دشنت زيارة وفد من جماعة "الإخوان المسلمين" إلى حزب "التجمع" أمس الأحد لمرحلة جديدة في تاريخ العلاقات بين الجانبين، من شأنها أن تدفع باتجاه إنهاء الخصومة التاريخية لتشكل خطوة مهمة في مسار العلاقة بينهما، على ما أكد المشاركون بالاجتماع الذي استمر لنحو ساعتين، مشيرين إلى أن التباينات في الأفكار والمواقف بين الطرفين لا تتنافى مع وجود قواسم مشتركة بينهما في العديد من القضايا، أهمها إجراء تعديلات دستورية تخفف من القيود الحالية على صعيد الممارسة السياسية. وضم وفد "الإخوان" إلى الاجتماع كلا من الدكتور محمد البلتاجي الأمين العام للكتلة البرلمانية للجماعة والدكتور محمد على بشر عضو مكتب الإرشاد، والدكتور سعد عمارة القيادي الإخواني بمحافظة دمياط، بينما مثل "التجمع" كل من حسين عبد الرازق الأمين العام السابق للحزب، ونبيل زكي المتحدث الإعلامي باسم الحزب، وأنيس البياع القيادي بالحزب، بينما كان أبرز الغائبين عن الاجتماع الدكتور رفعت السعيد رئيس الحزب، المعروف بآرائه الانتقادية للجماعة. وأكد البياع خلال مؤتمر صحفي أعقب الاجتماع على أهمية اللقاء على طريق تحقيق التقارب بين الجانبين، واعتبره في حد ذاته يمثل خطوة كبيرة للأمام، لأن مشكلة مصر الأساسية هي أن الحوار مقطوع بين القوى السياسية المؤثرة بالمجتمع، ورأى أن الحوار هو المدخل الحقيقي للإصلاح في مصر. وأقر بحضور القيادات المشاركة من الجانبين بوجود "تناقضات كبيرة" بين "التجمع" و"الإخوان" لكنه قال إن هذا التناقض لا يمنع وجود هوامش مشتركة يمكن الاتفاق عليها بين الجانبين، مشددا على أن "التجمع" كحزب سياسي يختلف مع "الإخوان" وهذا أمر طبيعي أسوة بالاختلاف الموجود مع الحزب "الوطني" و"الوفد". من جانبه، عبر نبيل زكي المتحدث باسم "التجمع" عن رفضه للاعتقالات بحق أعضاء "الإخوان" في إطار قانون الطوارئ الساري بالبلاد منذ 30 عامًا، مؤكدا أن الحزب يعبر عن مواقفه المبدئية برفضه الاعتقالات خارج نطاق القانون وإحالة المدنيين للمحاكم العسكرية وحق كل مواطن بالمثول أمام قاضيه الطبيعي. وقال زكي إن الحزب سيناضل ضد تمديد العمل بقانون الطوارئ وسيصر على ضرورة تعديل الدستور وإصدار قانون جديد لمباشرة الحقوق السياسية من أجل سلامة ونزاهة الانتخابات، وعلى تعديل القانون 100 الذي أمم النقابات المهنية، وأكد المساندة القوية للمقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الصهيوني. في المقابل، أعلن الدكتور محمد علي بشر عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان" أن اللقاء يبشر بمستقبل جيد للعمل الوطني، خاصة وأن مصر تمر بمرحلة حرجة تحتاج إلى تضافر جهود كل القوى السياسية من أجل التصدي لقانون الطوارئ والإصلاح السياسي خاصة تعديل الدستور وضمان نزاهة الانتخابات ورفع الحصار عن غزة. وأشار إلى أنه كانت هناك نقاط كثيرة تلاقى عليها الطرفان، معربا عن أمله في توسيع مساحات الاتفاق في المستقبل وتضييق هوة الخلاف في المواقف حول بعض القضايا حتى يمكن مواجهة الطوارئ والاستبداد. واعتبر بشر أن اللقاء سيكون باكورة لاجتماعات أخرى مع الأحزاب والقوى السياسية الأخرى، ويمثل رسالة للمواطنين حتى يتخلوا عن السلبية ومواجهة المشروع الصهيوني الأمريكي ولتعود مصر مجددا رائدة وقائدة للعالم العربي. وانتقد بشر بقوة الزعماء العرب الذين اجتمعوا في قمة "سرت"، وقال إنهم لم يكونوا على مستوى المسئولية التي تنتظرها منهم الشعوب في مواجهة الهجمة الصهيونية الشرسة لالتهام ما تبقى من الأراضي العربية في فلسطين. من جانبه، أقر الدكتور محمد البلتاجي بأن هناك تناقضا كبيرا في مواقف "الإخوان" والتجمع وقال إن التحرك الحالي يهدف التنسيق حتى ولو في الحد الأدنى بعد أن حاول النظام الحاكم توسيع الهوة والخلاف بين القوى السياسية والاستفادة منها، مشيرا إلى الاتفاق على مبادئ أساسية، على رأسها تعديل الدستور والإصلاح السياسي، ورفض المحاكمات العسكرية، والتصدي لاستمرار العمل بقانون الطوارئ مصدر الخبر : a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=5438&t=التجمع والإخوان يعترفان بالتناقضات ويتفقان على "الإصلاح" &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"