من رابطي وطني إلى السيدين عبد الوهاب الباهي ومنصر الرويسي بعد التحية والإعراب عن تقديري الخاص اليكما على الصبر الطويل الذي ابديتماه ، أود أن تقبلا مني بعض التساؤلات الحائرة، راجيا منكما اعتباري واحدا، من المتحاورين، لكن من الشق الرابطي وليس من الشق الثاني، الذي دُعِي للإنشقاق,الإنقلاب، على الرابطة، وأقحم في خلافهم مع الرابطة، أطرافا أخرى غير رابطية وتتمثل في السلطة القضائية وبتدبير ومؤازرة ودعم من السلطة، التي كانت ترمي بتدخلها في شؤون الرابطة الداخلية إلى احتوائها وتدجينها مثل غيرها من المنضمات التي لا استقلالية لها: 1) ما الخلاف بين الرابطيين المتمسكين باستقلالية الرابطة، وبين المدعوّين إلى " تشليك" هذه الإستقلالية وقتلها؟ دمج عدد من الفروع؟ ألم يصدر عن المؤتمر السابق توصية تخص هذا الدمج، والمؤتمر أعلى سلطة في الرابطة؟ طيب. لنفرض جدلا، أن هؤلاء جادون في مناقشة الدمج، وأعطوا لأنفسهم سلطة أقوى من سلطة المؤتمر، باعتبارهم لم يتمكنوا، لسبب ما، من مناقشة القضية، وأنهم أُخذوا على حين غرة، أو فاتتهم المناقشة، لنفترض ما يريدون افتراضهن ومهما كان، ألم يلتزموا باحترام القانون الأساسي والنظام الداخلي للرابطة، فلماذا تمردوا وانقلبوا ولم يلتزموا بهما، ولم يناقشوا بأفكارهم داخل الرابطة وليس خارجها، وبإدخال أطراف أخرى في النزاع، بطيفيةٍ أظهرتهم ألعوبة بيد السلطة تحركهم كما تشاء ووقتما تشاء؟ 2) نحن الرابطين المتمسكين بالرابطة، في فرع قليبية، ناقشنا قضية الدمج طويلا مع أعضاء من الهيئة المديرة، وأعطيناهم رأينا المتمثل في رفض الدمج، لكننا في آخر المطاف وافقنا على الدمج وذكرنا الهيئة المديرة بموقفنا هذا وأعلمناها بأننا نقبل الدمج مع المحافظة برأينا الرافض للدمج ومناقشته داخل المؤتمر القادم. قلنا هذا مع الإعتراف بأن قضية الدمج لم تدرس بعمق في المؤتمر السابق، بل نزعم أن أغلبية المؤتمرين لم تتوضح لهم هذه المسألة لأنها لم تُطرح بالتفصيل المقنع داخل المؤتمر وإنما ذُكرت بصفة عامة تحت عنوان" إعادة هيكلة الرابطة" وهو عنوان جذاب في عمومياته. لكن المؤتمرين مسؤولون عن كل اللوائح التي أصدروها ومن جملتها اللائحة المتضمنة قضية إعادة الهيكلة. ومع كل هذا فكلنا مسؤولون، ومسؤولياتنا هذه تحتم علينا تطبيق لوائح المؤتمر، ثم في المؤتمر التالي نطالب جميعا بإعادة مناقشة القضية. وكان على هؤلاء الإنقلابيين أن يطبقوا الدمج ثم يطالبون بإعادة مناقشته في المؤتمر القادم، لكنهم لم يفعلوا ذلك بل قاموا بالحملات الصحفية المناوئة للرابطة ورفعوا قضية إلى المحكمة، وتناسوا القانون الأساسي والنظام الداخلي للرابطة، وساهموا في تعطيل الرابطة ومنعها من القيام بنشاطها بمحاصرة مقراتها بوليسيا دون أن تتمكن الرابطة من تسلم أمر كتابي في هذه المحاصرة الإستبدادية الظالمة. 3) وأعود إليكما أيها السيدين الفاضلين لأسأل: ما هو دوركما بالضبط؟ وماذا تمثلان؟ واذا كنت، يا سي الباهي تمثل الحياد فما هو تصورك للحياد؟ هل هو حياد سلبي أم إيجابي؟ وإذا كنت يا سي منصر تمثل السلطة فهل كنت تقدم موقف السلطة، أم تتماشى مع الإنقلابيين؟ أم كان حضوركما للحضور والإستماع فقط، أم ماذا؟ وهل تدخلتما للتذكير، والتوجيه وتسجيل ما لهذا وذاك؟ وماذا استخلصتما في نهاية هذه الحوارات؟وما هو رأيكما فيما ألمح إليه السيد بن يونس من تهديدات، وما أظهره من تراجع صريح وواضح عما تم الإتفاق عليه بين الشقين في جلسات الحوار وما قاله في ندوته الصحفية التي عقدها يوم 03 جوان 2010، مع العلم أن ذلك الإتفاق المشار إليه قد تم يوم الخميس 21 ماي 2010، وكتب نصه السيد عبد الوهاب الباهي بخط يده ووقع عليه، رغم أن ما اتُّفِق علية ليلا، لم تكد شمسُ الغد تشرق عليه حتى ذاب وامّحى، مجسّما ما عبّر عنه المثل التونسي" كلام الليل مدهون بالزبدة؟ ألستما معي في أن السيد بن يونس واثق من وضْعه، وموضعه، كثيرا، بين السلطتين التنفيذية والقضائية ، ومالئا يديه،من نفوذهما كثيرا ، فتكلم " مِن العَشرة وافي" بأن حارسا قضائيا سينتصب على الرابطة، وجعل يُعيّنه من الآن متمثلا في الهيئة المديرة السابقة، وكأنه الفاتق الراتق في الرابطة، وفيما يصلح لها، وكل ذلك كان منه بمنطق ديكتاتوري ،وعقلية إنقلابية، غير معترف بالقواعد الرابطية ولا بالقانون الأساس ، والداخلي، للرابطة. وفي الختام: هل تسمحان لي بسؤال أخير" ماذا لو أن السيبد مختار الطريفي رئيس الرابطة دعا إلى عقد ندوة صحفية. هل يُسمح له بها؟ إذن: أين تتنزل الندوة الصحفية للسيد بن يونس؟ - عبد القادر الدردوري. رابطي من قليبية