انتهت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الشورى برسالة واضحة ومحددة من نظام الحكم ، هي إقصاء كل تيارات الإصلاح باختلاف أطيافها وألوانها وأفكارها ، واستيعاب بعض الأحزاب التي يطلق عليها تاريخية أو كبيرة بفتات تأنف النفوس مجرد النظر إليه ، خلاصة رسالة النظام إلى الشعب "إذا كنتم تريدون الإصلاح فلا تراهنوا علينا وابحثوا عن غيرنا" وان الممارسة الديمقراطية السلمية كما يقول أو ينادي البعض خيال مكانه ليس في هذه المنطقة من العالم ، بل تبجح بعضهم قائلا: "من أراد الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان فليبحث له عن مكان آخر " من هنا كانت الصعوبة البالغة للمشاركة في ظل مناخ يعاني إشكالات كثيرة أهمها ،نقص المعلومات الداعمة لاتخاذ القرار ، تعدد الأطراف المشاركة بتنوعها النسبي بما يؤدي إلى تعدد الاحتمالات ،عدم اليقين في نوايا بعض الأطراف أو الخصوم" الصفقات المشبوهة" ، غياب الضمانات وبالتالي توقع العزوف عن المشاركة مما يتيح الفرصة لمزيد من التزوير، فضلاً عن عنصر المفاجأة الذي يغلب أحيانا في حالة الدولة المصرية "غير المؤسسية" موقف النظام المناخ المفروض يدعم النظام في تنفيذ سيناريوهاته المرسومة والتي مازالت تشعره بقدر كبير من الاطمئنان مستنداً إلى جملة عوامل مساعدة منها : ** استيعاب غالبية الأحزاب "العصا والجزرة" ** سيطرة الجهاز الأمني وعدم الشعور بالتهديد الشعبي ، نعم هناك حراك ومتنامي لكنه غير مهدد"نقطة تحتاج لدراسة أكثر جرأة" ** استمرار الدعم الصهيوأمريكي موقف الإخوان على الطرف الآخر تقف جماعة الإخوان أمام خيارات محدودة للغاية ينطبق عليها المثل الشعبي المصري مع بعض التصرف "مجبر أخاك وبطل " وتصبح مضطرة لخوض غمار الجولة مهما كانت النتائج لعدة اعتبارات منها: ** عدم إخلاء الساحة للمستبد الفاسد ** الحفاظ على النجاحات والمكتسبات المتحققة ** المشاركة الفاعلة في الحراك والضغط على نظام يعيش في غرفة الإنعاش ** مزيد من كشف سوءات النظام خاصة في مجال الممارسة السياسية ** رفض رسالة اليأس التي يحاول النظام فرضها على عموم المصريين بمن فيهم الإخوان سيناريو التعاطي أولاً : "نموذج فاعليات الإصلاح 2004 " ضرورة قيادة الشارع وبضغط محسوب بالتنسيق مع قوى المعارضة المصرية خاصة الجمعية الوطنية للتغير وعلى امتداد معظم محافظات مصر ضد تزوير الانتخابات وتوريث الحكم لجمال مبارك وضد "الحزب الوطني"؛ هنا ستعيد جميع الأطراف حساباتها في الداخل والخارج أما إذا ظلت المعارضة مجرد كيان شاحب لا تأثير له فإن تناغم المصالح سيؤدي إلى تمهيد كل الطرق المؤدية لانتقال السلطة بداية من تزوير انتخابات مجلس الشعب القادم وانتهاءً بانتخابات الرئاسة من هنا يأتي الدور التاريخي والمصيري المنوط بالقوى الوطنية المصرية خاصة جماعة الإخوان وعدم إضاعة الوقت في أفكار وممارسات لا يعتبرها هذا النظام المستبد الفاسد والمدعوم داخلياً وخارجياً من أصحاب المصالحة في بقاءه أبد الدهر ثانياً : حجم الدخول يفضل التنسيق بين القوى السياسية والدخول بأكبر نسبة ممكنة "لا تقل عن 75 %" لأهداف عدة منها : ** فرض واقع ضاغط على النظام حتى يحترم الدستور والقانون وإرادة الشعب ** استدعاء أكبر قدر ممكن من العائلات "أهالي المرشحين" للمشاركة الضرورية في الانتخابات وبالتالي تحجيم التزوير ** المزيد من تعبئة الرأي العام ضد الاستبداد والفساد وحماية إرادتهم ** توفير مناخ خصب للإعلام للتغطية والرقابة ** استدعاء رقابة مؤسسات المجتمع المدني المحلي والإقليمي والدولي وأخيراً .... مصر تمر بمرحلة فاصلة وفارقة تستحق العمل والبذل وتحمل التبعات ، والاكتفاء بالنضال الفكري والإعلامي والالكتروني لن يزيد النظام إلا استبداداً وفساداً ، الأمر يتطلب الحركة ، والحركة المجهدة "ضد نظام يترنح" خاصة من الإخوان أمل غالبية المصريين.