تسعى نخبة من مشاهير الكتاب العالميين للكشف عن مكان وجود المعارض الليبي جاب الله مطر، الذي اختفى منذ عشرين عاما. وارسل 270 اديبا رسالة الى صحيفة "ذي تايمز" البريطانية اليوم يحثون فيها الحكومة البريطانية على الكشف عن مصير جاب الله مطر، وهو والد كاتب بريطاني شهير. وتقول الصحيفة البريطانية ان مطر كان في منزله في مصر عندما القي القبض عليه ونقله عملاء الزعيم الليبي معمر القذافي الى طرابلس الغرب عام 1990. ويعيش ابنه هشام في لندن، وكان على قائمة المرشحين لجائزة كاتب العام 2006 عن كتابه "في دولة من الرجال". وقد شهد في السنوات الاخيرة قيام بريطانيا بالغاء العقوبات ضد ليبيا وعناق توني بلير مع العقيد القذافي واطلاق سراح المتهم بتفجير لوكربي، لكنه لا يزال يجهل هل ما زال والده حيا يرزق. ويقول هشام ان الحكومة البريطانية "لطخت ذاتها بالتعامل مع نظام اجرامي"، وانه كان يجدر بها ان تضع تحسين حقوق الانسان شرطا لاقامة علاقات جيدة مع ليبيا. ولا يخالفه في هذا الرأي كثير من الموقعين على الرسالة ومن بينهم سلمان رشدي، كازو اشيغورو، مايكل اونداتجي والشاعر جيه كوتزي الحائز على جائزة نوبل، اضافة الى تورهان باموك ووول سوينيكا. ووصف الكاتب زادي سميث قضية مطر بانها مهزلة. بينما وصف ايان ماكوين، الحائز على جائزة افضل كاتب الذي أمضى فترة من طفولته في ليبيا، عملية "إعادة تأهيل ليبيا" بأنها مذهلة، لكنه قال إن "مصداقيتها فارغة فيما ظل سجلها في ميدان حقوق الانسان من دون قواعد". وكان جاب الله مطر عقيدا في الجيش الليبي قبل الثورة، كما كان من اشد معارضي العقيد القذافي. وقام بتنظيم المجموعات المعارضة خلال اقامته في القاهرة التي فر اليها في العام 1980 لتحاشي القاء القبض عليه. وبعد ظهر احد ايام شهر اذار (مارس) العام 1990، اقتاده عملاء الامن السريين في مصر من منزله. وتوجه هشام مطر وشقيقه، اللذان كانا يتلقيان العلم في لندن، الى مصر بالطائرة وامضيا سنتين في محاولات البحث عنه. وقد اكد لهما مسؤولون انه في مصر وفي مكان آمن، لكنهم اشاروا الى انه "تجاوز الحدود" في انتقاد ليبيا، الدولة المجاورة الصديقة لمصر. وفي العام 1993 وصلت رسالة الى العائلة من جاب الله مطر بانه جرى تهريبه من سجن ابو سالم في طرابلس. وقال ان المصريين اقتادوه مع معارض اخر الى مدرج احد المطارات حيث كان العملاء الليبيون في انتظاره، وقد تعرض للتعذيب ثم سجن في زنزانة. لم يمثل امام اي محكمة، وكتب يقول: "ان قسوة هذا المكان تتجاوز كل ما نعرفه عن قلعة سجن الباستيل". واضاف: "اننا اقوى من تكتيكات القمع التي يتبعونها، ولا يمكن لهامتي ان تنحني". وتسلمت العائلة رسالة اخرى تم تهريبها في العام 1995. وفي العام التالي ظهرت بعض مقتنيات مطر في السوق السوداء للسجن. وتبين في العام 2002 ان السلطات الليبية اعدمت 1200 من سجناء ابو سالم في احدى ليالي شهر تموز (يوليو) 1996، وهو ما جعل قلوب افراد العائلة تنقبض بسبب الخشية على رب العائلة. وبعد سنتين قال احد الاصدقاء لهشام مطر ان احد السجانين قال انه شاهد والده في سجن سياسي في طرابلس اشتهر باسم "بوابة جهنم". وقد حث هشام مطر وزارة الخارجية البريطانية على التدخل، كما اتصل بالسلطات الليبية مستفسرا عن والده. وطلب العون من جمعية "هيومان رايتس ووتش"، التي التقى مسؤولون فيها مع سيف الاسلام القذافي. لكنهم لم يحصلوا على معلومات مطمئنة عن جاب الله مطر الذي يفترض انه في الحادية والسبعين اذا كان لا يزال حيا. وقال هشام عن عدم توافر انباء عن والده "ان غيابه يطغى على كل شيء آخر.. انه مثل العيش في غرفة انتظار ازلية". اما وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند فقال ان "من حق عائلة مطر ان تعرف الحقيقة الان". واشار الى استمرار ليبيا في الاساءة الى حقوق الانسان قائلا ان "المملكة المتحدة اثارت مع ليبيا مشاعر القلق تجاه حالات معينة واخرى فردية".