قناة العربية.. تتخلى عن عاشق الإثارة وعدو المقاومة!!..
الحوار نت: - استقال أو أقيل أو أجبر على الاستقالة- هذا لا يهم، الأهم أنّ أحد أكثر الإعلاميين إثارة للجدل نحي أو تنحى مرغما عن إدارة قناة العربية، فقد بات من حكم المحصل أنّ السعودي المنشأ، الهندي الأصل عبد الرحمن الراشد غادر المقر الرئيسي للقناة الواقع بمدينة دبي للإعلام، والتي يمولها مركز تلفزيون الشرق الأوسط ومجموعة الحريري وعدّة جهات أخرى هذا ظاهرالأمر، لكن الأصل يفيد أنّ القناة تخدم أجندة بعض الليبراليين في العائلة السعودية المالكة وهم من تخلّوا عن مديرها السابق وزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلّاب وجلبوا الراشد للالتقائهم معه في الأفكار والتوجهات.
عرف الراشد بعدائه الكبير لكل ما هو إسلامي محافظ، كما عرف بمحاربته المستمرة والمستميتة لثقافة المقاومة ناهيك أنّه من متزعمي جبهة العداء لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان وحتى أفغانستان والعراق، وقد أشرف بنفسه على إنتاج عدّة برامج تخدم الغرض، وكان مع شركائه الليبراليين الأثرياء وراء غربلة الكثير من المصطلحات وإقصائها من القناة لعل أبرزها توصياته الصارمة بعدم إطلاق كلمة الشهادة على ضحايا المجازر الإسرائيلية.
الرجل صاحب الأصول الهندية والذي وجد نفسه فجأة على رأس أغنى القنوات العربية وأكثرها سيولة وإغداقا على من يخرق الإجماع ويمسّ الثوابت، هذا الرجل اعتمد الإثارة لجلب أنظار الجمهور وذلك للتغطية عن الشغور المتأتي من انصرافه عن نصرة قضايا الأمة الحقيقية والانخراط في مشاغلها وهمومها، لا بل تعداها إلى العبث بها ومحاولة تمييعها وتفريغها من مضامينها والسعي بكل قوة لصرف المواطن العربي عنها.
لم يكن هذا ليعجل برحيل الراشد لأنّه مدعوما وبقوة من بعض الأمراء، لكن يبدو أنّ الرجل خلط الأمر وفشل في التدرج ووسع من رقعة حربه ليستهدف عدّة جهات في المملكة ولم يقتصر الأمر على هيئة الأمر بالمعروف التي ركز عليها بتوصيات عليا والتي بدورها تقاطعت مع فكره وتوجهاته.. إجماع الشركاء على تشويه الهيئة والنيل منها وإضعافها استعدادا لمنعها كليا لم يصمد حين اصطدم بجهات أخرى اعتقد الراشد أنّها مكشوفة أمامه وأنّها مشروع حملة جديدة ليفاجئ بأنّه قد دخل في صدام مع جهات مسنودة وليست في متناول نيرانه فأودت به قبل أن يودي بها.
الثابت أنّ أحد صُنّاع الإثارة وأحد أكثر المسؤولين تطويعا للإعلامي وإخضاعه للحسابات الخاصة واستعماله كأداة ضغط وابتزاز وتشهير قد رحل عن القناة، فهل ستخلع العربية عنها رداء الإثارة وتصفية الحسابات وتنخرط بجدية في الدفاع عن قضايا الأمة .