باريس:انتقدت منظمات نسوية ووسائل إعلام فرنسية ترشيح "الحزب المناهض للرأسمالية الجديد" اليساري مسلمة محجبة للانتخابات المحلية المقررة في منتصف مارس المقبل، معتبرين أن ذلك خيانة لتقاليد العلمانية.وفي بيان لها، قالت الرابطة الدولية لحقوق المرأة إنها فجعت بإعلان الحزب الأربعاء 3-2-2010 ترشيح محجبة في قائمته، وإنها " تتعجب من ازدواجية معايير الحزب؛ فهو من جهة مدافع عن المضطهدين، ومن جهة أخرى يضم الحجاب الإسلامي الذي يعد رمزا لهذا الاضطهاد على المرأة، ويشكل تأخرا في مبدأ المساواة بين الجنسين". وصاغت وسائل إعلام فرنسية رؤية الرابطة بشكل أكثر وضوحا، معتبرة أن الحزب بترشيحه للطالبة المسلمة في العلوم السياسية "إلهام مسعود" قد "خان تقاليده العلمانية المناصرة لحرية المرأة". ومن جهتها، قالت "مارين لوبان" ابنة زعيم الجبهة الوطنية المتطرفة (جون ماري لوبان) بأن ضم محجبة إلى قائمة الحزب اليساري هو محاولة من أجل جمع أصوات الأقليات، في إشارة إلى المسلمين. ليس مشكلة في مقابل هذه الانتقادات، قال الحزب الشيوعي على لسان ناطقه الرسمي "بير لوران": إن "الحجاب يجب ألا يتحول إلى مشكلة بحد ذاته"، مشيرا إلى أنه "حضر تجمعات انتخابية تواجدت بها بعض المحجبات". وتجرى الانتخابات الجهوية الفرنسية في أواسط شهر مارس القادم، ولا يمنع القانون الفرنسي امرأة الترشح في الانتخابات بحجابها. وكانت صحيفة جريدة "ليفيجارو" اليمينية قد أثارت قضية ترشح مسلمة محجبة على قائمة الحزب اليساري، معتبرة أن الأمر الذي يعد سابقة هي الأولى في تاريخ فرنسا الحديثة تراجعا في مكاسب المرأة الفرنسية. وعلق الحزب أمس الأربعاء على ما نشرته الصحيفة بتأكيد نبأ أن "إلهام مسعود" (25 عاما) التي "ترتدي حجابا خفيفا" ستخوض السباق الانتخابي عن الحزب على قائمة إقليم "الفوكليز" (جنوبفرنسا)، معتبرا أن طريقة عرض الخبر تحمل نية سيئة. وقال الحزب في بيان أصدره بأنه "يمكن أن يضم الحزب المناهض للرأسمالية فتاة محجبة.. وأن إلهام تحصلت على المرتبة الرابعة في الانتخابات الداخلية التي رشحت بمقتضاها في القائمة". وأضاف الحزب في بيانه "أن المعتقد هو أمر شخصي، ولا يمكن أن يكون عائقا ومن ضمنها المبادئ العلمانية والنسوية والمناهضة للرأسمالية"، مؤكدا رفضه "لكل أشكال الإقصاء والضغط". وينتمي "الحزب المناهض للرأسمالية الجديد" إلى أقصى اليسار التروتسكي (ليون تروتسكي أحد منظري النظرية الماركسية)، وتأسس سنة في فبراير 2009 بعد أن غير تسميته السابقة وهي "الرابطة الشيوعية الثورية" التي تأسست سنة 1974، ويحتل "أوليفي بيسانسون" مهمة الناطق الرسمي للحزب في الوقت الحالي. ضجة بلجيكية ويأتي ترشيح المسلمة المحجبة بعد موجة من العداء للحجاب في أوروبا توارت مؤخرا في خضم جدل آخر حول ارتداء النقاب في فرنسا التي أصدر برلمانها توصية للحكومة بحظر النقاب في الأماكن العامة، وتغريم من ترتديه 750 يورو، كما امتد الأمر ليشمل زوج المنتقبة؛ حيث قضت محكمة برفض منح الجنسية لرجل قالت إنه فرض على زوجته ارتداء النقاب. وتشبه الضجة المثارة حاليا في فرنسا حول "إلهام موسى" الضجة التي أثيرت في بلجيكا في يونيو الماضي حينما فازت "ماهينور أوزدمير" (26 سنة) بمقعد في البرلمان المحلي لمقاطعة بروكسيل.