عاجل/ رئيس الدولة يُشرف على اجتماع مجلس الوزراء.. وهذا ما تم تداوله    منظمة الأطباء الشبان تؤكد نجاح إضرابها الوطني ب5 أيام وتلوّح بالتصعيد    حصيلة جديدة للإصابات في سقوط صاروخ إيراني في بئر السبع    خامنئي: "العدو الصهيوني يتلقى عقابه الآن"    اليوم الثامن من الحرب: إيران تكثّف ضرباتها، إسرائيل في حالة تأهّب، وواشنطن متردّدة    طقس اليوم: أمطار بهذه السواحل.. رياح والبحر مضطرب..    إيران: هاجمنا عاصمة إسرائيل السيبرانية    استقبال شعبي كبير في شارع بورقيبة لقافلة الصمود    أول فريق يحجز بطاقة التأهل في كأس العالم للأندية    بوتافوغو يُلحق بباريس سان جيرمان هزيمة مفاجئة في كأس العالم للأندية    باريوس يقود أتليتيكو للفوز 3-1 على ساوندرز في كأس العالم للأندية    الاتحاد العام التونسي للشغل يدعو إلى فتح جولة مفاوضات جديدة في القطاع العام والوظيفة العمومية    الأوركسترا السيمفوني التونسي يحتفي بالموسيقى بمناسبة العيد العالمي للموسيقى    ميسي يهدد عرش رونالدو!    إيران تحبط مؤامرة اسرائيلية لاستهداف وزير الخارجية عباس عراقجي    كأس العالم للأندية: أتليتيكو مدريد يلتحق بكوكبة الصدارة..ترتيب المجموعة    موسم الحبوب: تجميع4.572 مليون قنطار إلى غاية 18 جوان 2025    شارع القناص ...فسحة العين والأذن يؤمّنها الهادي السنوسي .. الثقافة وهواة اللقمة الباردة : دعم ومدعوم وما بينهما معدوم.. وأهل الجود والكرم غارقون في «سابع نوم»!    خطبة الجمعة... ذكر الله في السراء والضراء    اسألوني .. يجيب عنها الأستاذ الشيخ: أحمد الغربي    ملف الأسبوع...ثَمَرَةٌ مِنْ ثَمَرَاتِ تَدَبُّرِ القُرْآنِ الْكَرِيِمِ...وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ    رابع سبب للموت في العالم الخمول البدني يصيب 83 ٪ من التونسيين!    مع الشروق : تُونس واستشراف تداعيات الحرْب..    وفاة أول مذيعة طقس في العالم عن عمر يناهز 76 عاما    المنار.. بطاقات ايداع بالسجن لمتورطين في تحويل مركز تدليك لمحل دعارة    الاستثمارات الاجنبية المباشرة تزيد ب21 بالمائة في 2024 في تونس (تقرير أممي)    المنتخب التونسي أصاغر يحقق أول فوز في الدور الرئيسي لمونديال كرة اليد الشاطئية    راج أن السبب لدغة حشرة: فتح بحث تحقيقي في وفاة فتاة في جندوبة    عاجل: انقطاع في توزيع الماء بمناطق من ولاية سوسة: التفاصيل    أمطار أحيانا غزيرة ليل الخميس    إسناد المتحف العسكري الوطني بمنوبة علامة الجودة "مرحبا " لأول مرة في مجال المتاحف وقطاع الثقافة والتراث    صابر الرباعي في افتتاح الدورة 25 للمهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون وكريم الثليبي في الاختتام وتنظيم معرض الاسبو للتكنولوجيا وندوات حوارية بالحمامات    الدولار يتخطّى حاجز 3 دنانير والدينار التونسي يواصل الصمود    ديوان التونسيين بالخارج يفتح باب التسجيل في المصيف الخاص بأبناء التونسيين بالخارج    التقلّبات الجوية: توصيات هامّة