بسم الله الرحمن الرحيم حركة النهضة تحيي مبادرات ليبيا تجاه إسلامييها في خطوة إصلاحية جديدة أعلن د. سيف الإسلام القذافي عن إفراج السلطات الليبية عن 214 من أعضاء الجماعات الإسلامية ومنهم قياديون في الجماعة الإسلامية المقاتلة. وتأتي هذه الخطوة تتويجا من القيادة السياسية الليبية لجهود بدأت قبل نحو عامين بمبادرة من مؤسسة القذافي الخيرية التي يشرف عليها سيف الإسلام للحوار مع الإسلاميين الليبيين، أدت إلى إطلاق سراح المئات، منهم قيادة الإخوان المسلمين وكل عناصرهم، إلى جانب عناصر كثيرة من الجماعات المسلحة. كما كشف سيف الإسلام عن العدد المتبقي منهم في السجون، واعدا بإطلاق سراحهم في أثر ما جرى معهم من حوارات على يد نخبة من العلماء، أفضت إلى تخليهم عن فكر العنف والتكفير. ولم تكتف القيادة الليبية بإطلاق سراح هؤلاء بل عمدت إلى رعايتهم اجتماعيا بإعادتهم إلى وظائفهم وتقديم التعويضات المجزئة الكفيلة بترميم أوضاعهم الاجتماعية والصحية وإعادة إدماجهم في المجتمع. وحركة النهضة إذ تسجل بارتياح كبير هذه البادرة الطيبة، لا يسعها إلا أن: - تحيي حكمة القيادة الليبية في تناول الملف ومعالجته من خلال الحوار الذي يؤدي إلى استعادة أبناء الوطن ودمجهم من جديد في خدمة بلدهم، مواطنين نافعين. - تحيي د. سيف الإسلام القذافي على ما يبذله من جهد في المساهمة في معالجة الأزمات التي مرت بها ليبيا وترجو له التوفيق في مشروعه الإصلاحي بما يجمع كل الليبيين بمختلف مشاربهم على خدمة بلدهم، بمنآى من كل منزع إقصائي وانتقامي بالمخالف. - تدعو السلطة في تونس إلى التخلي عن مقاربتها الأمنية العنيفة والاقصائية للتيار الإسلامي التي تعتمد سياسة الانتقام والتشفي بدل العلاج بالحوار وإعادة الإدماج ، ومن ذلك التعامل مع ظاهرة الشباب المتدين بمواصلة ملاحقتهم والتنكيل بهم في مراكز الأمن وفي السجون، بعد استصدار أحكام ثقيلة عليهم، وهو تعامل يشمل أصحاب الأفكار المعتدلة أيضا ، سواء بالاستمرار في اعتقال بعضهم بعد مرور عقدين منهم الشيخ الدكتور صادق شورو ،أو بملاحقة آلاف المساجين السابقين بالحصار الأمني والمحاربة في الرزق والحرمان حتى من الحق الإنساني في الدواء أو التنقل داخل البلاد أو إلى خارجها، وذلك بدل سياسة السماحة والإدماج على نحو ما يجري في ليبيا. - تطالب السلطة بالعودة إلى الصواب في التعامل مع مشاكل البلاد وإطلاق سراح المساجين السياسيين وعلى رأسهم د. صادق شورو،واعتماد سياسات الحوار والإدماج بدل التشفي والانتقام. قال تعالى:"إن الله يأمر بالعدل والإحسان" لندن في 24 مارس 2010