وزارة التربية تستعد لإطلاق مدارس افتراضية لدعم التلاميذ وتعزيز الخدمات الرقمية..    تحيين مطالب الحصول على مقسم فردي معدّ للسكن    ملف "التسفير": أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة والمراقبة الإدارية لخمسة أعوام    الاتحاد الجهوي للفلاحة يقتحم عالم الصالونات والمعارض...تنظيم أول دورة للفلاحة والمياه والتكنولوجيات الحديثة    تحسّن وضعية السدود    معدّل نسبة الفائدة في السوق النقدية    اللجنة العليا لتسريع انجاز المشاريع العمومية تأذن بالانطلاق الفوري في تأهيل الخط الحديدي بين تونس والقصرين    مع الشروق : ترامب.. مائة يوم من الفوضى !    أخبار الملعب التونسي : غيابات بالجملة والبدائل مُتوفرة    وزير الشباب والرياضة يستقبل رئيسي النادي الإفريقي والنادي الرياضي البنزرتي    عاجل/ من بيهم علي العريض: أحكام بالسجن بين 18 و36 سنة في حق المتهمين في قضية التسفير..    القيروان: هلاك طفل ال 17 سنة في بحيرة جبلية!    في افتتاح مهرجان الربيع لمسرح الهواة بحمام سوسة... تثمين للمبدعين في غياب المسؤولين    تونس تسجّل أعلى منسوب امتلاء للسدود منذ 6 سنوات    لماذا اختار منير نصراوي اسم 'لامين جمال" لابنه؟    مأساة على الطريق الصحراوي: 9 قتلى في حادث انقلاب شاحنة جنوب الجزائر    عاجل/ أمريكا تجدّد غاراتها على اليمن    عاجل/ تحويل جزئي لحركة المرور بهذه الطريق    عاجل: إدارة معرض الكتاب تصدر هذا البلاغ الموجه للناشرين غير التونسيين...التفاصيل    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتأمين صابة الحبوب لهذا الموسم - الرئيسة المديرة العامة لديوان الحبوب    عاجل/ زلزال بقوة 7.4 ودولتان مهدّدتان بتسونامي    أجور لا تتجاوز 20 دينارًا: واقع العملات الفلاحيات في تونس    الليلة: أمطار رعدية بهذه المناطق..    تعاون ثقافي بين تونس قطر: "ماسح الأحذية" في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للمونودراما بقرطاج    مدنين: مهرجان فرحات يامون للمسرح ينطلق في دورته 31 الجديدة في عرس للفنون    معرض تونس الدولي للكتاب يختتم فعالياته بندوات وتوقيعات وإصدارات جديدة    جريمة قتل شاب بأكودة: الإطاحة بالقاتل ومشاركه وحجز كمية من الكوكايين و645 قرصا مخدرا    عاجل/ تسجيل إصابات بالطاعون لدى الحيوانات..    عشر مؤسسات تونسية متخصصة في تكنولوجيا المعلومات ستشارك في صالون "جيتكس أوروبا"    منوبة: احتراق حافلة نقل حضري بالكامل دون تسجيل أضرار بشرية    غرفة القصّابين: أسعار الأضاحي لهذه السنة ''خيالية''    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    مختصون في الطب الفيزيائي يقترحون خلال مؤتمر علمي وطني إدخال تقنية العلاج بالتبريد إلى تونس    فيلم "ميما" للتونسية الشابة درة صفر ينافس على جوائز المهرجان الدولي لسينما الواقع بطنجة    فترة ماي جوان جويلية 2025 ستشهد درجات حرارة اعلى من المعدلات الموسمية    الانطلاق في إعداد مشاريع أوامر لاستكمال تطبيق أحكام القانون عدد 1 لسنة 2025 المتعلق بتنقيح وإتمام مرسوم مؤسسة فداء    حزب "البديل من أجل ألمانيا" يرد على تصنيفه ك"يميني متطرف"    جندوبة: انطلاق فعاليات الملتقى الوطني للمسرح المدرسي    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: النخبة التونسية تحرز ذهبيتين في مسابقة الاواسط والوسطيات    خطر صحي محتمل: لا ترتدوا ملابس ''الفريب'' قبل غسلها!    