تمكن 33 عاملاً محاصرين على عمق كبير تحت الأرض بأحد المناجم شمال العاصمة التشيلية سانتياغو، من إرسال رسالة مصورة إلى ذويهم الخميس، فيما تتواصل أعمال إنقاذهم من المنجم المحاصرين فيه منذ الخامس من أغسطس/ آب الجاري. ونجح العمال المحاصرين تحت عمق يصل إلى 2300 قدم تحت الأرض، أي ما يعادل حوالي 700 متراً، في تصوير فيديو عالي الوضوح، مدته 25 دقيقة، حيث وجه كل منهم من خلاله رسالة إلى أسرته، وقاموا بإرسال الفيديو إلى السطح عبر أنبوب ضيق يتم تزويدهم بالغذاء والأدوية من خلاله. وتم عرض الفيديو على أفراد عائلات العمال المحاصرين، الذين أقاموا مخيماً مؤقتاً للإقامة فيه قرب المنجم، أطلقوا عليه اسم "معسكر الأمل" Hope Camp، ورفضوا العودة إلى منازلهم إلى أن يتم إنقاذ ذويهم. وقال مسؤول محلي إن الفيديو يتضمن أيضاً صوراً للمكان الذي يعيش فيه العمال، وأماكن تناولهم الطعام وممارسة الرياضة والنوم. ويتولى رئيس دورية العمال في منجم "سان خوسيه للنحاس والذهب"، قيادة العمال المحاصرين، بينما يتولى آخر، لديه خبرة في أعمال التمريض، تقديم المساعدة الطبية والنفسية لزملائه. كما اختير ماريو غوميز، البالغ من العمر 63 عاماً، وتمتد خبرته في العمل بقطاع المناجم لنحو 50 عاماً، ك"زعيم روحي" للمجموعة، حيث يعتمد عليه الآخرون في تقديم النصائح لهم. ومن المتوقع أن يقوم أحد العمال، وهو من المعجبين بنجم الغناء الأمريكي الراحل ألفيس بريسلي، بقيادة المجموعة في أمسية غنائية للترفيه عنهم. وجرى تقسيم المجموعة إلى فريقين لتناوب العمل داخل المنجم، بينما يذهب الفريق الآخر إلى النوم، كما قدم الأطباء عدة نصائح لهم للمحافظة على المساحة المحدودة المحتجزين بها نظيفة، حيث تم تخصيص جزء منها كمرحاض.
وكان العمال ال33 قد علقوا في المنجم منذ الخامس من أغسطس/ آب الجاري عقب انهياره، ويمكن أن تستغرق عملية إنقاذهم نحو أربعة شهور، بحسب ما أفاد مسؤول عمليات الإنقاذ، أندريس سوغاريت. وتمكن العمال المحاصرون، في وقت سابق، من إرسال رسالة مكتوبة بخط اليد، عبر الأنبوب ذاته، حيث أفادوا في الرسالة التي رفعها الرئيس التشيلي، سيبستيان بينيرا، أمام كاميرات التلفزيون، بأنهم جميعاً بخير.