لمستعملي الطريق.. #خبر_عاجل    بعد 9 سنوات.. شيرين تعود إلى لقاء جمهور "مهرجان موازين"    عاجل/ روسيا تدعو إسرائيل إلى وقف الضربات على المنشآت النووية الإيرانية فورا    وزارة التجارة للتونسيين: فاتورة الشراء حقّك... والعقوبات تصل إلى 20 ألف دينار    الخطوط التونسية: تطور مؤشرات النشاط التجاري خلال أفريل وماي 2025    اتحاد الفلاحين ينظم، اليوم الخميس، النسخة الرابعة لسوق الفلاح التونسي    اطلاق بطاقات مسبقة الدفع بداية من 22 جوان 2025 لاستخلاص مآوي السيارات بمطار تونس قرطاج الدولي    وفاة 5 أعوان في حادث مرور: الحرس الوطني يكشف التفاصيل.. #خبر_عاجل    تحذير للسائقين.. مفاتيح سيارتك أخطر مما تعتقد: بؤرة خفية للجراثيم!    فضيحة مدويّة: شبكة تستهدف القُصّر عبر ''تيك توك'' تُفكَّك في قلب العاصمة!    الترجي في مواجهة مفصلية أمام لوس أنجلوس بكأس العالم للأندية..تدريبات متواصلة    أزمة لقاحات السل في تونس: معهد باستور يكشف الأسباب ويُحذّر    لجنة الصحة تعقد جلسة استماع حول موضوع تسويق المنتجات الصحية عبر الانترنت    تونس: مواطنونا في إيران بخير والسفارة تتابع الوضع عن قرب    كأس العالم للأندية 2025: يوفنتوس الإيطالي يمطر شباك العين الإماراتي بخماسية    النوفيام 2025: أكثر من 33 ألف تلميذ في سباق نحو المعاهد النموذجية اليوم    بداية من العاشرة صباحا: إنطلاق التسجيل للحصول على نتائج البكالوريا عبر الSMS    وزارة الصحة: علاج دون جراحة لمرضى البروستات في تونس    عاجل: أمل جديد لمرضى البروستات في تونس: علاج دون جراحة في مستشفى عمومي    قيس سعيد: يجب إعادة هيكلة عدد من المؤسّسات التي لا طائل من وجودها    بعد تعرضها للهجوم .. نجوم الفن المصري يدعمون هند صبري بأزمة "قافلة الصمود"    قافلة الصمود تُشعل الجدل: لماذا طُلب ترحيل هند صبري من مصر؟    عاجل : عطلة رأس السنة الهجرية 2025 رسميًا للتونسيين (الموعد والتفاصيل)    طواف الوداع: وداعٌ مهيب للحجيج في ختام مناسك الحج    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عبد الإله بن كيران : لا حب ولا كره في السياسة
نشر في الحوار نت يوم 06 - 06 - 2010

أطلق عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزبالعدالة والتنمية الإسلامي المعارض، عدة تحذيرات وفي مختلف الاتجاهات حولالأوضاع السياسية في البلاد. ويعتقد بن كيران أن حزبه، الذي يشكل حالياأكبر مجموعة برلمانية معارضة، هو الحزب الأول في المغرب، لكن هناك خطةلحرمانه من هذا الموقع، على حد اعتقاده.
وانتقد بن كيران الذين يسعون إلى إقحامالمؤسسة الملكية في العمل السياسي، وقال في حديث ل«الشرق الأوسط» إن حزبهيؤمن إيمانا لا نقاش حوله بالدور الدستوري للملكية، لكنه أضاف: «لا يمكنللناس أن تنتظر قيام ملكها بكل شيء. هذا غير معقول لأن الملك هو رمزالأمة».
ويرفض بن كيران مشاركة حزبه في حكومة يتلقىفيها الوزراء «تعليمات من جهات غير معلومة وغير قانونية».
وفي ما يلي نص الحوار.

