انتهت التظاهرة الرياضية الأكبر في العالم بحصول الفريق الأسباني على كأس العالم لأول مرة في تاريخه وبذلك يكون الفريق الإسباني أول فريق أوروبي يحصل على كأس العالم خارج أوروبا. إلا أن نهاية التظاهرة الرياضية في جنوب إفريقيا نقلت العديد من الأسئلة إلى ألمانيا خاصة بعد الأداء الرائع الذي قدمه الفريق الألماني تحت إدارة المدير الفني يواخيم لوف حيث قدم عرضا لم يتعود عليه المتابع لكرة القدم الألمانية لأنه جمع بين اللعب الرائع والنتائج الباهرة خاصة بعد الفوز على الفريق الإنجليزي (4/1) وعلى الفريق الأرجنتيني (4/0( الجديد في الفريق الألماني ليس فقد النتائج التي حققها أو التشكيلة الشابة التي قدمها لوف وإنما الأهم من ذلك كله هو طبيعة هذه التشكيلة التي ضمت بينها أحد عشر لاعبا من أصول مهاجرة من ضمن 23 لاعبا، مثل مسعود أوزيل التركي، وسامي خضيرة التونسي وجيروم بواتنغ الذي ينحدر والده من غانا وقلب الهجوم ميروسلاف كلوزه وزميله لوكاس بودولسكي من أصل بولندي وغيرهم. هذا المانشافت استطاع أن يوحد الجماهير التي تابعت المباريات بشكل حماسي وجماهيري كبير ومما لفت الإنتباه أن العديد من المشجعين كان يضع على سيارته علم بلاده التي ينحدر منها من ناحية وعلم ألمانيا على الناحية الأخرى في وحدة رائعة مثل لوحة فنية تتشابك فيها الألوان لتؤلف في الختام عملا فنيا فريدا ورائعا. هذه المشاهد لم تمر دون أن تلفت انتباه المتابعين إذ شهدنا في الأيام الماضية جدلا واسعا بين السياسيين وعلماء الإجتماع الذين يعتبر بعضهم أن الرياضة نجحت فيما فشلت فيه السياسة من تحقيق الإندماج ولعل هذا من أهم الأسباب التي جعلت الرئيس الألماني الجديد كريستيان فولف يعلن عن منح يواخيم لوف مدرب الفريق الألماني والفنان الأساسي الذي رسم هذه اللوحة الرياضة الفريدة في تاريخ ألمانيا وسام الاستحقاق من الطبقة الاولى. لا شك أن منح الفرص المتاكافئة للشباب من أصول مهاجرة من شأنه أن يسهل عملية الإندماج التي تسير ببطء تعرقله أحيانا قوانين أوعوائق سياسية لا بد أن تراجع لأن هذه المراجعة ستضاعف إحساس الشباب من أصل أجنبي بالمشاركة في البناء ويمنحهم الثقة أكثر في العمل من أجل مستقبل أفضل لألمانيا فيكون الفريق الرياضي تعبيرا صادقا عن عملية الإندماج في البلاد.