بسم الله الرحمان الرحيم مهما يدعي المتشدقون وأذناب السلطة في تونس وخارجها أنها بلد الحريات وحقوق الانسان ومهما عتموا على ما يرتكبونه من اجرام واضطهاد في حق الأحرار من التونسيين وما يمارسونه من قمع وارهاب في حق المواطنين الأبرياء , الا أن الوقائع لا تلبث حتى تفند هذا الادعاء الكاذب وتدحضه وما حالة السيد محمد الشريف الا واحدة من مئات الحالات التي تشهد على ذلك ولعل الكثيرين لا يعرفون عنه شيئا ولم يسمعوا باسمه رغم الظلم الكبير الذي حل عليه وعلى أهل بيته منذ قرابة الثمانية عشرعاما ولم تنقشع سحائبه عنهم بعد . هذا الرجل البسيط كان منذ طفولته وطنيا يحب بلده ولايتأخر في التعبير عن هذا الحب بوسائله البسيطة لذلك عندما خرج جمع من التونسيين الأحرار يضربون (الترمفاي الفرنسي ) بالحجارة لم يتأخر في الحذو حذوهم , مما تسبب في طرده من الكولاج الفرنسي)ولولا عراقة عائلته لربما لقي مصيرا آخر ولكن ذلك لم يزده الا حبا لبلده وتمسكا بدينه ورغم ثقافته الفرنسية كان من أشد الناس حرصا على حفظ القرآن الكريم وتعلمه ولربما تراه لوقت طويل يتتعتع في قراءة كلمة لايستطيع نطقها ولكن ذلك لا يثني من عزمه , هو باختصار رجلم مسلم عادي يحب الحق وأهله ويكره الظلم والغدر وربما لكل هذه الأسباب وغيرها ظل مستهدفا طوال ثمانية عشر عاما ولايزال{كما قيل له آخر مرة اللي الفوق مازالوا متغششين عليك}. تعود بداية المتاعب في حياة السيد محمد الشريف الى عام 1991 يومها زاره المدعو عبد الرحمان القاسمي أو بوكاسا كما عرف في دهاليز الداخلية وأقبية تعذيبها التي كان يستحل فيها دماء الضعفاء والأبرياء وأعراضهم كانت زيارة رافق فيها بوكاسا ستة من أذنابه ممن يطلق في وصفهم أجسام البغال . ولأنها كانت زيارة تحذير كما سماها بوكاسا نفسه فقد آكتفوا بالتفتيش وقلب المكتبة وتمزيق بعض الأشياء وخاصة الكتب اشارة الى أن الأمور من الممكن أن تصل الى ماهو أشد حيث أن الهدف الأساسي هو أن على السيد محمد الشريف المسارعة باقناع ابنته برفع دعوى طلاق من زوجها السيد عبد اللطيف التليلي مع تعهدهم بالقيام بكل الاجراءات والا فان الزيارة القادمة ستكون بشكل مختلف , لم ير السيد محمد الشريف بعدها بدا من مغادرة ابنته لأرض الوطن لتلحق بزوجها في الجزائر ورغم أن زيارات زبانية الداخلية في بدايتها كانت تقتصر على التهديد والترويع الا أن الأمر آستفحل عندما لبى السيد محمد دعوة مستعجلة من ابنته الى الجزائر بعدما آضطرت الى ترك البيت الذي تقيم فيه اثر مداهمة الأمن الجزائري له مما ترتب عنه ترك بعض وثائقها الشخصية هناك ولم يتردد الأب في السفر الى هناك مطالبا باسترجاع مستحقات ابنته حيث آعتقله الأمن الجزائري عدة أيام بغية الاسراع في معرفة مكان ابنته قبل أن تنجح في مغادرة الجزائر ولما يئسوا من ذلك قاموا بترحيله الى تونس ليستقبله أعوان الظلم ولتبدأ رحلة طويلة من الاضطهاد والمعاناة بدأت بالترويع والترهيب والاعتداء وتلفيق التهم مما سأحرص على ذكره تفصيلا ان شاء الله في فرصة أخرى . ولكني سأذكر مثالا بسيطا وهو أن أعوان الأمن كانوا يقومون بزيارات شبه يومية الى منزل السيد محمد الشريف حيث يكون الباب غالبا مفتوحا اذ من عادة خالتي عزيزة زوجته أن تقوم بتسييق السقايف وترك الباب مشرعا لتجف لكنها لا تلبث أن تجد أمامها مجموعة من أعوان الترويع تارة في غرفة الجلوس وطورا في المطبخ ليقولوا لها بكل وقاحة {هيا ويني القهوة , أبعث فيصل يجيبلنا كسكروتات} وكثيرا ما يدخلون حيث ينام ابنها فيصل ويوقظوه بكل عنجهية لأن عليه احضار الكسكروتات التي لم يدفعوا يوما ثمنها مرت شهور وشهورحتى طفح الكيل بخالتي عزيزة وأسرتها وفي ذلك الصباح عندما زارها متسولوا الأمن بشت في وجههم على غير العادة ورحبت بهم وأعلمتهم أنها سترسل في شراء ما يريدون ثم انها غلقت باب البيت بالمفتاح و(الغوانج) وأطلقت عقيرتها بالصياح والولولة وفزع الجيران ظانين أن أحدا من العائلة قد مات , كان أعوان الأمن أجبن من أن يخرجوا بعدما آمتلأت الحارة بالجيران والمارة وروت لهم خالتي عزيزة ما يفعله بها وبعائلتها أعوان بن علي أدعياء الحريات والحقوق وأما هؤلاء فقد رجوها أن تدخل وتتوقف عن فضحهم واعدين اياها بالا ترى وجوههم الكريهة بعدها أبدا , أما عم محمد فلا زال منذ ترحيله محروما من وثيقة سفره الى اليوم رغم كل الشكاوي التي رفعها والرسائل التي كتبها سواء الى زين العابدين نفسه أو العاملين تحت امرته أو حتى المنظمات الحقوقية ولكن دون جدوى وربما دعوه مرة الى مقر الامن ليعيدوا بحثه من جديد وربما همس له أحد الأعوان أنه يستطيع مساعدته ولكن ذلك يكلفه (مليونا )أو يقول له آخر {ايجاني وحدي راني عندي شكون واصل تو نتفاهموا } وأما آخر مرة وبعدما كتب مرة أخرى لوكيل الجمهورية فقد قاموا باستدعائه لا ليعطوه حقه كمواطن تونسي بل ليطلبوا منه أن يهدأ ويلزم الهدوء وليسأله بعضهم بلهجة تهديد مبطنة {آخي انت أشنيه حكايتك اللي الفوق متغششين عليك } , وعم محمد الذي يعرف أنه مواطن بسيط لم يستطع بدوره الا أن يسأله { أشبيني أنا الشيخ راشد ؟ } هذا ما يحدث في بلد يدعي القائمون علي اغتصاب خيراته واضطهاد أهله إنه بلد الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ؟؟؟ نادرة الشريف