أثارت دعوة النائبة الأولى لرئيس المجلس الوطني التأسيسي محرزية العبيدي الإعلاميين إلى الالتزام بالعمل في غرفة خاصة بهم جدلا واسعا وتنديدا أوسع بين الصحفيين والنواب على حد السواء... إعلاميون من مختلف الوسائل الإعلامية يتواجدون بشكل يومي داخل أروقة المجلس من أجل تغطية الأشغال ومواكبتها ونقلها...حضور أثار حفيظة محرزية العبيدي التي اعتبرت ذلك مثيرا للقلق بالنسبة إلى عدد من النواب، وصرحت اليوم لإحدى الإذاعات الخاصة أن تعليق الأمس هو مجرد إنذار شفوي وسيتم العمل على إقراره رسميا !!. "الجريدة" تحرت من الخبر وكان لها لقاء مع عدد من النواب الذين أجمعوا على أنهم "ضد التضييق على الصحفيين"، حيث استغرب النائب اياد الدهماني على سبيل المثال تصريحات النائبة الأولى لرئيس المجلس التي تدعو إلى تقييد حركة الصحفيين داخل المجلس في غرفة خاصة ،واعتبر الاجراء عدم تمكين للصحفيين من النفاذ إلى المعلومة من مصدرها ،ودعا النائب إلى عدم تجسيم هذه التصريحات إلى إجراء عملي مؤكدا أنه إذا طرحت المسالة للنقاش داخل هياكل المجلس فنواب الحزب الجمهوري سيعترضون وسيعمل على ايجاد الأغلبية الضرورية لإلغائه . مبدأ الإقصاء رفضه أيضا رئيس الكتلة الديمقراطية محمد الحامدي الذي اعتبر أن حضور الإعلام ومواكبته للأشغال مهمة للرأي العام وأكد في ذات السياق أنه ضد أي تضييق على أعمال الإعلاميين... من جهته اعتبر النائب نعمان الفهري ان حرية الإعلام واجب مقدس في الديمقراطية، وعارض كل ما من شأنه الحد من حرية الإعلام والإعلاميين بما في ذلك التنقل داخل المجلس. وبين الفهري أن دور الإعلاميين هو نقل كل ما يجد في كواليس المجلس دون التقيد بالجلسة العامة ، وأشار إلى أن" الإعلام مرأة المجتمع تعكس الايجابيات والسلبيات لكن اذا كان الإعلام غير نزيه يجب دعوته الى نقل الوقائع وليس انطباعات"، وحيا الفهري مهنية أغلب الاعلاميين الموجودين ونبّه البعض الآخر إلى ضرورة انتهاج مبدأ الحياد. من جهة أخرى أيدت النائبة هاجر عزيز قرار محرزية العبيدي واعتبرت ان القمع ليس من أخلاقيات محرزية العبيدي وشددت في الآن ذاته على ضرورة تخصيص مكان للصحفيين. وفي سياق متصل وقع الصحفيين الملتزمون بتغطية أعمال المجلس عريضة نددوا فيها بمثل هذه الممارسات، ودعوا الى تفهم طبيعة أعمالهم التي تحتم تنقلهم داخل المجلس.