* هل يمكن اعتبار نجاح حزب العدالةوالتنمية الإسلامي في تركيا نموذجا بالنسبة إليكم؟ وهل يصلح النموذج التركيللتطبيق في المغرب، علما بأن النظام في البلدين مختلف؟
- النظامان في المغرب وتركيا مختلفان، وحتىالحزبان مختلفان. وبالنسبة إلى الاسم نحن الذين سبقنا إليه وهم أخذوه عنا،لكن لا شك أن «العدالة والتنمية» في تركيا اليوم هو نموذج من العيارالثقيل، بيد أنه يشتغل في دولة علمانية جمهورية، ونحن نشتغل في دولةإسلامية ملكية، فإذا كان دورهم هو محاولة تصحيح إشكالية الهوية في إطارالعلمانية، فنحن دورنا هو الحفاظ على مكتسبات الهوية في دولة إسلاميةوملكها هو «أمير المؤمنين». إذن، الحزبان يوجدان في وضعية مختلفة تماما،ولكن هذا لا يمنعنا من تقديرهم غاية التقدير، والاعتراف بأنهم على المستوىالوطني التركي والدولي يقومون بدور رائد جدا.
* يشكل نزاع الصحراء إحدى العقباتالأساسية أمام إحياء مشروع اتحاد المغرب العربي بسبب موقف الجزائر المؤيدلجبهة البوليساريو، كيف تنظرون إلى توتر العلاقة بين المغرب والجزائر؟
- الأمور واضحة من منطلق قناعتي الشخصية. الجزائر لا تدافع عن جبهة البوليساريو، النظام الجزائري يدافع عن نفسه وعنالامتيازات التي أسسها خلال خمسين سنة، وعن التحكم في البلاد، النظامالجزائري يخاف من تطبيع العلاقات مع المغرب، ولهذا هو يطيل نزاع الصحراءكسبب من أسباب التوتر الذي يبرر له إغلاق الحدود الشرقية، وهذا لا يخضع لأيمنطق. المعركة، في رأيي، توجد على مستوى أي نظام سيكون الأفضل لشعبه، إلىحد الآن يتصرفون بطريقة أسوأ، لكن المستقبل غير مضمون، خصوصا أن عندهم سبقالوفرة المالية، ففي صناديقهم فائض لا يقل عن 150 أو 160 مليار دولار،إضافة إلى عدم وجود ديون خارجية للجزائر حتى الآن. نحن متقدمون في بعضالمجالات، منها الديمقراطية، ومجال محاربة الفقر، لكن ليس بما فيه الكفاية. كما أننا لا نتصرف بما يكفي من القوة في مجال محاربة الفساد.
* هناك من يحذر من حرب قد تشنهاالجزائر على المغرب، بالنظر إلى حجم عمليات التسليح التي تقوم بها، إلى أيحد هذه الفرضية صحيحة؟
- هذا أمر وارد، ولا يجب أن نغفله، الذينيتحدثون بصوت العقل في النظام الجزائري موجودون، بيد أن الكلمة العليا ليستلديهم، ويخشى إذا ما ساءت الأوضاع اللجوء إلى مثل هذه الخيارات. ويجبالاستعداد لهذا، لكن أنا متأكد أن هذا الأمر لا يشكل الأولوية، لأن الجزائرإذا ما ذهبت في اتجاه العنف والحرب ستتحول أمور كثيرة لصالح المغرب، لكنمما لا شك فيه أن المعركة هي معركة التنمية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان،وإعادة الاعتبار للمواطن، والانسجام مع قناعاته الحقيقية ومبادئه ومرجعيته.
