تحل خلال نهاية الأسبوع الجاري الذكرى الثامنة لأزمة جزيرة تورة التي كادت أن تسبب أزمة عسكرية بين المغرب واسبانيا، بينما كان الاعتقاد السائد هو تجاوز هذه الأزمة وتناسيها، إذ تحضر فجأة وبقوة في الإعلام، ولا يتعلق الأمر بمطلب اسباني أو مغربي وإنما بشركة المحرك الشهير في شبكة الإنترنت غوغل التي صنفت هذه الجزيرة الصغيرة ضمن الأراضي المغربية. وكانت العلاقات المغربية-الإسبانية قد تعرضت لامتحان حقيقي في تموز/يوليو 2002 بعد اندلاع النزاع حول جزيرة تورة أو البقدونس أو برخيل الواقعة على بعد حوالي مئة متر من الساحل المغربي المطل على الضفة الجنوبية لمضيق جبل طارق. وكاد الأمر أن يتطور إلى مواجهة عسكرية بعدما حشدت اسبانيا قواتها البحرية أمام الساحل المغربي وتدخلت عسكريا لترحيل سبعة جنود مغاربة كانوا على متنها، لكن في آخر المطاف تدخل وزير الخارجية الأمريكي وقتها، كولن باول واحتوى النزاع وفرض حل التهدئة على البلدين عبر عدم تواجد قوات عسكرية لأي طرف فوق أراضي الجزيرة. واليوم وبعد مرور ثماني سنوات، يحضر النزاع مجددا، ولكن هذه المرة عبر شركة المحرك الشهير في شبكة الإنترنت غوغل، حيث نسبت جزيرة تورة والجزر الجعفرية الأخرى التي تحتلها اسبانيا للسيادة المغربية في كل من غوغل الخرائط وغوغل إيرث. وهكذا، فكل من أراد البحث عن هذه الجزر في المحركين سيظهر له العلم المغربي فوقها، وهذا يعني أنها تابعة للسيادة المغربية. الخبر تصدر مختلف واجهات الصحف ومواقع الإعلام الرقمية أمس الأربعاء، واستغربت الصحف اليمينية مثل لراسون ومواقع أخرى محافظة ما اعتبرته خطأ من شركة غوغل كما ترتبت عنها دردشة مثيرة للغاية في مواقع الصحف التي تسمح بالتعليق الرقمي. وطالب البعض بالتأكد إن كان غوغل قد منح مستعمرتي سبتة ومليلية كذلك للسيادة المغربية طالما تقعان في الأراضي المغربية. وشهد موقع جريدة الموندو حربا بشأن التعاليق بين مدافع عن نزاهة غوغل لأنه أنصف المغرب وبين مطالب بمحاكمته لأنه ينحاز للرباط في مطالبها على حساب سيادة اسبانيا. وجاء في تعليق ساخر 'لقد منح رئيس الحكومة الإسبانية خوسي لويس رودريغيث سبتيرو جزيرة تورة والجزر الجعفرية للمغرب في سرية تامة، والآن يقوم غوغل بفضحه، فلنحاكمه بتهمة الخيانة العظمى'. بينما تضمن تعليق آخر ما يلي: 'على الجيش الإسباني أن يكون حذرا ولا يشاهد مباراة اليوم (أي أمس) ضد المانيا وأن يكون شديد الحذر إذا لعبنا النهاية يوم الأحد المقبل، فالمغرب قد يغزو هذه الجزر متذرعا بأن غوغل أنصفه وأثبت سيادته على الجزر خلال المباراة بينما الجيش منغمس وحالم بالفوز بكأس العالم'.