرجو أن ينتفع الناس فقط.
كيف تقضي يومك في رمضان؟
عندي يومان في اليوم، يوم بالليل ويوم بالنهار(يضحك)، أما بالليل فننهيالتراويح ونجلس للمذاكرة وللمناقشة، واستقبال الزوار، فلا انهي الجلوس إلا على صلاةالفجر، وبعد الصلاة، أخلو بنفسي، وأنا دائما في نهار رمضان لا أحب أن أرى أو أحدثأحدا حفاظا على صيامي، ولا أكاد اخرج من البيت إلا لصلاة أو زيارة خاطفة لمسجد أومقبرة، وأحرص أن أبقى في البيت لأخلو إلى نفسي وأتعبد وأذكر الله ،أنام وأستريح،واستعد لصلاة التراويح واللقاء العام.
ذكريات طفولة في رمضان؟
أقوللك كأني ابن رمضان، وأرجو أن يقترن اسمي نبولسي برمضان وبصلاة التراويح، وأريد أنأجلس عند أقدام رمضان والقرآن؛ لعلهما يشفعان لي عند الله يوم القيامة، فمنذ الصغروالوالد جازاه الله خيرا حريص على أن أكون قارئا وحاضرا في رمضان، وأول مرة صليتالتراويح بالناس وأنا ابن سبع أو ثمان سنين بمسجد الحي المصوبر ووالدي معي يصحح ليإذا أخطأت، وصليت في دار القرآن بأزبزط وأنا ابن تسع سنين تحت إشراف الشيخ مولاياحمد أبي عبيدة حفظه الله، لأنه كان النواة الأولى لمعرفة هذا الخير، وأول مرة صليتبسورة الأعراف لجلالة قدرها، ومن ذلك الوقت أعجب الناس بهذا الغلام التافه ، وكانوايأتون من مدن أخرى لسماع صوتي في ليلة القدر. وكانت لي طرائف مع زملائي الطلبة،الذين كانوا يتناوبون على المحراب، ومن أراد أن يتقدم يقول لي أن أخلع عليه قميصي،اعتقادا منهم أن فيي ذلك شيئا، وكنت أتمازح مع الطلبة وأقول لهم إن الذكي هو من يعدالثقوب التي في الميكروفون وهو يقرأ، ليبين شدة الحفظ، وإن ذهنه لا يشرد مع العد. ومرت الطفولة جيدة، وأقول إن الفضل بعد الله للوالد الذي حرص على تحفيظي، وما كانيتركني لقضاء حاجة خارج البيت، حتى إنه قال لي بحضور أمي يوم عيد ''لاتلعب أقرأ،العلماء وأهل القرآن لا أعياد لهم''، وكان يوقظني على الساعة ,3 ويشغل لي أسطوانةمسجلة من إذاعة الكويت مشوشة، وكنت أحفظها على نغمة المنشاوي مع تشويش الإذاعة.
كلمة إلى رجل تعزه تريد أن تقولها له في رمضان..
عندي رجل خاص وهوأبي، ورجل عام وهم أهل مدينة مراكش، وهم عندي على قلب رجل واحد في محبتهم، ولذافأنا لا أريد أن أغيرهم إلى مدينة أخرى، وقد عرض علي ذلك ولكن رفضت، وكان إصرار منيأن أبقى بين المساكين، لأني رجل مسكين وبسيط، اللهم احشرنا في زمرة المساكين

ما هو توجيه الشيخ للآباء وأولياء الأمور بشأن تربيتهم لأبنائهم؟
في الحقيقة أكبر دليل أحب أن أوجهه إلى هؤلاء الناس، هو أن يكونوا في دربالقرآن، وقد اختصرت القول وفعلت، قرأت ورتلت وجودت، وبينت لهم الطرق الأدائية،والمعاني التي تتعاقب على الآية بالقراءات ليحبوها، والحقيقة أن الناس أحبواالقراءات، ويبقى المجال العملي وهو هذه الجامعة التي ستبرز للناس قريبا، وسيكون فيغرة هذا الرجل الذي على رأس البلد أرجو الله أن يشفيه ويحفظه، وكان إصرار منيوإلحاح أن تكون الجامعة تحت اسمه وإشرافه لينسب هذا الخير إليه، والمسألة الثانيةوهي أننا سننتخب مسجدا آهلا بالسكان في كل حي من الأحياء المراكشية، وننشئ فيه حلقةللتحفيظ، وستكون دورات علمية للمشرفين عليها، والحفظ الأول سيكون برواية ورش عنطريق الأزرق الحقيقي، وقد لقي ذلك قبولا من وزارة الأوقاف، وسنبدأ في الخطةالعملية، ونرجع الناس إلى المساجد، وسيدخل الرجل إلى المسجد ويجد ابنه يقرأ،والبرنامج مفصل وسيعمم في باقي المدن، والذين حفظوا تعطى لهم جوائز، وسيكونون روافدللجامعة، والتي ستخرج من كل مدينة الآلاف من المقرئين الجيدين، ونريد أن يكون في كلدار مغربية قارئ على الأقل.
