باريس – من "الحجاب" إلى "اللحم الحلال"، ووصولا إلى "المآذن" والمساجد.. تحولت الانتخابات المحلية الفرنسية إلى جدل حول رموز الإسلام بدل مناقشة ما يعيشه المواطنون الفرنسيون في المقاطعات الفرنسية من صعوبات ومشاكل حياتية. فقد قضت محكمة في مدينة مرسيليا جنوبفرنسا الثلاثاء 16- 2- 2010 بإعطاء الحق للمحجبة إلهام موسى في الترشح للانتخابات المحلية التي ستجرى في أواسط شهر مارس المقبل ضمن قائمة حزب يساري يدعى "الحزب الجديد المناهض للرأسمالية" بعد أن تقدمت منظمة نسوية ضدها بدعوى قضائية مدعية أن ترشحها بالحجاب يخالف قوانين الجمهورية العلمانية. ورفضت المحكمة الدعوة المرفوعة من الفرع الفرنسي للمنظمة العربية النسوية للتضامن ضد إلهام، معتبرة أن حجاب المرشحة لا يمثل انتهاكا للقانون الانتخابي، ولا يمس الحريات الأساسية. وتأسست المنظمة العربية النسوية للتضامن سنة 1982 في العاصمة المصرية القاهرة من قبل الناشطة النسوية "نوال السعداوي"، وللمنظمة فروع في العديد من البلدان المتوسطية ومن ضمنها فرنسا. وأثار حجاب إلهام موسى (21 سنة) موجة من الجدل بين الأحزاب السياسية بفرنسا؛ حيث اعتبر "التجمع من أجل الحركة الشعبية" الحاكم، و"الحزب الاشتراكي" المعارض أن الحزب الجديد المناهض للرأسمالية "يستعمل الحجاب لجلب أصوات الفرنسيين من أصول مهاجرة في الانتخابات المقبلة". في المقابل، رد أليفي بوسنسو الناطق باسم الحزب أن إلهام تمثل أحد مكونات الأحياء الشعبية بفرنسا، وأن حجابها يمثل مسألة شخصية. لحم حلال من جهة أخرى، أثار فتح محلات أطعمة حلال (وفق الشريعة الإسلامية) -تتبع سلسلة محلات "كويك" للأكلات السريعة- موجة احتجاجات من قبل العديد من الأحزاب اليمينية المتطرفة التي رأت في السماح بفتح هذه المحلات من قبل رؤساء جهات يديرها الاشتراكيون وحتى اليمين الحاكم هدفها جلب أصوات المسلمين، وخاصة أن هذه الحلال فتحت في المناطق التي توجد فيها كثافة فرنسية من أصول عربية. ففي منطقة أرجونتاي بشمال العاصمة الفرنسية باريس، دافع رئيس البلدية الاشتراكي عن اللحم الحلال الذي بدأ تسويقه في محل "كويك " قائلا: إنه "يكمل أنواع اللحوم الأخرى التي يبيعها محل ماكدونالدز المجاور"، في إشارة إلى تنوع الخيارات أمام مريدي اللحم الحلال وغيرهم. من جهتها، هاجمت الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة ازدياد عدد محلات اللحم الحلال في سلاسل الأكلات السريعة، واعتبرت ذلك "تشجيعا على الطائفية والانغلاق"، وقالت على لسان مارين لوبان ابنة زعيم الحزب: إنه "لا تخفى الأهداف الانتخابية من وراء فتح مثل هذه المحلات". وفتحت آخر محلات "الكويك الحلال" أبوابها في مدينة روبي في بداية هذه السنة في شمال فرنسا، ويعد هذا المحل الثامن من نوعه في فرنسا من جملة 350 محلا للأكلات السريعة. "لا للمآذن" وفي اتجاه آخر للتركيز الذي تشهده الانتخابات المحلية الفرنسية حول رموز الإسلام، تخوض قائمة تنتمي إلى اليمين المتطرف الانتخابات بشعار "لا للمآذن". وبالرغم من دعوة العديد من النشطاء لمنع قائمة حزب "الجبهة الكونتية" الصغير صاحب القائمة، فإن الحزب الذي ينشط في منطقة "فرنش كونتيه" بشرق فرنسا قد تمكن من الحصول على الترخيص القانوني من محافظ المنطقة لقائمته التي دعمتها الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة بقيادة جون ماري لوبان. وتقع منطقة "فرانش كونتيه" بمحاذاة سويسرا التي أقر استفتاء شعبي أجري فيها بتاريخ 29-11-2009 حظر بناء المآذن؛ ما أثار انتقادات حادة في بعض دول أوروبا والدول الإسلامية. وفضلا عن قضية قائمة "لا للمآذن"، وقضية حجاب الفتاة إلهام موسى، واللحم الحلال، يعتقد العديد من المراقبين أن جدل الهوية الوطنية الذي اختتم بفرنسا هذا الشهر أثير من قبل التجمع من أجل الحركة الشعبية الحاكم بغرض جلب أصوات اليمين المتطرف في الانتخابات المحلية.
مصدر الخبر : اسلام أونلاين نت a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=4448&t=الحلال والحجاب والمآذن "وقود" انتخابات فرنسا &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"