يعتبر مؤيدو الخطوة الليبية الأخيرة لإطلاق سراح معتقلين متطرفين أنها نموذج للحوار الإيجابي. فيما يركز المنتقدون على أحد المساجين 37 المفرج عنهم وهو سائق أسامة بن لادن. جمال عرفاوي من تونس لمغاربية – 07/09/2010
تواصل السلطات الليبية برنامجها لإعادة تأهيل الجهاديين. ولإبراز نجاح مبادرة مؤسسة القذافي، أطلقت السلطات الليبية يوم 7 سبتمبر سراح 37 سجينا ينتمون لجماعات ارهابية من بينهم ناصر تايلمون, السائق الخاص لزعيم القاعدة أسامة بن لادن و قد قامت مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية والتي يشرف عليها سيف الاسلام القذافي نجل الزعيم الليبي معمر القذافي منذ اكثر من سنة بوساطات بين السلطات الليبية والجماعات الاسلامية المقاتلة ( الجماعة الليبية المقاتلة ). وبحسب المتحدث باسم مؤسسة القذافي محمد علاقي فإن "هؤلاء الأشخاص أنهوا برنامجهم لإعادة التأهيل الذي كان يهدف إلى إقناع السجناء بنبذ العنف وإعادة إدماجهم في المجتمع". و قد دعا خالد الشريف القيادي السابق بالجماعة الليبية المقاتلة الشباب المفرج عنهم "أن يكونوا مفيدين لانفسهم ولاسرهم ولوطنهم". ودعا الشريف االذي تحول خصيصا للسجن مع قيادات اسلامية سابقة لحضور عملية الافراج عن المساجين "الى الالتزام بالوعد والمشاركة في بناء ليبيا". اما الليبي صلاح بعيو فقال لمغاربية "هذه خطوة جيده واملي ان يكون الهدف منها الاصلاح والمصالحة وليسا الخداع او الدعاية الاعلامية". برنامج إعادة الإدماج حقق عدة نجاحات سابقة. ففي ببانها للسنة الماضية دراسات تصحيحية ، أعلنت الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة انفصالها عن القاعدة وأدانت قتل المدنيين تحت غطاء الجهاد. وفي مارس الماضي، أطلقت ليبيا سراح 214 مقاتلا معتقلا من بينهم أمير الجماعة عبد الحكيم بلحاج . ومن جهته، يرى نعمان بن عثمان المسؤول السابق عن القسم الإعلامي بالجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة وعضو مجلس الشورى أن الحوار الليبي مع السجناء هو مثال على "تجربتين رائدتين في مكافحة التطرف". وفي تصريح ادلى به لصحيفة الشرق الاوسط اللندنية الصادرة يوم 2 سبتمبر قال بن عثمان "التجربة الليبية الناجحة... أثبتت جدواها إلى حد بعيد في إبعاد الإسلاميين عن مكامن الشر". لكن لا يتفق الجميع على أن إطلاق سراح المعتقلين خطوة إيجابية. في هذا الصدد قالت منية فرجاني ,متخصصة في الإسلام السياسي "لقد جرّبتْ بعضُ الأنظمة العربيّة ماذا كلّفتها المهادنة مع الجماعات الإسلاميّة". وأضافت "لا يخفَى على أحد أنّ الحركات الأصوليّة قد غيّرتْ أسلوب المرحلة حتّى أنّ البعض أطلق عليها لقب - الأصوليّة لايْت - أي الخفيفة لتسويق إسلامويّة بقناع إنساني". هؤلاء الأصوليّون الجدد -حسب تعبيرها- "لا يحاربون القوانين الوضعيّة بالشريعة " الربّانيّة " كما كانوا بل انتقلوا إلى مرحلة الدفاع عن الشريعة بالقانون الوضعي ".وأضافت "وقرار الإفراج في ليبيا مثال حي على هذا". اما الطالب ماهر السليتي فقال لمغاربية "اعتقد ان قرار الافراج عن هؤلاء رسالة جيدة لابناء المنطقة المغاربية وخاصة الشبان الذين قد يفكرون في الانضمام الى تنظيمات متطرفة اذ تقول لهم هذه الرسالة ان الطريق بدأت تضيق امامهم وان الحوار والنضال السلمي وحدهما الكفيلان بالتغيير". وأضاف السليتي "كما ان الخطوة التي اقدمت عليها السلطات الليبية رسالة للحكومات العربية بان تسلك طريق الحوار مع معارضيها حتى وان كانوا من المتطرفين". وختم قائلا "خيار العصا دون جزرة يؤدي لا محالة الى تبادل للعنف والانزلاق نحو المجهول".