ما هي ذكريات الشيخ مع شيخه العلامة أحمدالزيات؟
أحبذ أن تكون حلقة مفردة مصورة مسموعة عن ذكرياتي مع الشيخ، وعنديله ومعه ومنه الكثير، وعشت معه ما يزيد عن 16 سنة كلها في رحابه، وسجلت دعاءهللمراكشيين والمغاربة.
هل يمكنك أن تتحفنا بالبعض من ذلك؟
وقع ليأن رأيت رؤيا فيها أني أصعد في الحرم المكي إلى جانب الشيخ إلى أن وصلت إلى آخردرج، فقال لي الشيخ إنه آخر ما يكون في الدنيا، وأولت الأمر على أنه سند، وحكيتللشيخ الرؤيا فكبر وابتهج (نبولسي حكى من مثل هذه الطرف وبركات الشيخ الزياتالكثير، نعتذر لعدم نشرها لضيق الحيز)، ومن الطرف أني سافرت لرؤية الشيخ فيالقاهرة، فاقترح علي الشيخ ختمة الطيبة، وقال لي إني لا آذن فيها لأحد ولكن لا أعدكبشيء وسنرى، وقال إني سنقرأ ربعا في اليوم، أي سيدوم ذلك 8 أشهر، وكنت أنوي فقطقضاء 15 يوما، وحدثتني نفسي أنه ليس لك المال، فارجع إلى حال سبيلك، لكني ألزمتهابالبقاء والصبر حتى أقرأ، وقرأت وكنت أسلك طريقة مغربية ميسرة وبعض الوجوه الأدائيةمن حيث المقدم والمؤخر، فإذا وجدت منه أريحية فسرت له، وإذا وجدت غير ذلك أقول إنيما زلت على طريقة الشيخ الزيات، وبدا الأمر يسيرا، وقد قرأت عليه مرة من الفجر إلىالساعة الحادية عشر ليلا أو 11 والنصف، لا نسكت إلا لطعام خفيف جدا أو صلاة، بحضورالشيخ مصطفى أبو حسن من شيوخ الأزهر، والذي قرأ على الزيات منذ 40 سنة، وكلما أحسالشيخ بشيء من الملل يحكي بعض القصص حول قراءة القرآن، وهكذا قرأت الطيبة وختمتالقراءات العشر الكبرى مع التحرير والشاذة في ستة عشر يوما، وفي إسناده قال ''وهذاما لم يتيسر لأحد في هذا العصر''، وكنت آخر من قرأ عليه، وقال لي ''أنت زياتالمغاربة'' ، وعني قال''سأقرئه وأختم به وعن طريقه سينقل إسنادي إلى المغرب''، وكانذلك بحضور مجموعة من مشايخ الأزهر، والآن مجموعة من القراء المغاربة قرؤوا عليبإسناد الشيخ الزيات، والخير مايزال. ومن الطرف أني لما كنت أخدمه وهو شيخ ضريركبير السن وقع من سريره، وارتجفت وخفت ألا أختم على يديه، وودت أن يطول عمره حتىأختم، وبعد الختم، وفي اليوم الثالث، قال لي من جهة الختم، استرح ستختم، وهذا سر لميطلع عليه أحد إلا الله، وما قلت هذا لأحد، وأنا مهموم من جهة الختم.
وكانالشيخ الزيات يوصيني بقراءة كتاب ''غيث النفع'' للشيخ الإمام الكبير الصفاقسي، ومنالذين شرحوا الشاطبية شرحا جيدا، وهو شيخ مغربي مغمور وأحسن من كتب في هذا الباب،ويمثل المدرسة المغربية في التحرير، وأنا أريد من وزارة الأوقاف ومن المطابعالملكية أن تطبعه طبعة ملكية منقحة. ومن الطرف أني لما كنت أقرأ وصلت إلى: ''حرمتعليكم الميتة'' فقال الشيخ اسكت، أنت ''حرمت عليك المسافة'' وفتح الله لك، وقال لي ''لقد رجعت إلى شبابي في هذه الختمة''.
ذكريات مع شيوخ مغاربة الذينتتلمذتم عليهم..
