هيمنة رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني على التلفزيون في إيطاليا هي موضوع الفيلم الوثائقي الجديد "فيديوقراطية" الذي يظهر كيف استطاعت امبراطورية برلسكوني تشكيل الاعلام والثقافة في إيطاليا على مدى أكثر من 30 عاما. وتم عرض "فيديوقراطية" وهي كلمة تشير إلى هيمنة الفيديو في مهرجان البندقية السينمائي السادس والستين. ويمزج الفيلم بين صور فتيات استعراض شبه عاريات كثيرا ما يظهرن في التلفزيون الايطالي ومقتطفات من مقابلات صحفية ومناسبات ظهر فيها برلسكوني مع شخصيات شهيرة أو تطمح للشهرة تلفزيونيا. ويرى المخرج الفيلم إريك جانديني الذي ولد ونشأ في إيطاليا لكنه يعيش حاليا في السويد أن رسالته واضحة ومفادها أن إيطاليا الان "جمهورية تلفزيونية" يجسدها برلسكوني ويمتزج فيها الترفيه بالسياسة. ويقول جانديني إن من أمثلة ذلك إسناد وزارة تكافؤ الفرص في حكومة برلسكوني حاليا إلى امرأة كانت فتاة للاستعراض. ويشير "فيديوقراطية" إلى توغل التلفزيون في حياة الايطاليين مما جعله في عيون كثيرين خاصة الشباب منصة الانطلاق للفوز بالمال والشهرة بسرعة. وقال جانديني في مقابلة مع رويترز "لدينا صورة لجيل مهووس للغاية بالماركات المعروفة وبمظهره الخارجي ولا يهتم كثيرا بالسياسة ولا بالعالم". وأضاف "لدينا بلد دخل ثقافيا في فقاعة من القيم أطلق عليها اسم فيديوقراطية تمثل فيها الصورة كل شيء". ويقول إن التليفزيون هو مصدر المعلومات الرئيسي بالنسبة إلى 80 في المئة من الايطاليين لذا تتسع هيمنته بشكل كبير. ومضى قائلا "الناس لا يقرأون الكثير من الصحف. التلفزيون هو وسيلة الاعلام ذات التأثير الاكبر.. ولذا فإن نفوذ برلسكوني قوي جدا". وأضاف "ما يعرضه التلفزيون موجود وما لا يعرضه لا وجود له". وجنى برلسكوني "72 عاما" امبراطور الاعلام الذي تولى رئاسة الوزراء ثلاث مرات ثروة من وراء التلفزيون التجاري الذي دخل إيطاليا على يديه في أواخر سبعينيات القرن العشرين. وتملك امبراطورية "ميديا سيت" الاعلامية التي يملكها برلسكوني أكبر ثلاث شبكات خاصة في إيطاليا. وتمثل ميديا سيت والقنوات الثلاث التابعة للتلفزيون الحكومي 90 في المئة من إرسال التلفزيون في إيطاليا كما يسيطر برلسكوني عليها إلى حد كبير بحكم منصبه. وينفي برلسكوني وجود أي تضارب للمصالح ويقول إنه لا يتدخل في برامج ميديا سيت أو التلفزيون الرسمي. ورفضت الجهتان بث إعلانات تروج لفيلم "فيديوقراطية" الذي لقي إشادة واسعة في مهرجان البندقية وبدأت دور السينما الإيطالية في عرضه.