* تصف بعض الأطراف في الدولة حزبالعدالة والتنمية بأنه ضد توجهاتها، كيف تفسرون ذلك؟ وما المطلوب منكم حتىترضى عنكم الدولة؟
- هذا كلام غير صحيح، فالدولة لم تصف حزبنابأنه ضد توجهاتها، و«العدالة والتنمية» ليست مسؤوليته نيل رضا الدولة بأيثمن، فدوره الأول بعد محاولة نيل رضا الله هو خدمة المجتمع والحصول علىتأييد المواطنين. أما الدولة فموقفنا منها معروف، نحن من أنصار الاستقرار،وقوة الدولة واستمرارها، وكل ما يسير في هذا الاتجاه نعتبره منهجا لنا فيإطار مرجعيتنا الإسلامية.
* حزبكم كان دائما في موقف دفاع عنالنفس، ويعمل على نفي التهم التي يوجهها له خصومه السياسيون؟
- ليس الخصوم السياسيون من يقوم بذلك، بل فيالغالب إعلام منسوب إلى جهات معينة عجزت عن مواجهة حزبنا في الساحةالسياسية الحقيقية التي هي خدمة المواطنين، وتخاف أن يكون الحزب الأول،ولذلك خلقت وسائل إعلامية ومؤسسات سياسية لمواجهته والتضييق عليه، وهذهالجهات لديها إمكانيات كبيرة، ولا تفتأ تواجه حزب العدالة والتنمية،وأحيانا تواجهه بوسائل غير مشروعة وغير قانونية، وبطبيعة الحال الحزب يدافععن نفسه ويدافع عما يمثله في المجتمع، لذلك إذا كان هناك شخص يجب إقناعهبتغيير هذا النهج، فهم هؤلاء الناس.
*هل لك أن تسمي هذه الجهات؟
- لا أدعي أنني أعرفها بالضبط، لكن أثرهاواضح للعيان، وأنت بنفسك تتحدثين عنهم وسميتهم خصوما، فمن هم خصومنا؟ وحتىإن قلت حزب الأصالة والمعاصرة، سأسألك: من كان قبل الأصالة والمعاصرة؟ هناكجهات متنفذة تستفيد من الوضع، وترفض أن يكون في الساحة السياسية حزب أصبحالناس يشهدون له بالنزاهة والشفافية والكفاءة، وهذه الجهات تعتبر نفسهامتضررة بأن يصبح هذا الحزب شريكا في الحياة السياسية، يرفض الممارسات التيدأب هؤلاء على الاستفادة منها، ومن أجل ذلك يشغلونه بحروب هامشية وانتقاداتمتكررة، وفي كل مرحلة يستعملون وسائل معينة، وهذا يحدث منذ مدة طويلة، وكلهمهم إضعاف الحزب وتهميشه.
* أعلن حزب الاستقلال على لسان أحدقيادييه بأنه حزب إسلامي، هل خفف ذلك من الضغط الإعلامي الذي تواجهونهباعتباركم الحزب الإسلامي الأبرز في موقع المعارضة؟
- حزب الاستقلال ليس حزبا إسلاميا فقط منذهذا الإعلان، بل هو إسلامي بالنشأة، أسسه علماء، ويكفي الرجوع إلى وثائقهللتأكد من ذلك، وعلى رأسهم علال الفاسي، الذي كان عالما سلفيا.
* لكن صفة «الإسلامي» مرتبطة بحزبكمأكثر من أي حزب آخر.
- طبعا، لأنه في السنوات الأخيرة كان الدفاععن جانب الهوية بارزا في نضالنا، ونحن نعرف تاريخيا من هو حزب الاستقلال،إلا أن الأمور تتطور، فالحزب الذي أسسه علال الفاسي ليس هو حزب الاستقلالاليوم، إذ حدثت تحولات بهتت معها بعض المعاني، ولكن تأتي مناسبات لإعادةتأكيدها. وليس غريبا عن هذا الحزب أن يعلن شخص منه أنه حزب إسلامي، أما هلهذا الإعلان خفف الضغط علينا، فنحن نتصور أن وجودنا في الحياة السياسيةسيكون له ثمن، وفي بعض الأحيان يتقاسم معنا هذا الثمن بعض الأشخاص أو بعضالأحزاب، ونعتقد أن هذا التصريح يشرف حزب الاستقلال، فهو حزب له وزن معتبرفي المجتمع، ويقينا هذا الحزب سيستقبل أشياء إيجابية إذا زاد تأكيده علىهذا البعد الرئيسي في تكوينه، وسيعود للحضور في المجتمع ويعزز مكانته.