هناك ترجمة موسعة في الأنترنيت، وكان عندنا شيخ اسمه البنابقرية أولاد حشاد، فرقة أولاد كايد يزمران الشرقية، سيدي رحال ضواحي مدينة مراكش،وكان شيخا حافظا متقنا للعلل والأشياء، بالرغم من أن الصور القرائية لا علم له بها،وكان قد أخذني إليه الوالد رضي الله عنه، ومن الغرائب أن زوجه تحفظ قراءة ''سيدالمكي'' وهي قراءة نافع بروايته بكاملها، وأضافت إليه ابن كثير، فسلك معي الشيخالبنا ''ثمن الحزب''، وقد قرأها علي وأعدتها عليه كما قرأها وهكذا، وبعدها قال لأبيراه قرا، وما ترك شيئا، واتركه يقرر أن يبقى أو يغادر، وأضاف أن معي عناية ربانية (هذه القصة أبكت والد الشيخ نبولسي الذي كان حاضرا أثناء الحوار)، وفي طريفة أخرى،رأيت رؤيا فسرتها بأنه لزاما علي بقاء الشيخ الدروبي، فتركت المدينة والوظيفة، وكنتأستاذا أدرس اللغة العربية في الجامعة، وسافرت وما عبئت بشيء، وفي الطائرة دعوت ربيوقلت يارب افتح لي أبواب تعلم القرآن، وأنا محرم رأيت الشيخ الدوربي يمر إلى مجلسه،وهو رجل مهيب فقطعت الشوط وقبلت يده وقلت له لقد جئت لأقرأ عليك، وقال لي أتمعمرتك، فأجبت؛ عمرتي هو أنت، ومرة كان معي الوالد وقلق تلك الليلة وقال لي ستقرأعلى الشيخ حزبا كاملا بالسبع في اليوم، وهذا شبه مستحيل، لكن الله يسر لي ذلكوأخبرت الوالد بذلك، وكان من عادة الشيخ أن يقطع مع طلبته في الحج، لكنه استقبلنيفي البيت، وما كان يأذن بذلك لطلبته، وحين بدأت القراءة لم أسكت إلا وقد أتممتالحزب، قال لي ''أنت طماع في القراءة، وما رأيت أشد طمعا منك في قراءة القرآن''. وقد قرأت عليه الختمة، وأتممتها عليه في شهر واحد 30 يوما، وقال لي يجب أن أسمع إلىختمة كاملة للعشرة، وكانت فرصتي، لأني كنت فارغا من كل شيء، وأصبحت مغرما بالشاطبيةأكثر من غرام قيس بليلى، حتى إنه ذات يوم في الصلاة وبدل قراءة الفاتحة قلت ''بابالإدغام الكبير''، وقد ختمت العشر الصغرى في ستة أيام.

ما رأيكم في اعتناقبعض الأجانب للإسلام خلال رمضان؟
كما تعلمون، هذا تتويج من الله، ونسأل اللهعنوان القبول، ورسول الله صلى الله قال: ''لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك مماطلعت عليه الشمس''، وهذه بشرى وتتويج لكل الذين احتفلوا بالقرآن وتركوا أمورهم، وهيلحظات ما أحسست بها ومست وخرقت شغف القلب، وهذه أول مرة ينطق شخص بالشهادتين علىيدي، وما ملكت نفسي، وأنا جئت الكتبية وهي موقع سياحي، وأنا آمل أن ينظر السياحبعين أخرى إلى الإسلام، وكنت أوصي السلطات المحلية أن يتركوا هؤلاء ويعطوهم حقهم فيالموقف والتصوير، وأنا رأيتهم مصطفين خلف الحواجز، وحكى لي الإخوان أنهم رأوانصرانيات بين المصليات وهن يبكين لسماع القرآن، ولابد أن نمكن لهؤلاء السياح لسماعالقرآن، وقد جاؤوا وعرفوا أن الإسلام دين نظام، وليس دين فوضى وهمجية وإرهاب، وفيهحلول مشاكل الخلق مكله، والمصلون يصطفون خلف إمام واحد، فلابد أن ينفع هؤلاءالأروربيين.
اختيار بعض الأسماء العربية لهؤلاء المسلمين الجدد، هل هوواجب؟
اختيارات الأسماء ما كانت باستشارتي، وكنت فقط أبارك الاسم، والمسلمالجديد حين يدخل الإسلام يخرج من ربقة الكفر ويريد أن يخلي ظهره من كل الشوائب التيكانت معه، وحتى الاسم الأوروبي، لأنه تعلم دينا جديدا وعلم ربا حقا جديدا، يريداسما جديدا، وأما الاحتفاظ باسمه الأصلي فلا بأس في ذلك، وقد عرف عن النبي أنه غيربعض الأسماء غير الجيدة لصحابة اعتنقوا الإسلام.

حاوره عبد الغني بلوط


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.