وفي نفس الوقت، كشفت مصادر مطلعة عن تعرض السفير التركي في تل أبيب «للإهانة والإذلال» على خلفية بث قنوات تلفزيونية تركية المسلسل الدرامي «وادي الذئاب» الذي يعرض ضباطا في «الموساد» ومندوبين إسرائيليين كخاطفي أطفال. وشدد البيان الإسرائيلي على أن من حق إسرائيل «حماية مواطنيها من الاعتداءات الصاروخية والإرهابية التي ترتكبها حركة حماس ومنظمة حزب الله، وأن تركيا هي آخر من يمكنه معاتبة إسرائيل«، منوهاً بأن الجيش الإسرائيلي «هو أكثر جيوش العالم أخلاقية». وكان رئيس الوزراء التركي قد اتهم إسرائيل بتعريض السلام في المنطقة للخطر وباستخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين قائلا إنه «لا يمكن أن يمر مرور الكرام على التصرفات الإسرائيلية». وحثّ أردوغان إسرائيل على وقف انتهاك المجال الجوي اللبناني والامتثال لقرارات الأممالمتحدة وقال إنه يجب على مجلس الأمن الدولي أن يتعامل مع إسرائيل على قدم المساواة مع إيران فيما يخص المجال النووي، وفقاً لما نقلته صحيفة «تايم تورك» التركية. وفي إشارة إلى استشهاد ثلاثة فلسطينيين مساء الأحد الماضي في قصف إسرائيلي على قطاع غزة قال: «لماذا تهاجم إسرائيل قطاع غزة الآن وتدعي أن هناك قصفاً من الطرفالفلسطيني في حين أننا نعرف نحن أنه ليس هناك أي قصف؟« واتهم إسرائيل بأنها «تلجأ دائما إلى استخدام القوة المفرطة لأنها تمتلك القوة.«
النووي الإسرائيلي وكان أردوغان رفض في مؤتمره الصحفي مع نظيره اللبناني توجيه أي ضربة لإيران، وقال إن تركيا ترفض تجربة عراق جديد في المنطقة، مشيرا إلى أن ما تتهم به إيران هو محاولتها امتلاك سلاح نووي، وبلاده لا تؤيد امتلاك أي دولة للسلاح النووي. غير أنه استدرك بقوله «في المقابل هناك سلاح نووي في إسرائيل، والذين ينتقدون إيران لمحاولة امتلاكها سلاحا نوويا لا ينتقدون إسرائيل التي تمتلك بالفعل سلاحا نوويا، وهذه مشكلة حقيقية». كما قال أن بلاده لن تبقى صامتة إزاء «انتهاك إسرائيل القرارات الدولية». إذلال وتحقير من جانبه، استدعى نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، داني أيالون، سفير تركيا لدى إسرائيل وأوضح له أن إسرائيل «لن تمر مرور الكرام علىالمظاهر ذات الطابع المعادي لليهود ولإسرائيل في تركيا. واعتبر نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أن الأقوال «المناوئة» لإسرائيل التي أدلى بها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان «مضرة ومنحازة ونحن في غنى عنها.» وكان أيالون قد لفت نظر الصحفيين خلال لقائه مع السفير التركي إلى أن السفير يجلس على كرسي أوطأ وأن هناك علما واحدا فقط على الطاولة بينهما مشيراً بذلك إلى علم إسرائيل، بحسب ما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية. ورغم ذلك، فقد بدا أمس واضحا سعي إسرائيل لتهدئة الموقف بعد ردود فعلها المنفعلة الأولى لإدراكها بأهمية علاقاتها مع أنقرة، حيث أكد مسؤول فى مكتب وزير الحرب إيهود باراك، أنه سيتوجه لأنقرة يوم الأحد المقبل. وفى السياق نفسه أكد وزير التجارة والصناعة والاستخدام بنيامين بن أليعازر أهمية العلاقات الإسرائيلية - التركية قائلا فى تصريحات خاصة للإذاعة الاسرائيلية: «إن ما قام به أمس نائب وزير الخارجية دانى أيالون فى تصرفه مع السفير التركى لدى إسرائيل، من شأنه أن يضر بالعلاقات الهشة والمعقدة القائمة بين البلدين. ففي تطور غير مسبوق، دخلت إسرائيل في تلاسن مع تركيا منددة بشدة بما وصفته ب«الانفلات غير المكبوح» لأردوغان، ومعتبرة أن انتقاده العلني قد يعرض العلاقات الثنائية للخطر.