* ما توقعاتكم بخصوص النتائج التي قديحصل عليها حزبكم في الانتخابات التشريعية لعام 2012؟
- المستقبل في علم الله، والحياة السياسيةمتقلبة، لكن يمكن أن أحدثك عن السنوات الماضية، إذ أعتقد أنه خلال عشرسنوات ونحن من الناحية السياسية في المرتبة الأولى، وحيل بيننا وبينالمرتبة الأولى في الانتخابات بطرق مختلفة، آخرها خروج هذا الحزب الجديد (يقصد الأصالة والمعاصرة)، الذي ولد في فبراير (شباط) 2009، وكبر وهزمالأحزاب كلها في ظرف ثلاثة أشهر، لكن في السياسة لا يتعلق الأمر بنصر مفردأو بهزيمة، أو بمرتبة ينالها، بل هي حالة سياسية، أي هل يوجد في عمقالمواطن انشراح ورضا عن الأداء العام للنخبة السياسية في المغرب؟ وبالتاليلا أعتقد أنني بحاجة إلى أن أدلل على أن الجواب هو حتما: لا، المواطنالمغربي سواء كان من الطبقة المحرومة أو المتوسطة أو حتى الغنية، لا يشعربالارتياح. يؤسفني أن أؤكد أن ظاهرة «الحريك»، أي محاولة الهجرة إلىالخارج، لا توجد على مستوى الطبقات الفقيرة فقط، بل أيضا على مستوى الطبقاتالميسورة، التي تبيع ممتلكاتها وتهاجر إلى كندا وغيرها للاستقرار هناك،وهذا خطأ لكنه واقع، فهذا البلد العزيز يحتاج إلى الجدية في تدبير الشأنالعام، لأننا ننادي بالديمقراطية ونعود لنسفها بأساليب وألاعيب، لا يمكندائما إقامة الحجة عليها، لكنها لا تخفى على أحد، بل تفتح الباب للإشاعاتالتي تتجاوز الحقيقة، وتصبح يقينا عند الشعب، وأكبر دليل على ذلك، العزوفالسياسي والانتخابي، الذي جعلنا اليوم متأكدين أن الشريحة التي تذهبللانتخاب هي نحو 20 في المائة، ثم نقول الليبرالية الاقتصادية، ونعودلنتدخل في السوق، نقول بالعمل ونكرس اقتصاد الريع، نقول بنزاهة القضاءونرجع للتدخل فيه، نقول بإصلاح التعليم ونرصد له أموالا باهظة ويشعرالعاملون في الميدان أن هناك عوائق غير قابلة للتجاوز، هذا التردد في إنجازالإصلاحات والذهاب بها إلى نهايتها وأداء ثمنها هو الذي عطل مسيرةالإصلاح، لذا نحن بحاجة إلى ما يشبه «ثورة الملك والشعب»، أي أن نعمل تحتقيادة الملك محمد السادس وبتعاون كل الأطراف، حتى نتقدم خطوات كبيرة فياتجاه إحداث النهضة التي نتحدث عنها.