تطاوين: قافلة طبية متعددة الاختصاصات تزور معتمدية الذهيبة طيلة يومين    صيف 2025: بلدية قربص تفتح باب الترشح لخطة سباح منقذ    إيراني يقتل 6 من أفراد أسرته وينتحر    ريال بيتيس يتغلب على فيورنتينا 2-1 في ذهاب قبل نهائي دوري المؤتمر الاوروبي    الصين تدرس عرضا أميركيا لمحادثات الرسوم وتحذر من "الابتزاز"    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    لي جو هو يتولى منصب الرئيس المؤقت لكوريا الجنوبية    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    الجولة 28 في الرابطة الأولى: صافرات مغربية ومصرية تُدير أبرز مباريات    الرابطة المحترفة الثانية : تعيينات حكام مقابلات الجولة الثالثة والعشرين    الرابطة المحترفة الأولى (الجولة 28): العثرة ممنوعة لثلاثي المقدمة .. والنقاط باهظة في معركة البقاء    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    "نحن نغرق".. نداء استغاثة من سفينة "أسطول الحرية" المتجهة لغزة بعد تعرضها لهجوم بمسيرة    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حوار مصارحة ومكاشفة لا حوار مجاملات1\2
نشر في الحوار نت يوم 21 - 01 - 2010


حوار مصارحة ومكاشفة لا حوار مجاملات1\2
مقالات وآراء

ان الطبيعة الاستعمارية لبعض الدول الغربية قديمة قدم التاريخ , يرجع ذلك الى الاستعمار الاغريقي والروماني والبيزنطي لدول الشرق, ما قبل الميلاد حتى يومنا هذا...قهر هؤلاء ونهبوا سكان تلك المناطق دينيا وحضاريا واقتصاديا : بدأ هذا الاستعمار مع الاسكندر الاكبر في فترة مل قبل الميلاد الى هرقل في القرن السابع ميلادي , ثم يلى ذلك(وبعد ان حرر المسلمون الشرق بعد مجيء الاسلام ) الحروب الصليبية التي دامت قرنين من الزمن ولم ترحل عن ارض المسلمين الا بعد معارك خاضها جيل بعد جيل ...ثم أعاد الغرب الكرة مع حملات بونابارت سنة1778 , اطل علينا بعد ذلك استعمار جديد مع الحرب العالمية الاولى والثانية في القرن الماضي وما قبلهما , اهم انجازاته الظالمة كانت تقسيم العالم الاسلامي او ما يسمى تركة الرجل المريض (الدولة العثمانية) عبر اتفاقية سايكس بيكو ....
تحالف الغرب الاستعماري(والذي يدعي المسيحية) مع الوثنية والتاتار لدك حصون المسلمين ...تجلى ذلك مع الحروب الصليبية .
تحالف مع هؤلاء في سعيه لضرب الاسلام كعقيدة (الاستعمار الفكري ومحاولات التنصير عبر المستشرقين والمبشرين ) اولا ,ثم ضرب كل نفس يحاول اعلاء كلمته وجعله منهاج حياة او بالاحرى منهاجا وسبيلا لتحرير الاوطان من ايدي الغزاة , وذلك عبر القتل والتشريد لاهله وعلمائه من خلال الاستعمار العسكريلاوطان وبلاد المسلمين ....هذا ثانيا.

هاهو الغرب اليوم , في العصر الحديث , في تحالف قل نظيره مع الصهاينة واليهود لنهب وسلب العالم الاسلامي بأشكال حقيرة قل مثيلها وبتدخلات فاجرة وامام صمت رهيب ومفجع. نداس بترسانتهم العسكرية والعالم كل العالم اعمى لا يرى...وها هي القواعد الامريكية وحليفاتها تتمركز على اراضينا وشواطئنا لحراسة النهابين من مستكرشي العالم , حراسة مصالح الدول التي تدعي العظمة واصحاب الشركات العملاقة والتي تفوق ميزانياتها دولا باسرها ( شركات النفط بالخصوص ).
