طالب أعضاء من المجلس المركزي للاتحاد الوطني للفلاحين بفتح ملف الدلاّع وما يسبّبه من أمراض طالبين البحث في طرق إنتاجه.. وقد برزت ظاهرة تراجع جودة إنتاج الدلاّع في السنوات الأخيرة بشكل تدريجي لكنه أصبح لافتا للانتباه.. حتى أن الواحد منا عندما يظفر -بعد جهد جهيد- بواحدة طازجة وحلوة المذاق لا يدري إن كانت «دلاّعة الموسم» مثلما ذكر أحد المختصين التي لن تتكرّر زد على ذلك تراجع طزاجته إضافة لوجود رضوض بداخله رغم سلامة وسمك قشرته كما أنه لم يعد ممكنا الاحتفاظ بأجزاء من الدلاّع بعد قطعها لأنها سرعان ما تصبح غير صالحة للاستهلاك. «الأسبوعي» سألت المختصين في الميدان الفلاحي وخرجت بالردود التالية: ظروف سيئة مصدر من وزارة الفلاحة أشار بأن الدلاّع يظل مرميا في الحقول مباشرة بعد جنيه تحت أشعة الشمس الحارقة لعدّة ساعات وربما لعدّة أيام ثم يشحن بطرق لا تستجيب لأدنى المعايير المطلوبة فضلا عن عرضه للبيع في ظروف غير صحيّة في الهواء الطلق ومجدّدا تحت أشعة الشمس... وبالتالي فمن المنطقي أن يتذمّر المستهلك من تردي نوعية الدلاّع بحكم مروره بتلك المراحل إثر جنيه قبل أن يصل إلى مائدة المستهلك... طفرة تركت الفلاح في حيرة مصدر آخر من مجمع الخضر أفاد بأن أصناف بذور الدلاّع عرفت تنوّعا وتعدّدا في الأعوام الأخيرة فتشابهت الأصناف رغم خصوصية كل صنف منها ممّا أدخل الفلاح في حيرة... لأنه كان متعوّدا على صنف معيّن منها ولكن كثرة الأصناف جعلته يسقط في مطب جني بعض الأنواع منها قبل الأوان... وهو ما أدّى إلى غياب الجودة عن منتوجات الدلاّع الأمر الذي جعل أمهر المختصين في هذا الميدان يفشلون غالبا في اختيار حاجياتهم من هذا المنتوج بحكم أن الخاصيات المتعارف عليها للقول بأن هذا المنتوج جاهز للاستهلاك أم لا وأصبحت هي ذاتها غير مستقرّة. أصناف جديدة وذكر مصدر ثالث من وزارة الفلاحة بأن الأصناف الجديدةالأمريكية تقتضي استكمال دورتها الإنتاجية ومدّة النمو بالكامل حتى تثمر منتوجا جيدا ولكن الإسراع في جنيها يؤدي إلى مثل هذه الاشكاليات... وسألنا محدّثنا هل يتعلق المشكل بالبذور وهل هي مصدر كل تلك التذمّرات... فأجاب بأن البذرة إذا لم تكن صالحة سرعان ما نلاحظ ذلك أي منذ اليوم الأول لزرعها وقبل البدء في الإنتاج... لأنها بكل بساطة سوف لن تنبت. «تكلّم الرّعد» مصدر آخر فسّر الاضطراب الحاصل في جودة الدلاّع مؤخرا بأقوال أجدادنا التي تذهب إلى أنه عندما «يتكلّم السحاب لم يعد هناك من دلاّع» وأضاف أن تذبذب الظروف المناخية وكذلك الجني قبل اكتمال النمو هما السببان الرئيسيان وراء تردّي نوعية الدلاّع المروّج ونفى أي دور للبذور في هذا الأمر.