* هلستسعون للمشاركة في الحكومة بعد انتخابات عام 2012؟
- المشاركة في الحكومة ليست مسألة مهمة، لأنالمشكلة في المغرب هي مشكلة سياسية، ومشكلة توجهات يجب أن تحسم على مستوىالدولة ونتقدم بها إلى الأمام، وليست مشكلة أشخاص نبحث لهم عن مناصب حكوميةمريحة، فإذا كان رجالنا سيشاركون في الحكومة على أساس برنامج واضح وقدرةعلى تنفيذ هذا البرنامج من دون أن يجدوا أمامهم عوائق أو تعطى لهم توجيهاتمن جهات غير معلومة وغير قانونية، فهذا سيكون جيدا بالنسبة للأمة، أما إذاكنا سندخل الحكومة ونشارك فيها في إطار صخب إعلامي، وبعد ذلك تنقضي بضعسنين ولا نفعل شيئا، فهذا ما لا نريده. الحكومة الحالية مثلا، على الرغم منالتقدير الذي بيننا وبين مكوناتها، لم تفلح في شيء، إصلاح القضاء لم نتقدمفيه خطوة واحدة، رغم أن وزير العدل الحالي أحدث ديناميكية إيجابية. مشكلةالتعليم أيضا لم نتمكن من الوصول إلى نتائج بشأنها رغم الإمكانيات المادية. محاربة الأمية ما زلنا نراوح مكاننا فيها، مشكلات الصحة نفس الشيء، وأيضامشكلة السكن الذي أركز عليه بشكل استثنائي، لأنه تقع فيه مصائب ومناورات. صحيح أن هناك حركة دؤوبة للملك محمد السادس، بيد أن الحكومة تعطي شعورابالعجز، إذ لا يمكن للأمة أن تنتظر أن يقوم ملكها بكل شيء. هذا غير معقول. الملك هو رمز الأمة الذي يؤطر حركتها العامة، والفاعلون هم كل واحد من موقعمسؤوليته، وإلا قد لا نكون في النهاية بحاجة إلى حكومة وإلى برلمان أوغيره، وهذا كلام بدأ يتردد في الساحة.
*هناك عدد من الأحزاب السياسيةاتخذت من دعم المشروع الملكي مبررا لوجودها. ما تعليقك؟
- الأحزاب أحزاب، بعضها ليس حزبا سياسيا، بلمؤسسات حكومية خلقت من طرف الإدارة في وقت من الأوقات لهدف من الأهداف، وهيمتحكَّم فيها، وتقوم بالدور الذي تطلبه منها الإدارة، وهذه ما فتئت تتعلقبالملكية وبمشروع الملك، وفي رأيي يجب أن نتخلص من هذا الأمر، لأن مبرراتوجوده انتهت. في مرحلة سابقة كان هناك نزاع بين الملكية والمعارضة، وكانتالملكية محتاجة إلى لاعبين يمثلونها في الملعب، لاعبين من جنس الأحزابالسياسية، فخلقت ما يسمى «الأحزاب الإدارية». الآن النزاع مع الملكيةانتهى، والأحزاب الوطنية واليسارية اليوم متشبثة بالملكية، وتعتبر الإضراربها إضرارا بواحد من أساسات الدولة. وحزبنا أيضا معروف بولاءاته الملكية. ولا نقول هذا لأننا نريد أن نصبح في الحكومة، بل قلناه يوم كنا تجمّعا غيرمعترف به، وأصبح ذلك علامة لصالحنا، لأننا مقتنعون أن المغاربة في حاجة إلىملكيتهم، فملكهم يقوم بدور التحكيم، ويضمن الاستقرار والصفة الدينيةللدولة باعتباره «أمير المؤمنين»، وهذه الأمور الثلاثة غير قابلة للتجزئةلأنه إذا تحول التحكيم إلى طرف سيرتبك الوضع، وهذه قناعات قديمة عندناوضّحناها وخلصنا منها، وهي غير قابلة للمراجعة، إذن ما الداعي اليوم لحزبإداري جديد (يقصد حزب الأصالة والمعاصرة)، هو عبارة عن خليط من اليساريينوالأعيان، إذا كان النزاع بين المؤسسة الملكية وبين الأحزاب انتهى؟
