* طال انتظار المصريين لتقرير الطب الشرعي الثاتى بعد أن أمر النائب العام بإعادة تشريح جثة الشهيد خالد محمد سعيد بمعرفة اللجنة الثلاثية برئاسة كبير الأطباء الشرعيين، الدكتور السباعي أحمد السباعي، واليوم الأربعاء 23 يونيو تلقى المستشار ياسر رفاعي، المحامي العام الأول لنيابات استئناف الإسكندرية، التقرير النهائي من مصلحة الطب الشرعي،وورد في التقرير أن الوفاة نتيجة "إسفكسيا" الاختناق، نتيجة انسداد المسالك الهوائية بجسم غريب، ثبت من تحليل هذا الجسم أنه عبارة عن لفافة بلاستيكية تحوي مادة خضراء اللون ثبت أنها لنبات (البانجو). وتبين وجود إصابات بأنحاء جسد المتوقي نتيجة الاصطدام بأجسام صلبة، ولا يمنع اتفاق حدوثها مع ما جاء في تقرير الطب الشرعي السابق، والتي أكد فيها أنها نتيجة لمحاولة السيطرة على الشاب أثناء القبض عليه، لكن الإصابات في مجملها بسيطة ولا يمكن أن تؤدي إلى الوفاة.
* في زمن الكذب والنفاق والتردي العام في مصر كان لابد ألا ننتظر عدالة أو نزاهة من نظام في مجمله قام على التزوير .. تقرير الطب الشرعي يبرأ ساحة القتلة والمجرمين لما فيه من كلمات مبهمة وتحمل أكثر من معنى .. وعلينا نحن المصريون أن نسلم به ونلغى كل حواسنا ونرضى بالأمر الواقع..علينا تكذيب شهود الإثبات الذين رأوا القتلة يسحلون خالد ، ونتهم أنفسنا بأننا أصبنا بالعمى أو عدم وضوح الرؤية وبالصمم لان الشهود لم يصفوا لنا مدى بشاعة الممارسات التي مارسها القتلة بل وصفوا لنا حنية رجال الشرطة الذين استدعوا الإسعاف لإنقاذ خالد من الموت بعد ابتلاعه لفافة البانجو .. علينا أن نعيد رؤية صورة خالد المشوهة بعيون رجال الداخلية والأمن وبعيون السيد وزير الداخلية ولجنة الطب الشرعي ونتأمل ملامحها جيدا ونقول أن الصورة طبيعية وان الإصابات طفيفة لا تؤدى إلى وفاة وان الشهيد هو من أحدثها بنفسه أثناء مقاومته للشرطة ، ونكذب الشهود الذين اعترفوا بان المخبرين ضربا رأس القتيل في الحائط حتى نزف دما وفقد وعيه على مرأى من الشهود ، وبعد ذلك استعاد وعيه وابتلع اللفافة وهو بين ايادى أتنين من عتاولة الإجرام ، علينا أن نبرأ ساحة رجال الشرطة في مصر لأنهم أنزه من أن يرتكبوا تلك الأفعال المشينة ، ولأنهم ملائكة على الأرض تحمى مصر وشعبها وتسهر على راحته .. نعم نحن كاذبون وكل شاهد رأى بعينه ما حدث للمواطن خالد هو كاذب .. الورق لا يكذب يا سادة ، والتقارير والبيانات لا تكذب .. والقانون لا يعترف إلا بالورق .. فلتسقط شهادتك يا صاحب السيبر .. ولتسقط شهادة الجيران .. وشهادة من سمع ورأى .. وليحيا تقرير الطب الشرعي ونزاهة الطب الشرعي ، بل يحيا وزير الداخلية !!
* وزارة الداخلية حمت عناصر من رجالها ليس حبا في القتلة بل رغبة في بقاء صورتها مشرفة أمام العالم ، وحماية لنفسها من اجل النظام المصري ، وربما موت خالد إن ثبت تورط عناصر الشرطة فيه كان سيفتح عليها نيران جهنم ، وسيظهرها بمظهر الكاذب ، وربما الأمر يتطور إلى إقالة وزير الداخلية وفتح ملفات التعذيب في مصر ، فرأى أهل الخبرة في التزوير والتلفيق إن الوقت لم يحن بعد للاستغناء عن وزير اخلص في خدمة النظام وأعوان النظام ، ونجح في قمع الشعب المصري ، وتزوير الانتخابات على مدى عقود ثلاثة ورغم ذلك لم يهتز كرسي النظام ، ولم تستطع المعارضة تحريكه قيد أنملة .. مازال النظام بحاجة لوزير لقطة كحبيب العدل ، أظهر خبرته في تستيف وتزوير انتخابات الشورى .. ومازال أمامه مهمة أصعب في تستيف انتخابات مجلس الشعب والرئاسة القادمة ..فلماذا يتم التضحية بهذا الوزير اللقطة ويتم الاستغناء عنه لمجرد حدوث تجاوزات بسيطة وطفيفة كإصابات خالد البسيطة والطفيفة .. مستقبل النظام المصري أهم حتى لو قتل الآلاف الشباب وسحلوا تحت أقدام ضباط مصر !! من أين للنظام المصري بوزير داخلية همام كحبيب العدل استطاع نتف ريش المعارضة الحقيقية في مصر ؟ من أين له بوزير داخلية استطاع تجريد الإخوان المسلمين من عوامل قوتهم واعتقال رموزهم ومصادرة أموالهم ، وتكميم أفواه كل صوت يعارض النظام الحالي ، ومن هو البديل الذي يستطيع توفير الأمن والاستقرار لنظام لا يخاف إلا من شعبه ، فالوزير هو صمام الأمان لوجوده ..فأنعم يا مبارك بالراحة في قصرك تحت حماية رجالك وليذهب خالد وعشرات مثله قتلوا على أيديهم إلى الجحيم .. وليقتل خالد أو صابر أو كل شباب مصر ورجالها ونساءها وحتى أطفالها..ولتحيا الداخلية المصرية !!