حذر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة في حوار لجريدة "الشروق الجزائرية" السلفيين التونسيين من القيام بمحاولة لزعزعة استقرارا البلاد، وذلك على خلفية دعوة زعيم أنصار الشريعة أبو عياض ل12 ألف جهادي تونسي في سوريا في صفوف تنظيم "القاعدة" بالعراق ، للعودة إلى تونس، مشيرا إلى أنه إذا حصلت هذه الدعوة فإنهم يقولون لهؤلاء إنهم مخطئون فيما يفكرون فيه، "وإنهم سيرتكبون عملا يخالف الشريعة التي تحرّم دم المسلم وتمنع العدوان في كل الحالات." ويذكر أن أحد قياديي أنصار الشريعة أكد في تصريح إذاعي أن خبر دعوة أبو عياض ل 12 ألف تونسي في سوريا للعودة إلى تونس "لا أساس له من الصحة". وأشار الغنوشي إلى أن تونس "تمر بمحطة من محطات التحول الديمقراطي، لكنها مؤلمة، وتمثل طعنة شديدة في جسم الثورة والحكومة، وهي محطة ليست غريبة في تاريخ الثورات السياسية، و لكن هذا الأسلوب غريب عن تقاليد تونس." وقال أيضا أن حمادي الجبالي تصرّف من موقعه كرئيس للحكومة في يوم شهدت البلاد وحكومته، هزّة عنيفة باغتيال السياسي شكري بلعيد، الأمر الذي جعل ردّ فعل الجبالي في نفس اليوم، هو الدعوة إلى تشكيل حكومة تكنوقراطية في محاولة لامتصاص الغضب. مضيفا أن حمادي الجبالي سيعلن خلال الساعات المقبلة عن فشل مبادرته، وسيباشر الحوار مع مختلف الأحزاب السياسية لتشكيل حكومة وفاق وطني،" التي نرى أنها ضرورية و أساسية في المرحلة القادمة".. كما نفى الغنوشي وجود تصادمات داخل حركة النهضة، "وكل ما في الأمر هو تبادل وجهات النظر و مناقشات لإيجاد مخرج للأزمة التي تعرفها تونس وسيتم حسم الأمور قبل نهاية الأسبوع الجاري، لأن وضع البلاد لا يحتمل الانتظار أكثر ". ومن جهة أخرى قال إن ربط المليشيات بحركة النهضة اتهامات كاذبة وباطلة تندرج ضمن التجاذبات السياسية الحاصلة في البلاد، وأنه لا توجد في تونس ميليشيات، "وكل ما في الأمر أن أحزابا تؤجّر ما يسمى "البلطجية" بالمال في كل مناسبة، لكن الحديث عن وجود مليشيات منظمة ومدربة فذاك غير صحيح". واعتبر الغنوشي أن رابطات حماية الثورة هي لجان متعددة وليست جسما واحد، "وهي جمعيات معترف بها قانونا وليست مسلحة كما يتم الترويج له، وللتذكير بعض أفراد وعناصر هذه اللجان يقبعون في السجن بتهمة العنف، ولا أحد فوق القانون".