فلا شك أن هذا الحزب جاء للدفاع عن مصالحمشبوهة، لكن المغرب ليس في حاجة إليه، ولا بد أن نخلص من هذا عن طريقالديمقراطية الحقيقية، لأنه لا يعقل أن تقول لشخص مثل الأستاذ فؤاد عاليالهمة أن لا يؤسس حزبا، فهذا من حقه، لكن نحن في حاجة إلى ديمقراطية حقيقة،ليؤكد الشعب من خلالها ماذا يريد، هل يريد أحزاب اليسار أم الأحزابالمحافظة ذات المرجعية الإسلامية أم الأحزاب الإدارية؟ ونحن لا مانع لديناأن نشارك في هذا التنافس الديمقراطي من دون تدخل الدولة، ولكن إذا أرادتالدولة بوسائلها وبالأحزاب التي تحاول أن توهمها أنها هي التي تناصرها أنتواجه حزب العدالة والتنمية فهذا ممكن، لكن هزيمة حزبنا لا تعني هزيمةالإشكاليات الرئيسية التي يعرفها المغرب، وهي الفقر والفساد وضعف التعليموالإعلام. فالأوضاع تكون في بعض الأحوال قابلة للإصلاح، لكن مع الوقت إذالم تتخذ الإجراءات اللازمة تتمنع على الإصلاح تدريجيا وقد تصل إلى حدالتعفن، وحينذاك نصبح أمام اختيارات قاسية نتمنى أن لا نصل إليها.
* تتحدثونفي كل مناسبة بإيجابية عن حزب الاتحاد الاشتراكي الذي تسعون إلى التقاربمعه، علما بأن قياديي الحزب لا يظهرون الرغبة نفسها في هذا التقارب، هل هوحب من طرف واحد؟
- السياسة ليس فيها حب ولا كره، لهم سياستهمولنا سياستنا، حزب الاتحاد الاشتراكي نقدر فيه أشياء، لأنه حزب نشأ من رحمالمجتمع للدفاع عن مصالح الطبقات المستضعفة من أول يوم، وفي سبيل ذلك عانىوضحى وابتلي، وصحيح أن قيادييه وقعوا في أخطاء وهم الآن يعترفون بها، لكننانتحدث بإيجابية لنؤكد أن مسألة التعاون مع هذا الحزب في هذه المرحلة هيقناعة لدينا نظرا لأنه ما زالت لديه من خصال المروءة ما يجعل الكلام معه لهمعنى، ولا ينقلب بالتعليمات، كما لم يثبت لدينا أنه دخل في صفقات مشبوهةضدنا، على الأقل في الانتخابات الماضية. فنحن مقتنعون أن تعاون الحزبين فيمجال الدفاع عن الديمقراطية وتنقيتها مما يفسدها من تدخل الإدارة والفساديعد في صالح الأمة والمجتمع والدولة. وفي المجالات الأخرى هناك الكثير منالأشياء يمكن الاتفاق حولها، وبالتالي فإن نداءنا لهم مستمر، وليس هناك منالناحية العملية والرسمية ما يدعو إلى قطع هذا النداء، فمن جانبهم، هم لهمسياستهم ونحن لا نطلب منهم شيئا، فمواقفنا ليست بمقابل، بل مبنية علىطريقتنا في تحليل الأوضاع.
