الشنقيطي قال إن الوسطية ضاعت بسبب تبسيط الجامدين وعنف الحاكمين قال المفكر الإسلامي محمد ولد المختار الشنقيطي إن الخلافات السياسية والنظرية استنزفت طاقات الأمة الإسلامية دون طائل مطالبا بهبة فكرية لمواجهة العنف السياسي الذي تمارسه بعض الجماعات المتدثرة بالدين بفعل الجمود الفكري والقمع السلطوي الممارس في العالم الإسلامي . وأستذكر الشنقيطي في حوار مع الإعلاميين قول العالم ابن الجوزي في صيد الخاطر "احذر جمود النقلة، وانبساط المتكلمين، وجموع المتزهدين، وشره أهل الهوى، ووقوف العلماء على صورة العلم من غير عمل، وعمل المتعبدين بغير علم". ويذهب الشنقيطي إلي إن الأزمة التي عاشتها الأمة الإسلامية يمكن تجنبها بإتباع ما قاله ابن الجوزي من أجل تربية إنسان عاقل يعرف مداخل الشيطان ومدارك الأزمة السياسية التي نعيشها خلال حياتنا اليومية . ومن أجل كسب الجوانب الإيجابية من الحياة الفكرية يقترح الشنقيطي إتباع نصائح العالم المعاصر الشيخ القرضاوي والتي لخصها بدعوته " الانتفاع بأفضل ما في تراثنا الرحب المتنوع من ضبط الفقهاء وتأصيل الأصوليين وحفظ المحدثين وعقلانية المتكلمين وروحانية المتصوفين ورواية المؤرخين ورقة الأدباء والشعراء وتأمل الحكماء وتجارب العلماء". ويقول الشنقيطي إن الفكر التبسيطي هو فكر عقيم ينتج في النهاية ثقافة عنيفة يجهل أصحابها ما عند الآخر بسبب النظرة المتعالية والتزكية المطلقة للنفس مما ينتج نفسا بشرية فقيرة من المعارف والعلوم الإسلامية. ويري الشنقيطي إن العنف السياسي الممارس من قبل بعض الجماعات الإسلامية ناجم عن انسدادين أولهما سياسي بفعل ممارسات الدول الخاطئة والثاني بسبب الجمود الفكري الذي يمتاز به أصحاب هذا الطرح قائلا إن المجتمع المسلم بحاجة إلي مواجهة الخطرين. ويقول محمد ولد المختار إن الإسلاميين الوسطيين بحاجة إلي مواجهة خطر السلفية الفوضوية التي تغذيها انحرافات علماء السلفية الملكية وتبريراتهم اللاعقلانية لاستبداد الحكام مع تركيز كذلك علي الأزمة السياسية الناجمة عن الاستبداد السياسي في العالم الإسلامي. ويقول محمد ولد المختار الشنقيطي إن الشعب الموريتاني أعتاد التدين المسالم لكن الشعب الموريتاني بدأ يتأثر بالظواهر الدولية التي سببتها الأزمات السياسية والمراجعات الفكرية العنيفة وهو ما يصعب معه تفسير بعض الظواهر القائمة حاليا مالم نراعي البعد الدولي في القضية والذي له دور كبير في تشكي تلك الثقافة. ويقول الشنقيطي إن الفوضي القائمة في العالم الإسلامي اليوم ناتجة عن غياب الثقل السياسي للأمة بعد تخلي الدولة المصرية طواعية عن لعب الدور المنوط بها عربيا وإسلاميا،وعجز إيران الصاعدة حاليا عن لعب الدور بفعل العامل الطائفي الشيعي وغياب أي رؤية للعربية السعودية بفعل الفكر السلفي الطارد أصلا والذي يرغب أصحابه إلي طرد الجميع من الإسلام بدل إعادتهم إليه ، مرجحا أن تكون تركيا بفعل ثقلها التاريخي (الخلافة) ورغبتها في التطور عامل ثقل سياسي مستقبلي في الأمة الإسلامية قد يعود إليها توازنها