وحدت دماء الشهيد خالد سعيد شهيد التعذيب والطوارئ بين مشاعر عشرات المصريين الذين تجمعوا اليوم أمام السفارة المصرية في لندن، حيث رددوا الشعارات المطالبة بسقوط الطاغية مبارك وتحميله مسئولية ما يجري في مصر حاليا من تعذيب وانتهاك لحقوق الإنسان وللتغطية على القتلة والمجرمين في ظل مناخ الطوارئ، ووزع المعتصمون بيانا على الصحفيين وعلى المارة من الإنجليز الذين تابعوا الهتافات وتوقفوا لمطالعة اللافتات وجاء في الرسالة التي وزعت على لسان خالد سعيد نفسه وهو يقص ما حدث له طبقا لما أفاد الشهود الذين وضعوا نظام مبارك في مأزق لم يستطع الخروج منه حتى الآن. جانب من الاعتصام اليوم وجاء فيه: أنا أسمي خالد سعيد من الإسكندرية عمري 28 سنة يمكن سمعتم حكايتي وما حدث لي يوم السبت 6 يونيو الماضي عندما كنت أجلس في مقهى إنترنت بجوار منزلي في حي “كليوباترا” التابع لقسم شرطة “محرم بك” بالإسكندرية حين دخل بعض المخبرين المقهى وبدءوا في تفتيش رواده بغلظة وخشونة. وعندما أبديت اعتراضي على طريقتهم المهينة في التعامل، بدءوا في سبي وضربي بعنف، وأخذوني خارج المقهى وضربوني بقوة وأنا أستغيث ولكن لا مغيث، وعندما سقطت مغشياً علي، اصطحبوني إلى مقر قسم الشرطة، ثم عادوا بي بعد دقائق لنفس المكان، وألقوا بجثتي أمام المقهى، بعد أن تكسرت جمجمتي وتهشمت عظام رأسي وتكسرت أسناني، لأنتقل من فوري إلى جوار ربي لأشكو إليه ظلم الظالمين وتجبر الطغاة القساة الذين وفرت لهم حالة الطوارئ التي تعيش تحتها مصر لعقود متصلة البيئة المناسبة لتعذيب الناس وقتل المصريين وإهانتهم في أقسام الشرطة وفي الشوارع. لم تكن قصتي هي القصة الوحيدة التي حدثت في مصر، بل سبقني كثيرون، وقد يلحق بي كثيرون إن لم نبادر بالوقوف لفضح الظلم وانتهاك حقوق الإنسان وحماية حقوقنا وحرياتنا وكرامتنا. و بعد موتي بدأت قصة أخرى شاركت فيها وزارة الداخلية لطمس الحقيقة وحماية المجرمين، وبدءوا في تشويه صورتي وتلطيخ سمعتي بزعم أنني ابتلعت لفافة من البانجو فخنقتني، رغم كل الإصابات الظاهرة على جسدي، ورغم سماع الشهود لاستغاثاتي ولصوتي، ولم يكن بالطبع صعبا على من قتلوني جسديا أن يغتالوني معنويا ويلفقوا القصص، حتى أن إعلامهم الحكومي لم ينتظر التحقيقات، وبدءوا في وصفي بشهيد البانجو، ولكن الشهود الشرفاء الذين أبوا إلا قول الحقيقة أنصفوني وشهدوا على كذب جهاز الشرطة وتلفيقه، وساهمت بشاعة الجريمة في نشرها في كل أنحاء البلاد، بل وفي العالم أجمع. ولولا شرفاء مصر لماتت الحقيقة ودفنت معي، فجهودكم ووقفتكم معي أعطت لقضيتي بعداً آخر، فأمرت النيابة بإعادة التحقيق، واستمعوا لشهود الواقعة وأمروا باستخراج جثماني المنهك لإعادة مناظرته وتشريحه لاستنطاق الحقيقة التي ستظهر جلية أمامكم لتكتشفوا أنها كانت جريمة قتل وحشية، رافقتها جريمة لا تقل عنها بشاعة وهي التستر على القتلة لإعفائهم من العقاب، لتتحول القضية إلى جريمة نظام بوليسي كامل. وإذا كنت قد لحقت بجوار ربي طامعا في مغفرته، راجيا كرمه مستبدلا ضيق الدنيا بسعة الآخرة، وظلم البشر بعدل الرحمن سبحانه، إلا أن قضيتي الآن هي قضيتكم جميعا، إذا لم نقف فيها الموقف المناسب لإدانة الظلم وتحقيق العدل ونشر الرحمة بيننا كمصريين، فإن مصائر أبنائكم وإخوانكم وأحبتكم ربما لن تكون أفضل حالا من مصيري. فتعالوا نلتقي ساعة لنسمع صوتنا ونعلن رفض للطغيان والتعذيب وحكم الطوارئ.. لأن مصر وشعبها الطيب يستحقون أفضل من ذلك. انضموا لاعتصامنا أمام السفارة المصرية في لندن يوم السبت 19 يونيو من الساعة الثانية حتى الرابعة بعد الظهر. وفي الختام أقول: إذا كان ولا بد من أن أدفع حياتي ثمنا لاعتراضي على المهانة والإذلال.. فلتكن دمائي هي آخر الدماء التي تسيل تحت ضربات الطغاة والجلادين .. وليحفظ الله مصر وشبابها ورجالها وأحرارها الذين سيقولون للظلم لا. أخوكم شهيد الطوارئ: خالد سعيد