* جمعتبعض المناسبات بينكم وبين قياديين في حزب الأصالة والمعاصرة. هل هي مؤشراتتقارب وإنهاء الخلاف، أم لقاءات عابرة كما وصفها نائبك عبد الله باها؟ وهلبناء تحالف قوي للمعارضة بينكم وبين هذا الحزب أمر وارد؟
- حزب الأصالة والمعاصرة هو من قال إنه يضعخطوطا حمراء تجاهنا. ونحن لم نقل ذلك. وبعد الانتخابات توجهنا إلى اعتبارهحزبا عاديا، وتحالفنا معه في مراكش، وفي مدن صغيرة أخرى بإرادتنا، بيد أنههو من بادر إلى مواجهتنا، وهذا أمر طبيعي، لكن باستعمال وسائل الدولة، وهذاما لم نقبله وواجهناه بما تيسر لنا، وهذا أوصلنا في بعض الأحيان إلى بعضمظاهر العداء. الآن يبدو أن هناك بعض المراجعات من جهتهم، وتبين ذلك منخلال لقائي مع فؤاد عالي الهمة في جنازة المستشار الراحل عبد العزيز مزيانبلفقيه، وزيارة وفد من الحزب لمصطفى الرميد لتعزيته في وفاة والده، ولقاءالهمة مع عبد الله باها في البرلمان، حيث اتضح أن الكلام يميل نحو تلطيفالأجواء، وربما استئناف الحوار، ونحن ليس لدينا أي مانع، نحن في المغربلسنا أعداء، بل نحن خصوم سياسيون، وإذا أصبحنا متنافسين سياسيين فهذا أفضل،وإذا راجعوا مواقفهم اتجاهنا فنحن مستعدون للحوار معهم، أما هل سنشكلمعارضة موحدة فهذا كلام سابق لأوانه.
* تسعى الدولة إلى ضبط مجال الفتوىالدينية وحصرها في المؤسسات الرسمية، هل تؤيدون هذا التوجه، خصوصا بعد صدورفتاوى مثيرة للجدل نشر بعضها في صحيفة «التجديد» المقربة منكم؟
- صحيفة «التجديد» تملكها حركة التوحيدوالإصلاح، ورغم العلاقة التي تربطنا بها كحزب فإن كلتا المؤسستين مستقلتانبقرارهما، ولا يشاوروننا في ما ينشر. قضية الفتوى إذا قامت عليها المؤسساتالرسمية ليس فيها إلا الخير، لكن شريطة أن يشعر العلماء فيها بأن لديهمالحرية في الكلام، فكيف يمكن أن نطلب الفتوى من المؤسسات الرسمية ونحن نطلبمنها أن تصمت؟
ومن جهة أخرى، لا يمكن حصر الفتوى فيالمؤسسات العلمية فقط، لأن الفتوى تشتغل يوميا بين المواطنين والعلماءوالدعاة، لذلك الفتوى لا تؤمم، بل يجب إعادة الاعتبار للعلماء وإعطاؤهممكانة متزايدة في المجتمع وفي المجالس العلمية وفي وزارة الأوقاف، وحينذاكتتحول الفتوى طبيعيا إلى الجهات الرسمية، أما أن يتم تهميش العلماء الذينيمتلكون الشجاعة لتبليغ ما كلفهم الله به من بيان الحق والأمر بالمعروفوالنهي عن المنكر، فحينذاك سواء أممت الفتوى أم لا فإن ذلك لا يغير شيئا فيالمجتمع، ولكن يقع انفصال بين الصفة الدينية للدولة وبين واقع الحال. ونحننعمل على معالجة هذا الخلل، ونريد أن يأخذ المواطن مرجعيته العلمية منمؤسسات الدولة، وهذا يتطلب من هذه المؤسسات أن يكون لديها من العلم ومنالشجاعة ما يكفي لتفتي بما هو حق فعلا، أما مؤسسات رسمية صامتة فحتى لوأعطيتها أي مرتبة لا يمكن أن تقوم بدورها.
* كيفهي علاقتك بقياديي الحزب الآخرين، عبد الله باها ولحسن الداودي وسعد الدينالعثماني ومحمد يتيم ومصطفى الرميد؟ وكيف تصف كل واحد منهم؟
- باها شريك النضال وأهم أخ في حياتي. الدوادي رجل خير لا يمكن ضبطه. العثماني عالم موقر. يتيم مثقف تمكن منالرفع من مستوى العمل النقابي. والرميد رجل آتاه الله كفاءات كثيرة إذااستثمرها بشكل أفضل، وهو رجل مليء بالخير.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.