بسم الله الرحمان الرحيم. عرفت إيطاليا بجمالها الخلاب. فيها من السهول والجبال والبحيرات ما ترتاح فيه النفس.إيطاليا بلد تراث وتاريخ ففيها أكبر أماكن تاريخية وأثرية في العالم.عرفت كذلك بعلمائها في شتي المجالات.من العلوم والفن والموسيقي.شهدت إيطاليا الحروب العالمية وآحتلت أكثر من بلد في إفريقيا في عهد مسوليني الفاشي وعاثوا فسادا خاصة في ليبيا.....وتم التخلص من الفاشية وقتل أو أعدم موسوليني.وبدأت البلاد في عهد جديد ونهضت وعمرت البلاد...إيطاليا التي وحدها جريبالدي من شمالها إلي جنوبها لا تخلوا حقبة من تاريخها إلا وفيه من العجائب.ظهرت المافيا في صقلية وأشتد عودها وأمتدت إلي أمريكا.عرف عن المافيا تعقيد تنظيمها و تحركاتها.وقامت بتصفية من يتصدي لها من سياسيين وصحافيين وقضاة ورجال أعمال.فالمافيا أتت علي الأخضر واليابس.وقد تورط كثير من السياسيين في علاقتهم بهذا التنظيم الإجرامي....... وظهرت عصابات إجرامية مثل الكامورة والإندرنقطة.وقد ثبت في كثير من التحقيقات أن للسياسيين أيادي خفية في كل هذه التنظيمات.الغريب في هذا البلد أن رئيس الوزراء الحالي برلوسكوني متورط بحال من الأحوال بالمافيا ولا يزال يحكم البلاد والعباد.إن السنوات العشر الأخيرة أظهرت أن البلاد غارقة في الفساد السياسي والإقتصادي وحتي الإجتماعي ما لا يتصوره العقل.بلد حريات وديمقراطية ولكنك إذا أردت أن تحصل علي عمل أو سكن أو حتي إجتياز إمتحان في الجامعة أو الحصول علي وثيقة ما.فعليك أن تدفع رشوة......آه....علي الديمقراطية المزيفة.... قال أحدهم لصديقي إذا أردت الحصول علي الجنسية بدون تعقيدات فعليك أن تدفع رشوة وقال له آخر إذا أردت أن تتجنب الطابور الطويل لسحب الإقامة فعليك أن تدفع رشوة.وقال المحاسب لزبونه إذا أردنا تسريع كل المستندات والتراخيص في الديوانة فلا بد أن ندفع رشوة.لست أدري هل أنا في المغرب أو تونس ,أين الرشوة يطلبونها بكل وقاحة.أم ماذا حصل لهذا النظام الديمقراطي.....تعود هذه الأيام إلي السطح بما كان يعرف بالأيادي النظيفة التي راح ضحيتها كثير من الساسة ورجال الأعمال.وأنتقلت إيطاليا من الجمهورية الأولي إلي الجمهورية الثانية كما يسموها.ولكن عادت حليمة إلي عادتها القديمة.فالفساد السياسي والإداري في قمته. والكلام الأن عن المافيا التي تلتهم الشمال الغني والإستثمارات الكبيرة والأموال الطائلة التي تسيرها العصابات. إستغربت يوما لتصريح أحد المحللين وهو يقول لو أوقفت المافيا والعصابات الكبري إستثماراتها في العقارات وسحبوا أمولهم فستكون مصيبة .فعجلة الإقتصاد تدور ولولا المافيا لما دارت العجلة....إلي أين إيطاليا في عهد برلوسكوني?هل ستتم محاكمته في كثير من القضايي ويسقط حكمه وتبدأ إيطاليا في عهد جمهورية ثالثة?أم أنه سيتجاوز كل الصعاب وينتصر علي معارضيه?هذا ما تخفيه الأيام والسنوات القادمة...