قضى 50 مغتربا جزائريا، من بينهم أطفال ورضع، ليلة السبت إلى الأحد محتجزين في ميناء مرسيليا بفرنسا، بعد أن ''بيعت تذاكر سفرهم مرتين'' من طرف الشركة الفرنسية للنقل البحري كورس ميتيثيراني. وقامت المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين بالتكفل بنقلهم اليوم إلى الجزائر على متن باخرة ''طارق بن زياد''. وجد المعنيون بالأمر، والذين كان أغلبهم من الأطفال والرضع، أنفسهم محتجزين في ميناء مرسيليا، بعد أن حرموا من ركوب باخرة ''جزيرة الجمال'' التابعة للشركة الفرنسية للنقل البحري كورس ميتيثيراني، التي حجزوا في وقت سابق تذاكرهم لتبحر بهم الباخرة على الساعة السادسة من مساء يوم السبت. وأوردت مصادر ''الخبر'' المتابعة للملف، بأن المغتربين الذين قضوا 24 ساعة محتجزين في الميناء، لم يتمكنوا من الإبحار نحو ميناء الجزائر العاصمة، بسبب ''بيع تذاكرهم مرتين'' أي لأشخاص آخرين، يرجح بأنهم من المغتربين الجزائريين. وتبعا لوقائع ما حدث، فإن أول الرحلات الضخمة لسفر المغتربين نحو الجزائر لقضاء عطلة الصيف، قابلها ضغط وتعطل في جهاز الكمبيوتر الخاص بالحجوزات. واحتج المغتربون بشدة بعد أن أعلموا بأن أماكنهم محجوزة، على الرغم من أنهم يملكون تذاكر السفر، واقتناها البعض منذ أشهر. وأوضح موظف بالشركة أن المسافرين وبسبب عدم رضاهم، تم توقيف المسافرين لمدة ساعة ما بين الخامسة والسادسة مساء، مع باخرتين اثنتين كانتا تتجهان نحو كورسيكا. واستدعى هذا الانسداد تدعيم تعداد شرطة الحدود، تفاديا لوقوع أي انزلاقات، وهو ما رفضه المسافرون الذين اعتبروا ذلك إهانة لهم، رغم أن الشركة هي المخطئة في حقهم. وأوضح أحد المسافرين بالقول ''أنا أسافر رفقة ابني البالغ من العمر 6 سنوات، وكنت قد حجزت على متن الباخرة، وقمت بتسديد التذكرة في فيفري''. وأضاف ''لولا أن المسافرين أعلنوا تمردهم على الوضع، لبقينا من دون نتيجة''. وعوضت الشركة الفرنسية للنقل البحري لكل مسافر مبلغا من المال، تراوح بين 40 أورو للبالغين و20 أورو للأطفال. وعلق أحد المسافرين المحتجزين على ذلك بالقول ''وعليك أن تجد بهذا المبلغ في آخر لحظة فندقا لتبيت فيه في مرسيليا؟''. واضطر الأغلبية لقضاء الليلة في الحظيرة داخل سياراتهم، في ظروف جد مزرية، وهو ما اعتبره هؤلاء إهانة وسوء تسيير يجب أن يحاسب عليه مسؤولو الشركة الفرنسية. وطالب البعض منهم بفتح تحقيق في القضية ومتابعة المتسببين فيما حدث لهم، وتأخرهم عن الالتحاق بعائلاتهم في الجزائر. من جهتها، تركت الشركة تحت تصرف المسافرين حظيرة مؤمّنة لركن سياراتهم ليلا، وهو الحل الذي تم الاتفاق عليه من طرف أغلبية المسافرين. كما تم بالاتفاق مع مسؤولي المؤسسة الوطنية للنقل البحري للمسافرين، التكفل بنقل المغتربين ال,50 الذين سيصلون صبيحة اليوم إلى ميناء الجزائر، على متن باخرة ''طارق بن زياد''، التي تتسع لأزيد من 1300 مسافر، بعد أن أبحرت بهم السفينة مساء أمس.