الويل كل الويل لمن تحدثه نفسه الثورة على هذا الوضع ...والويل كل الويل لمن يذكر ان ديننا امرنا بالجهاد ضد المستعمر الى ان ترد الحقوق ...انك ارهابي بذلك ...ديننا دين التسامح ولا يرد الاساءة بالاساءة , قصفونا خربوا بيوتنا نهبوا ثرواتنا , اغتصبوا نساءنا لا بل رجالنا ...نحن العرب عرفت عنا الشهامة والكرم ليأخذوا بترولنا وغازنا ... به يقصف أبناؤنا نحن لا نرد الاساءة بالاساءة.....والذين هم على غير هذا النهج سائرون , وعلى دينهم ووصاياه يحافضون , هم بالضرورة ارهابيون ...هذا ما يريد الغرب ترويجه اليوم لترويض كل نفس حر يقف سدا منيعا امام مطامعهم اللامتناهية ...فما الحل يا ترى ؟
ان تبسيط البعض للعلاقات الغربية الاسلامية وما تتسم به من عداء واضح وجلي , تجلت ملامحه في الحملات الاستعمارية التي لم تتوقف على مر العصور واعتبار ذلك من الحوادث المعزولة , كلام فيه نظر ويجب مراجعته باسلوب علمي يرتكز على دراسة جلية وموضوعية لتاريخ هذه العلاقات . لتتكشف لنا حقيقة هذا العداء التاريخي او لنقل سوء التفاهم تجنبا لبعض الاتهامات من بث للفتنة وغيرها , تتكشف لنا هذه الثقافة المتجذرة في عقلية هؤلاء والتي لم تبدا كما يظن البعض مع ظهور العلمانية ومحاربتها للدين , او ما يسمى عصر التنوير والحداثة والعلم والتكنولوجيا وفصل الدين عن الدولة...
انه من الطبيعي لدى هؤلاء ان يكون الدين الاسلامي هو المستهدف من حيث انه (انطلاقا من طبيعة تعاليمه )المدافع عن الارض والعرض والثروات ...تلك هي الميادين التي تتمحور حولها مطامع الغرب الاستعماري, لذلك حاول هذا الاخير تدجين الاسلام وتغيير مفاهيمه ومحاربته كعقيدة , بحصر تعاليمه في العبادات والصلوات والاذكار والتسابيح فيتحول من نظام تشريعي ومدني ونظام اقتصادي عادل ونظام اجتماعي متوازن بل ايضا وقانون دولي ....الى مزاج شخصي فردي...عبر عن ذلك حديثا المفكر الامريكي فوكوياما بقوله :اننا نريد حربا داخل الاسلام تجعله اسلاما ليبراليا , حداثيا , علمانيا , يقبل المبدأ المسيحي , دع لقيصر ما لقيصر , وما لله لله .
في هذا المجال وتجنا للمزايدة اقول يجب التمييز بين الغرب كتراث علمي وانتاج مادي من أضخم وارقى ما انتجته البشرية على مر العصور وهو مشترك انساني لا يحق لاحد احتكاره , خاصة ان اروبا استفادت في نهضتها من تراث الاسلام ذاته( كما استفاد الاسلام قبلها من التراث والعلوم اليونانية ) والانسان الغربي العادي , اذ ليس من العدل وضع الجميع في سلة واحدة , خاصة ان العديد منهم وقف مع قضايانا وفيهم من صمد اكثر من ابناء الامة ...ثم هناك من علمائه من انصف الاسلام ودافع عنه وهم كثيرون والحمد لله, يجب التمييز بين كل هؤلاء وبين الهيمنة الغربية وآلياتها ومؤسساتها العاملة على توفير طرق النهب والسلب تحت عناوين ويافطات مختلفة ...اصبحت مكشوفة للعيان , من احتلال ووصاية وتدخل مباشر وغير مباشر في ادق تفصيلات شؤوننا...من ابشعها واذلها التدخل في تعاليم ديننا والجهر وبعلانية وقحة ان هذا لا يعجبهم , وهذا يجب حذفه, والآخر لايجب تعليمه للمسلم ففيه تحريض على الارهاب, وديننا يجب ان يكون على مقاسهم: من صفعك على خدك الايمن ادر له خدك الايسر ...
