يعاني سكان الجنوب التونسي منذ فترة من تردي وضعية مياه الشراب المنتجة من الآبار هذا ما أكده ل «الصباح» مصدر من الشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه بعد إجرائهم تحاليل مخبرية أثبتت أن كمية الملوحة لا تتطابق مع المواصفات المتفق عليها والتي لا تتعدى 1.5 غرام في اللتر لتتجاوز درجة الملوحة باللتر الواحد من الماء 6 غرامات. ونظرا لاستمرار هذه الوضعية لازال العديد من قاطني الجنوب خاصة في منطقة جربة و جهة قرقنة من ولاية صفاقس يعتمدون على مياه «الماجل» حيث تجمع مياه الإمطار وتعالج عبر التصفية وإضافة بعض المواد المطهرة كماء «الجفال» لتصبح صالحة للشرب. هذا ما أفادنا به السيد عبد الرزاق الميساوي مسؤول عن مشاريع معالجة المياه وتحليتها بالشركة التونسية لاستغلال و توزيع المياه حيث أشار إلى و جود ظاهرة البيع غير القانوني لمياه العيون و الذي يلقى إقبالا كبيرا من السكان نظرا لانخفاض سعر الكلفة مقارنة بثمن المياه المعدنية لكن هذه الحلول لا تفي بالحاجة. وأشار محدثنا إلى انه تم القيام بعدة دراسات بحثا عن إمكانية نقل الماء من الشمال إلى الجنوب لتخفيف العبء على سكان هذه المناطق لكن تبين أن هذه الدراسة غير مجدية نظرا لارتفاع تكلفة هذه العملية حيث اقتصر فقط على نقل كميات محدودة إلى السواحل التونسية خاصة بعد بروز نقص كبير في الموارد المائية بهذه المناطق. وتجدر الإشارة إلى أن العمل جار لايجاد حلول بديلة كانجاز عدد من محطات تحلية المياه بهذه المناطق و يرجع مصدرنا ذلك إلى أن الدراسات أثبتت أن عمليات التحلية اقل تكلفة من نقل المياه لذلك سيتم الشروع خلال شهر سبتمبر 2011 في انجاز 10 محطات لتحلية المياه كمرحلة أولى بطاقة إنتاج تفوق 36 ألف متر مكعب في اليوم حيث ستشمل 5 ولايات وهي قفصه و قابس ومدنين وتوزر وقبلي إضافة إلى انجاز 8 محطات أخرى كمرحلة ثانية بداية من جانفي من سنة 2012 بطاقة إنتاج تفوق 32 ألف متر مكعب في اليوم. كما أفادنا السيد عبد الرزاق الميساوي أن تكلفة الانجاز في المرحلتين تقدر ب120مليون دينار مقدمة من البنك الألماني لإعادة الإعمار إضافة إلى أنه سينطلق العمل خلال شهر جانفي سنة 2011 في انجاز محطة تحلية بجربة بطاقة إنتاج تصل إلى 50 ألف متر مكعب في اليوم.