قد يستغرب القارء الكريم بهذا العنوان .كيف بلد ديمقراطي بدون ديمقراطية؟إذن فهذا تناقض،صدقوني إنها حقيقة ومألمة. أعيش في هذا البلد منذ 23 سنة وكنت دائما من المتتبعين لما يدور علي الساحة السياسية.وخاصة في السنوات الأخيرة من قبضة اليمين علي الحكم.برلوسكوني وتحالفه مع رابطة الشمال العنصرية.وأنا أتابع الوضع السياسي في هذا البلد تفاجأت في السنة الأخيرة وخاصة في الأشهر الماضية بتصريحات بعض الخبراء والصحافيين وحتي المخرجين والمفكرين بأن إيطاليا بلد غير ديمقراطي.كانت لدي هذه القناعة التامة منذ سنوات بأن هذا البلد تحكمه عصابة خفية وأن هناك ديمقراطية مزيفة وكاذبة.رئيس الوزراء أغني رجل أعمال وله من السيطرة الإعلامية والإقتصادية ما لا يتصور.يقول برلوسكوني في أحد المكالمات التي تم التنصت عليها قبل أن يدخل عالم السياسة وهو يخاطب أحدهم قائلا(لابد لي أن أدخل السياسة وأكون حزب وإلا أفلست وأدخلوني السجن)وبالفعل كون حزب وفاز بالإنتخابات وحكم إيطاليا أكثر من مرة.تصوروا يصرح أحد التائبين من المافيا قائلا إن دخول برلوسكوني عالم السياسة كان بتزكية من المافيا.إذن البلد ليس ديمقراطي والدليل علي ذلك أن حكومة برلوسكوني تحاول تكميم أفواه بعض الصحافيين والمراقبة علي بعض الصحف.وإصدار قوانين لصالحه ولصالح شركاته؟ أين يريد أن يصل هذا الرجل كما تسائل أحدهم؟أيريد ضم إيطاليا إلي شركاته الكبري وبذلك تصبح مؤسسة وكل الإيطاليين خدمة لبرلوسكوني؟أم أن المعارضة تطيح بالحكومة الحالية وتنقذ البلاد من واقع صعب ومستقبل مجهول.هذا ما تفرزه الأيام القادمة وخاصة بعد الشجار الذي دار بين برلوسكوني و شريكه في الحكم فيني.وتم بعد ذلك إستقالة أحد أعضاء البرلمان.و إستقالة وزير التنمية والإقتصاد بعد فضيحة مالية ورشوة لم تبث فيها المحكمة بعد.إذن برلوسكوني في وضع لا يحسد عليه.لدي مبدأ ثابت هو أن البلد الذي لا توجد فيه الحرية التامة للتعبير ولا توجد فيه أدني قيمة لإنسان فهو بلد فاقد لمعيار الحرية إذن فهو بلد غير ديمقراطي