تمكنت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل زعيمة حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (يمين) من الفوز بولاية ثانية في الانتخابات التشريعية التي أجريت الأحد 27-9-2009، وهو ما سيمكنها من التحالف مع الحزب الديمقراطي الحر (يمين وسط) لتشكيل حكومة جديدة. فقد حصد حزب ميركل المسيحي المحافظ الذي يعد تحالفا من الاتحاد المسيحي الحر والاتحاد الاجتماعي المسيحي على نسبة 33.5% من أصوات الناخبين، فيما حصل الحزب الاشتراكي الديمقراطي (يسار وسط) الذي كان شريكا بالحكم في الفترة الماضية على أسوأ نتيجة له منذ الحرب العالمية الثانية (1939-1945) بنسبة بلغت 23%، حسب آخر الإحصاءات من قناتي "إيهار دي" و"زد دي إف" الألمانيتين. واعترف فرانك فالتر شتاين ماير المرشح المنافس عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي لمنصب المستشار بهزيمة حزبه في الانتخابات، وقال مساء الأحد في مقابلة مع زعماء الأحزاب الكبرى بالقناتين الأولى والثانية بالتلفزيون الألماني "أتوجه للمستشارة ميركل بالتهنئة". وأضاف شتاين ماير، وهو وزير خارجية ألمانيا حاليا، أنه ينوي قيادة المعارضة في البلاد بعدما كان على مدى السنوات الأربع الماضية شريكا في السلطة مع التحالف المسيحي. في المقابل استطاع الحزب الديمقراطي الحر أن يحقق نسبة 14.5% من الأصوات مسجلا ارتفاعا كبيرا عن نسبة 9.8% التي حصل عليها قبل أربعة أعوام ما يمكن ميركل من تشكيل ائتلاف قوي معه في الحكومة المقبلة. حكومة يمين وسط ومن جانبها أعربت ميركل في حوار زعماء الأحزاب بالبرنامج التلفزيوني "جولة برلين" مساء الأحد عن سعادتها البالغة بتحقيق هدف حزبها بتشكيل ائتلاف جديد من يمين الوسط مع الحزب الديمقراطي الحر والخروج من الائتلاف مع الحزب الاشتراكي، وقالت: "لقد حققنا هدفنا بتحقيق أغلبية المقاعد في البرلمان الألماني (البوندستاج) وتشكيل ائتلاف حاكم يجمع بين الحزبين وقيادة حكومة جديدة في ألمانيا". ويسمح مجموع أصوات الحزبين بتشكيل حكومة جديدة بقيادة ميركل، حيث يتراوح عدد أعضاء الحزبين في البرلمان بين 320 و323 عضوا مقابل 291 إلى 296 عضوا للمعسكر اليساري الذي يضم الحزب الاشتراكي وحزب الخضر وحزب اليسار. ووعدت ميركل في الوقت نفسه بتخفيف الأعباء الضريبية في فترة حكمها المقبلة، إلا أنه سيتعين على الحكومة القادمة السيطرة على العجز الكبير بالموازنة والتعامل مع البطالة المتزايدة وخطر حدوث أزمة ائتمانية. وحكمت "ميركل" (55 عاما) السنوات الأربع الماضية على رأس ائتلاف كبير مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي، وهي شراكة غير ملائمة لمنافسين تقليديين. لصالح المسلمين ورأى خبراء أن فوز الائتلاف الحاكم الحالي بزعامة المستشارة الألمانية سيصب في صالح الأقلية المسلمة، حيث تبنى الائتلاف في السنوات الأربع الأخيرة سياسات إيجابية تجاه مسلمي ألمانيا. من ناحية أخرى أظهرت النتائج حصول حزب الخضر المهتم بالبيئة على 10% وحزب اليسار على نحو 13% من أصوات الناخبين. ويُعد "حزب الخضر" أوفر الأحزاب الألمانية حظا في الفوز بالصوت المسلم في الانتخابات، لكن بهذه النتيجة تكون قد انعدمت فرصته تقريبا في المشاركة في الائتلاف الحاكم، وفقا لرأي مراقبين وخبراء في الشأن الألماني. وتنافس نحو 27 حزبا من مختلف التيارات السياسية على أصوات أكثر من 62 مليون شخص، علما بأن أي حزب يجب أن يحصل على 5% من أصوات الناخبين كي يمثل في البرلمان، البالغ عدد مقاعده نحو 600 مقعد.