فانت تنتمي الى دين التسامح ( كلمة حق اريد بها باطل, اساسه العماء عما يحاك لنا وقبوله ونحن صاغرون )...اضف الى كل ذلك , هؤلاء الذين تفننوا في تشويه الاسلام واهله وقد روج له اعلامهم بمختلف وسائله وروجت له مناهجهم الدراسية , كما يرى الدكتور محمد عمارة في كتابه الاسلام والغرب حيث يقول تملأ (الشبهات ) الكتب المدرسية الغربية حتى لقد رصدت هذه الاكاذيب في مشروع بحثي انجز في المانيا فبلغت ثمانية مجلدات , وهي ايضا تنتشر في الثقافة الغربية وخاصة الشعبية منها التي تصور المسلمين على انهم اتباع رسول رشح نفسه للباباوية فلما رسب احدث انشقاقا على النصرانية
ما السبيل اليوم لتغيير الاوضاع وما الذي يمكن فعله في الوقت الراهن للمضي ولو خطوة نحو الأفضل وكيف يمكن التعامل مع مسألة الهجوم على الاسلام ؟؟؟
سؤال او اسئلة تطرح على كل غيور وطامح لتغيير ما نحن عليه من ذل وهوان , جعل الامة من محيطها الى خليجها لقمة سائغة وسهلة لاعدائها ,. كيف يمكن التعامل مع ذلك تعاملا صحيا وسليما يوصلنا الى بر الامان ...يوصلنا الى بر نجلس فيه مع الغرب للتحاور حول المصالح المشتركة , محاورة الند للند , حوار مكاشفة وبحث عن مشترك وعن حقيقة ضائعة منذ قرون خلت وليس حوار من يريد الانتصار للرأي او حوار طرشان .
حوار يكون دافعا الى وضع اسس للتعايش مع هؤلاء على ارضية الارث الانساني المشترك وانطلاقا من قاعدة شرعية في ديننا جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا وتلك سنة من سنن الله التي جعلها رحمة لعباده , خاصة ان الغرب الذي تاتي منه التهجمات على الاسلام ليس كتلة واحدة كما ذكرت فهناك من العلماء من اثنى على حقائق وتشريعات الاسلام . فالارضية المشتركة من المؤكد وجودها ...
بهذا المنهج يمكن معالجة اسباب وجذور الكراهية بعيدا عن التشنجات والانفعالات خاصة تلك التي تكون موسمية ...وتفتر بمرور الحدث ولا يخزن او يتذكر الظالم منها الا سلبياتها , بمقاييسه طبعا .
خاصة ان مسألة هذا الحقد قديمة قدم الاسلام نفسه وليست وليدة اليوم وقد حدثنا القرآن الكريم عنها في سورة البقرةوّد كثير من اهل الكتاب لو يردونكم من بعد ايمانكم كفارا حسدا من عند انفسهم من بعد ما تبين لهم الحق ...البقرة ,109 ثم في الاية 217 من نفس السورة ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم ... اذا لا يرتبط هذا العداء برسم كاريكاتيري هنا او منع لبناء مساجد هناك او بناء مآذن ومنع حجاب او نقاب في هذا البلد او ذاك بل هو مرتبط بصورة نمطية تناقلتها الاجيال عبر العصور , من مفكرين واعلاميين وعامة الناس ...منظومة فكرية تتمركز حول الذات وحول فكرة الاستعلاء والتفوق والعنصرية بصفة عامة.
كل ذلك يستوجب منا نوعا من البحث العلمي والممنهج عن الوسائل المناسبة التي تقوم على منهج يؤدي الى كشف الحقائق ...يرى الدكتور محمد عمارة اننا اليوم بحاجة ملحة الى التناول الشجاع لحقائق العلاقات بين الغرب والشرق والى رصد كل افتراءاته وحروبه ضد اهله والاعتداء على مقدساته منذ ظهوره الى الآن ...ولما لا , لاتكون هذه المظالم مدونة ومعروفة لدى عامة الناس لنعرف من يرهب من ومن ينكر من ومن يعتدي على من ومن ينهب من .....
