حركة ''الشكوطوم''.. عبارة ستجد رواجا كبيرا خلال الأيام القادمة بل ولاشهر طويلة لدى شق كبير من المواطنين وعلى صفحات الشبكات الاجتماعية على الانترنات سيما لدى المناهضين لحركة النهضة. فعقب التقرير الذي مررته قناة ''التونسية'' حول تلقي عدد من أنصار النهضة لأموال وعلب البسكويت مقابل مشاركتهم في مسيرة يوم السبت التي دعت لها الحركة بدأت حملة كبيرة شعارها الأبرز ''حركة الشكوطوم". طبعا لن نخوض في تفاصيل الحادثة ولكن سنركز على جانب آخر من المسألة وهو الذي يهم الاتصال السياسي وهذه العبارات "السياسية" الجديدة التي ولجت القاموس السياسي بعد الثورة وهي عبارات مهينة وتهدف لتشويه الصورة. وبالعودة للحملات الانتخابية قبل 23 أكتوبر يمكن ان نلاحظ أن حركة النهضة وقواعدها اعتمدوا على مثل هذه العبارات "السهلة الحفظ" والحاملة لدلائل سياسية يمكن ان تصل للمواطن البسيط الذي يفتقد للثقافة السياسية بكل يسر وترسخ لديه قناعة ورسالة أريد ايصالها عبر تلك العبارة. فمثلا لعبت عبارة "حزب الكسكروتات" الذي أطلق انذاك على الحزب الديمقراطي التقدمي والذي كانت قواعد النهضة وراء ترويجه دورا حاسما في تشويه الحزب الذي يدرك اغلب المتابعين دوره الريادي في مقاومة الديكتاتورية. كما كانت حركة النهضة وراء اطلاق عبارة "صفر فاصل" (استعملها عديد القياديين في النهضة في منابر اعلامية) على المعارضة بغرض تقزيمها وتشويهها. هذا إلى جانب عبارات أخرى لم يتوانى أنصار النهضة على استعمالها ضد احزاب المعارضة وعدد من رموزها من قبيل "حزب المولوتوف" أو "داء تونس" ضد حركة نداء تونس و"حزب الهمال" في تشبيه مشوه لحزب العمال و"الثقب الديمقراطي" ضد القطب الحداثي الديمقراطي وغيرها من النعوت والتشبيهات التي تحمل في طياتها اهانات وتشويه ورسائل سياسية موجهة. هذه النوع من الاتصال السياسي الذي يصفه البعض ب"القذر" والذي يهدف لتشويه وتقزيم الخصوم السياسيين خدم حركة النهضة خلال الانتخابات الفارطة خاصة مع قلة الوعي السياسي لدى شرائح كبيرة من الشعب التونسي يبدو انه سيتحول لسلاح مضاد خاصة مع تمكن قوى المعارضة من اكتساح ميدان الشبكات الاجتماعية الذي كان حكرا على حركة النهضة وهو ما يوحي بانقلاب السحر على الساحر. فهل تكون عبارة ''حركة الشكوطوم'' ترجمانا للمثل الشهير "كما تولون يولى عليكم".