خالد شمت-برلين جاب الآلاف من العرب والمسلمين والألمانيين والأجانب شوارع وسط العاصمة الألمانية برلين مساء الجمعة منددين بالهجوم الإسرائيلي في المياه الدولية على قافلة أسطول الحرية التي كانت تنقل المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر. وانطلقت المظاهرة من أمام مبنى بلدية برلين الأحمر وانتهت أمام مبني السفارة الأميركية بجوار بوابة براندنبورغ التاريخية، ومرت في القلب السياسي للعاصمة الألمانية حيث مبنى البرلمان (البوندستاغ) ودائرة المستشارية. ورفع المشاركون في المظاهرة أعلام فلسطين وتركيا بصورة أكثر، ورددوا هتافات ركزت على المطالبة برفع فوري للحصار عن قطاع غزة وإدانة الهجوم الإسرائيلي على أسطول الحرية وسياسات الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية. المتظاهرون رفعوا لافتات تطالب برفع الحصار الإسرائيلي عن غزة (الجزيرة نت) ودعا المتحدثون -في مهرجان خطابي أقيم في نهاية المظاهرة- الشعوب العربية بالارتقاء إلى مستوى الجماهير التركية، والحكام العرب إلى الاقتداء برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان. وطالبوا الجامعة العربية "بسحب مبادرة السلام العربية التي تهين النضال الفلسطيني وكرامة الشعوب العربية". صمت غريب واستغرب حسن أكيول ممثل منظمة مللي غورش الإسلامية التركية صمت المجتمع الدولي على ما جرى في المياه الدولية في البحر المتوسط فجر الاثنين الماضي في الوقت الذي ملئت فيه الدنيا ضجيجا بشأن القرصنة أمام سواحل الصومال. واعتبر أكيول أن ما اقترفته إسرائيل ضد أسطول الحرية يمثل قرصنة وإرهاب دولة سفكت دماء أبرياء ضحوا بحياتهم من أجل إيصال مساعدات إنسانية ومواد طبية وهدايا أطفال إلى المحاصرين في قطاع غزة. وقال الناشط الفلسطيني أحمد محيسن إن الخطوة التي أقدمت عليها إسرائيل ضد قافلة أسطول الحرية ما كان لعقل بشري أن يتصور حدوثها من جيش دولة في المياه الدولية وضد مدنيين عزل، ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي خلق لنفسه مشكلة مع أكثر من خمسين دولة كانت ممثلة على السفن التي اعتدت عليها البحرية الإسرائيلية. ممثلة لحزب اليسار المعارض تلقي كلمة نائبة شاركت في أسطول الحرية (الجزيرة نت) وتوقع محيسن أن يكون للاعتداء على أسطول الحرية تداعيات وخيمة على الاحتلال الإسرائيلي تفوق ما حاق به بعد حربه الأخيرة في قطاع غزة. ودعا الناشط الفلسطيني كل من يشك في جرائم إسرائيل إلى العودة إلى تقرير غولدستون للتعرف على ما قامت به هذه الدولة من جرائم حرب ضد الإنسانية في قطاع غزة. شهادة وألقيت في المهرجان الخطابي رسالة من النائبة الألمانية أنجه هوغر تحدثت فيها كشاهد عيان عن اعتداء البحرية الإسرائيلية على سفن أسطول الحرية والمتضامنين الذين كانوا على متنها، وأشارت النائبة الألمانية في رسالتها إلى أن الجنود الإسرائيليين هم من هاجموا المتضامنين وليس العكس. ونفت حمل المتضامنين لأي نوع من الأسلحة، ووصفت ما قامت به البحرية الإسرائيلية بالعمل البربري. وكان حزب اليسار الألماني -الذي شاركت النائبة هوغر واثنان من زملائها النواب عنه- قد دعا سكان العاصمة الألمانية إلى المشاركة في مظاهرة سينظمها ظهر اليوم السبت، في حي نوي كولن الشعبي ذي الأكثرية العربية للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قافلة أسطول الحرية