لماذا سوق الغرب هذه الاكاذيب والشبهات وهي بضاعة فاسدة , ظالمة , واحسن , وللاسف , تسويقها وكسب بها معارك عدة ,اهمها واخطرها تسميم عقول جزء لا يستهان به من ابناء امتنا خاصة فئة الشباب التي فيها من انبهر بتلك البضاعة و بجودتها, فاشتراها وتبناها لجهله ببضاعة دينه ...فاصبح احيانا ناقما عليه وفي احسن الاحوال لا يعتز بانتمائه له...لماذا افلح الغرب في تسويق ذلك ونحن نملك احسن بضاعة بامكاننا ان نرد بها على افتراءات المفترين وبصورة عقلانية وعلمية وموضوعية , لكننا للاسف لم نفلح في تسويقها وظلت في مخازنها وفي الكتب وفي صدور علمائها .
واجب علمائنا في هذا المجال اصبح ملحا اليوم قبل الغد , فنحن في عصر الاعلام العابر للقارات والقادر باساليبه الماكرة افساد من يعترضه في طريقه , ومن تحط عليه يده خاصة اصحاب العقول المريضة والضعيفة . يجب على العلماء وكل المؤسسات الاسلامية من احزاب ومنظمات وخاصة المقيمة بالغرب ان تطالب بفتح باب النقاش حول هذه المسائل ووضعها كأولوية في جداول اعمالهم في كل الحوارات بين المسلمين والآخر ...بذلك يصبح للحوارات التي تقام من حين لآخر هنا اوهناك , يصبح لها جدوي من حيث انها تكون سبيلا لربط علاقات طبيعية وانسانية بدرجة اولى اساسها كما ذكرنا التعاون والتعارف وتبادل كل ما هو ارث انساني من علوم وخبرات في كل المجالات ...بدون هذا المنهج ستكون العلاقات مجرد مجاملات وعلاقات عامة مبنية على النفاق ...
قد يتبادر الى الذهن ان في ذلك دعوة الى الصراع بفتح هذا الباب او دعوة الى الفتنة , بل بالعكس وكما قال محمد عمارة وهو من اكبر الدعاة الى ضرورة انجاز هذه المصارحة والمكاشفة مع الغرب , يقول الدكتور ان انعاش الذاكرة بحقائق الافتراءات الغربية على الاسلام ووقائع الاهانات الغربية لمقدسات المسلمين, لا نريد به تأجيج نيران الكراهية للانسان الغربي , وانما نريد به تشخيص الداء ليكون ذلك هو المدخل الطبيعي والصحي للبحث عن الدواء . ان التعارف ومن ثم التعايش الذي يريده الاسلام بين جميع الامم والشعوب على اختلاف الوانها واجناسها ودياناتها وحضاراتها لن يصبح في المتناول الا اذا كشفنا الغطاء عن القنابل الملغومة في الثقافات التي تحول دون بلوغ هذه الاهداف ..
لقد قال اسلافنا العلماء ان كفر المقولة لا يعني كفر قائلها ...فقد يكون جاهلا او لديه تأويل حتى ولو كان فاسدا
ان وضع حد للاعتداءات على الاسلام وابراز حقائقه للآخر من شانه ان يساهم في تقوية المسلم ويدفع هذا الآخر للتفكير مليا وقراءة الف حساب قبل الاقدام على أي عمل موجه ضد نا ..فيه كذلك منفعة للغرب اذ ان الاحترام المتبادل فيه منفعة للجميع بما ينتج عنه من علاقات ندية في كل المجالات التي يمكن ان يقع فيها تبادل للمصالح والمنافع بعيدا عن العلاقات التسلطية ...
