استقالة من الحزب الصديقات، الأصدقاء:أعضاء اللجنة المركزية لقد جاء قرار التحاقي في سنة 2003 بصفوف الحزب الديمقراطي التقدمي في سياق تعزيز جهود نخبة من المناضلين البارزين ممن أسسوا لتجربة سياسية جديدة تقوم على التنوّع والتوافق على الحد المشترك من أجل تحقيق الإصلاح السياسي. وقد أسهمت فعلا إلى جانب عديد من الكفاءات الحزبية في تفعيل كثير من أنشطة الحزب وتوسيع قاعدته التنظيمية. وللأسف لم أكد أذهب بعيدا في هذه التجربة حتى لاحت لي عيوبها الثاوية وتراءت في الأفق تداعياتها السلبية، فما إن انطلقت الإعدادات الأولية للمؤتمر الأخير 2006 حتّى بدأت وحدة الهياكل المركزية والجهوية في الاهتزاز والتصدّع بفعل طغيان الحسابات الضيقة ذات الطابع الشخصي أحيانا والطابع العقائدي أحيانا أخرى والتي بلغت ذروتها مع إقدام بعض الكوادر الحزبية على تقديم مشروع رؤية سياسية حول تصحيح المسار السياسي والتنظيمي للحزب. ورغم نجاح المؤتمرين في تجاوز عوائق كثيرة كانت تنذر بفشل المؤتمر وفي اختيار قيادة جديدة على أساس التوافق فإن الخلافات ظلت مخيمة على الحياة الحزبية الأمر الذي شلّ الهياكل وتسبّب في تصدّع بعض الجامعات وتواتر الاستقالات الفردية والجماعية دون أن يعيرها الحزب اهتماما. واحتجاجا مني على ما آل إليه الوضع التنظيمي وما أصبح عليه المناخ داخل القيادة من توتّر واصطفاف ومسّ من رمزيّة الأشخاص أقدمتُ على تجميد أنشطتي وجميع مسؤولياتي الحزبية مركزيا وجهويا وظللتُ مراهنا على بعض الوساطات الجارية لرأب الصدع واستعادة اللحمة والفاعلية. وأمام تصلّب جزء من قيادة الحزب وانفرادها بالقرار وفشل جميع محاولات تصحيح الوضع الحزبي وما ترتب عنه من تداعيات سلبية آخرها الاستقالة التي ضمّت سبعا وعشرين من الكوادر الحزبية البارزة مّمن أشاطرهم كثيرا من وجهات النظر السياسية، أعبّر عن يأسي من إمكانيات المراجعة والإصلاح داخل الهياكل وأعلن استقالتي رسميّا من الحزب الديمقراطي التقدمي. وإنني لآسفُ للذين أقاسمهم كثيرا من المواقف ممّن لا يزال يحدوهم أمل في إمكانية التصحيح من داخل الهياكل وعسى أن لا تحول مواقعنا المختلفة دون تكامل جهودنا باتجاه إرساء شروط أفضل للإصلاح السياسي والتنمية الاقتصادية. جيلاني العبدلي عضو هيئة تنفيذيّة عضو مكتب سياسي مسؤول مكتب التنظيم والتوثيق عضو لجنة مركزية كاتب عام جامعة بن عروس بالنيابة