عادل الثابتي لا يزال العالم يتابع تطورات جريمة اغتيال القيادي الفلسطيني محمود المبحوح على أرض عربية وهي أرض إمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة . وقد أصبح معلوما للجميع أن جهاز الموساد الصهيوني هو من اقترف تلك الجريمة النكراء مستعملا جوازات غربية مزوّرة، وقد مثّل ذلك انتهاكا كبيرا للأمن القومي العربي . في هذا الوقت تعمل الصهيونية جاهدة على إنجاز اختراقٍ آخر لا يقلّ خطورة عن جريمة الاغتيال، إنه الاختراق الإعلامي. فقد تواترت الأنباء عن اختيار روبيرت ميردوخ لإمارة أبو ظبي –غير بعيد عن دبي- مركزا لنشاط إمبراطوريته الإعلامية في الشرق الأوسط بعد أن غادر هونغ كونغ إثر ضغوطات من الصينيين. ويملك روبرت ميردوخ البالغ من العمر 79 عاما ،الأسترالي المنشأ والصهيوني العقيدة، إمبراطورية إعلامية كبيرة هي مجموعة" نيوز كوربوريشن" ومقرها الولاياتالمتحدة التي تسيّر قنوات شبكة "فوكس نيوز" المعبّرة عن آراء المحافظين الجدد وتسيطر على عديد الصحف من بينها " نيويورك بوست".كما يسيطر ميردوخ على حوالي 40 % من الصحف البريطانية (التايمز والصن ...) ويوظّف ميردوخ كل هذه الآلة الإعلامية الضخمة لخدمة الدولة العبرية، من ذلك أنه أقدم مؤخرا على شراء محطة تلفزيونية خاصة في تركيا هي محطة " تي. جي. آر. تي" ويسعى جاهدا إلى شراء صحف تركية وربما وكالة أنباء خاصة . وهذا المجهود الذي يبذله ميردوخ على الجبهة التركية يعاضد مجهودا آخر تقوم به إسرائيل بهدف التصدي لأعمال درامية تركية تكشف الوجه القبيح للإجرام الصهيوني ضد الفلسطينيين والدسائس التي يحيكها جهاز الموساد على الساحة السياسية التركية نفسها. وكان الموقف الإسرائيلي من مسلسل "وادي الذئاب" قد فجر أزمة دبلوماسية بين تركيا والدولة العبرية لم تنته بعد رغم اعتذار الصهاينة. وتعتمِل الآن أزمة أخرى نتيجة بث مسلسل تركي آخر عنوانه 'صرخة حجر' سيعرض هذه الأيام على قناتي 'ام بي سي 1' و'ام بي سي 4'. و يكشف هو الآخر ثقافة الدم التي تشكِّل العقل العسكري الصهيوني حيث يُقتل الأطفال بدم بارد وهم بين أحضان أمهاتهم. على الساحة العربية لم يكتف ميردوخ بالتمركز في إمارة أبو ظبي كما ذكرنا، بل عقد صفقة مع الوليد بن طلال، الأمير السعودي المعروف، مالك شبكة روتانا، يشتري ميردوخ بمقتضاها 10% من رأسمال الشبكة مع التعهد بالتحصل على 10 % أخرى من الأسهم في السنة المقبلة. وبحسب مصادر إعلامية في الجزائر فإن ميردوخ اشترى 49 % من أسهم الشركة المشرفة على تلفزيون "نسمة " في تونس . الأمير السعودي الذي يستثمر أموال النفط العربي في الإنتاج المرئي أوضح خلال ندوة صحفية في العاصمة السعودية الرياض أواخر شهر فيفري أن الاتفاق الذي وقّعه مع ميردوخ لا يُعتبر نقلة نوعية لروتانا وإنما للعالم العربي كلّه . وعبّر الوليد بن طلال ، خلال نفس الندوة، عن أمله في أن تساعد هذه العلاقة على تعديل صورة مجموعة ميردوخ لدى المشاهد العربي . طبعا هذا "التعديل" الذي يأمله الوليد لن يمسَّ الصداقة الشخصية القائمة بحسب صحيفة "لو موند" الفرنسية بين ميردوخ ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو. ولن تمسّ الجوهر الصهيوني لعمل مجموعة " نيوز كوربوريشن"، بل ستساعد هذه العلاقة على مزيد من الاختراق الصهيوني للوطن العربي صحيفة مواطنون مصدر الخبر : مواقع وشبكات إخبارية a href="http://www.facebook.com/sharer.php?u=http://alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=6034&t=الاختراق الإعلامي الصهيوني إمبراطورية "ميردوخ" تقتحم الوطن العربي من أبو ظبي إلى تونس بقلم عادل الثابتي &src=sp" onclick="NewWindow(this.href,'name','600','400','no');return false"