حتى لا يتهم من ينادي بهذا المشروع ببث الفتنة والفرقة والصراع او ما يسمى صراع الحضارات , حضارة الغرب والتي نحن بلا شك في حاجة الى العيش مع اهلها بسلام وتعارف واحترام متبادل ...لنسمي هذه الحوارات , حوارات رفع الغشاوة عن سوء الفهم لتعاليم الاسلام , او رفع الشبهات بالرد عليها ...وبذلك نتجنب كلمة الاعتداء على الاسلام , فالعبرة بالمضمون لا بالمسميات او المصطلحات , ولنعتمد على ما قاله السلف ان كفر المقولة لا يكفر قائلها فقد يكون هؤلاء يفترون على الاسلام جهلا او لسوء تأويل من طرفهم ...فالعبرة بالوصول الى الهدف ولنعاملهم بحسن النوايا ان كان في ذلك سبيل الى تحقيق غاية ابراز الوجه الحقيقي للاسلام .
انطلاقة الحوار (والذي لن يكون من السهل السماح به , لكن يجب ان يبذل فيه جهدا جهيدا وبلا كلل وبالمثابرة والصبر تتحقق الاهداف , لا شيء مستحيل , ولنتمسك بمقولة او حق عندهم الا وهو حرية التعبير )يجب ان تكون بتقديم مشروع للتعريف بالاسلام للرد على الشبهات والمظالم من طرف علماء الامة ممن يعرفون بالفكر الوسطي الاسلامي ولنا والحمد لله الكثير من المبدعين في هذا المجال , الذين بامكانهم ان يعموا السلام والايخاء بيننا وبين الآخر شريطة ان يخلوا بينهم وبين الناس .
وفي ذلك مصلحة مشتركة :امثال هؤلاء العلماء , سليم العواء, سلمان العودة , الشيخ يوسف القرضاوي , محمد عمارة ..وكان اول من رفع شعار المصارحة والمكاشفة مع الغرب الدكتور محمد عمارة وذلك بعد احداث سبتمبر التي اتهم بها الاسلام ظلما وجورا ...رفع هذا الشعار من خلال مشروع سماه مشروع الالف كتاب للرد على الغرب ودعا الى ترجمة هذه الكتب الى عدة لغات ...اساس هذا المشروع او النداء للمصارحة , حسب رأي الدكتور يجب ان يكون مبنيا على منهج الجدلية بين الدفاع والهجوم , فلا نضع انفسنا في موقع المدافع ففي ذلك نقيصة لنا , ولا ان نكون على الدوام في موقع الهجوم ففي ذلك اهمال لابراز حقيقة الاسلام ...علينا اذا ونحن نبين عدالة ديننا وانه رحمة للعالمين ان نتخذ , وفي ثنايا ذلك وبصورة ذكية فيها نوع من الهمز واللمز , ان نتخذ موقع الهجوم على الفكر العنصري الغربي الذي تزخر به مواريثهم وكتبهم وثقافاتهم ..هذا المنهج او هذه الجدلية يسميها محمد عمارة النظر الى الاسلام في ضوء الآخر والنظر الى الآخر في ضوء الاسلام , وكما قال السلف والضد يظهر حسنه الضد , وبضدها تتميز الاشياء وهذا منهج فعال خاصة في عصرنا الذي يمكن فيه للفرد, بفضل الوسائل المتوفرة وبالخصوص الاعلامية منها وبالاخص الشبكة العنكبوتية , ان يطلع على ما عند الآخر وينبهر به ,فان لم تكن قادرا على تنزيل دينك في ضوء ما عند ه او بصورة ابسط مقارنة ديننا مع الاخر ...فان مهمة الدعوة والاصلاح والاعتزاز بتعاليمه ستكون صعبة خاصة لجيل الشباب الذي عادة ما يتسم بالتسرع في احكامه وهو المعرض اكثر من غيره للفتن والسقوط في المنزلقات ...
ان التناول الشحاع لهذه المسألة هو الكفيل بالقضاء على علاقات التوتر والريبة والخوف ...وهذه مهمة ليست بالهينة ,لذلك فهي تتطلب تظافرا للجهود...جهود العلما والحركات والاحزاب الاسلامية ...لكن اليس لعامة الناس مسؤولية في ذلك وخاصة الجالية المسلمة في الغرب وهي المعرضة اكثر من غيرها لتأثير تلك الوضعية وما يترتب عن التلكؤ والتعجيل بحلها ...؟؟؟
هذا ما سنراه في تتمة هذه المقالة .
في امان الله
مريم حمدي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.