ما زالت الدعوة التي أطلقها القس تيري جونز خادم كنيسة دوف التبشيرية في ولاية فلوريدا الأمريكية إلى إحراق القرآن الكريم تلقى المزيد من الإدانة والاستنكار في أوساط المسيحيين السوريين خاصة بعد البيان الصادر عن مطارنة دمشق في الثالث والعشرين من آب/أغسطس الماضي وهو ما فتح الباب على ردود من قبل كتاب مسيحيين وعلمانيين سوريين تدين تصريحات القس وعلمت وكالة (آكي) الإيطالية للأنباء أن معظم الكنائس في مختلف المحافظات السورية تلقت هذه الدعوة بكثير من الاستغراب والاستهجان، ودعا آباء الكنيسة ورعاتها في عظاتهم الأسبوعية إلى التنبه والحذر إزاء ما يراد تمريره وإثارته من فتنة ما بين المسيحيين والمسلمين وجدد المطران جوزيف عبسي، الوكيل البطريركي لطائفة الروم الملكيين الكاثوليك بدمشق، الدعوة لأبناء الطائفة لإقامة الصلاة في يوم الحادي عشر من أيلول/سبتمبر الجاري في جميع الكنائس "من أجل أن يديم الله تعالى الوفاق والمحبة والأخوة والتكاتف فيما بين المسيحيين والمسلمين في العالم أجمع وفي بلدنا الحبيب سورية" وفق قوله وأضاف عبسي "إن جميع أساقفة دمشق أجمعوا على أن هناك من صمم على زرع الخلاف بين المسيحيين والمسلمين وعلى جعلهم يتصادمون بجميع الأشكال الممكنة"، وشدد على رفض المسيحيين في سورية "لأي دسائس من هذا النوع" بين أبناء الوطن، وحث على ضرورة التنبه منها، ورأى بدوره أن دعوة القس جونز "لن يكون الأخير في هذا السياق" حسب تعبيره من جانبه أكد المطران موسى الخوري، راعي أبرشية دمشق للروم الأرثوذكس، لوكالة (آكي) الايطالية أن موقف الكنيسة بكل ألوانها من المسلمين "معروف ونهائي وملتزم وأمين، وهو موقف الاحترام والأخوة والانفتاح والتعاون والتآزر، كما عبّر مطارنة دمشق في بيانهم"، ودعا إلى "التصدي لأي تشويه للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، وإدانة أي مساس بعلاقة الأخوة بينهم، كما أُدينت تصريحات ومواقف القس تيري جونز" حسب قوله إلى ذلك سيبدأ الكاتب والصحفي السوري وليد معماري حملة إعلامية ضد المساس بالمعتقدات الدينية للمسلمين