عرفت حركة وفاء رجة سياسية جديدة بعد انتقال حمى الاستقالات إليها مما يهدد استقرارها داخل المجلس الوطني التأسيسي ،فقد أعلن أمس ثلاثة أعضاء ، في ندوة صحفية ،عن استقالاتهم الرسمية، وعلى خلفية ذلك كان ل"الجريدة" الحوار التالي مع احد المستقيلين من حركة وفاء وهو ناصر البراهمي. ما هي الأسباب الحقيقية للاستقالة من حركة وفاء؟ منذ أكثر من سبعة أشهر وأنا أفكر في الانسحاب من حركة وفاء و السبب الرئيسي للاستقالة ومن الكتلة النيابية للحركة بالمجلس هو انحراف الحركة عن خطها السياسي الأصلي و خروجها عن مبادئها ... لأن الحركة تأسست في الأصل لتكون مستقلة عن كل الأحزاب السياسية و هي ليست بحركة ايديولوجية أو عقائدية إلا أن خطابتها وبرامجها أصبحت تتبنى مشاريع حركة النهضة وكذلك تميزت خطابات الحركة في الفترة الأخيرة بالعنف والعدائية لبعض الأحزاب. كما استقال أيضا السيد العربي بن حمادي عضو الهيئة التأسيسية للحركة و السيدة حسناء مرسيط نائبة بالمجلس و عضو في الهيئة التأسيسية للحركة لنفس الأسباب . كيف تفسر ما يروج من أن حركة وفاء هي الجناح الثاني لحركة النهضة ؟ الأكيد أن حركة وفاء أصبحت تابعة و على يمين حركة النهضة وذلك من خلال تبنيها لمشروع تحصين الثورة الذي أعدته حركة النهضة دون استشارة حركة وفاء ،هذا إلى جانب مشاركتها في حملة "اكبس" التي نظمها أنصار النهضة .كما عملت حركة وفاء في الفترة الأخيرة على تأثيث محاضرات و ندوات لروابط حماية الثورة وقبول مشاركتهم وإشرافهم على مؤتمر المحاسبة الذي نظمته حركة وفاء. من جهة أخرى، رحبت قيادات الحركة بانخراط روابط حماية الثورة و بإشرافهم على بعض مكاتب الحركة بالجهات على غرار بنزرت و بن عروس. كيف كان موقف الأمين العام عبد الرؤوف العيادي إزاء حياد الحركة عن مسارها ؟ يرى الأمين العام للحركة عبد الرؤوف العيادي أن تقدم عمل الحركة يكون في إطار ما يسمى ب"المشروع الإسلامي" الذي في رأيه لم يفشل ،بينما فشلت بقية المشاريع الأخرى مثل المشروع الليبيرالي و المشروع الاشتراكي ،وهذا يؤكد أن الحركة حادت عن مبادئ خطابها و ممارستها لصالح القطب السياسي الديني بقيادة النهضة . ولضمان بقائها في هذا القطب تتعرض الحركة إلى ضغوطات و اختراقات عبر منخرطيها و أنصار روابط حماية الثورة وكذلك عبر قبول انخراط أشخاص رفضت الحركة انتماءهم مثل اسكندر رقيق الذي أجزمنا على أن انتماءه سيضر بالحركة و ذلك لأسباب أحتفظ بها . لكن الخطير أن حركة وفاء أصبحت من داخلها متشددة أكثر من النهضة. كيف ترى مستقبل حركة وفاء؟ في رأيي و بالتوجه الذي تتخذه قيادات حركة وفاء فإنه لا مستقبل لها حيث وضعت في إطار الموالين للنظام و التابعين لإيديولوجيات حركة النهضة ،كما أرى أن أزاد بادي ،الذي سيبقى صديقا، أنه انتهى سياسيا . ...و ملامح الحكومة القادمة ؟ بخصوص الحكومة الجديدة فإني مع تشكيل حكومة إنقاذ وطني، لكني أشك في قدرة علي العريض رئيس الحكومة المكلف،و وزير الداخلية على تحقيق ذلك و هو ما ستكشفه الأيام القادمة. وبخصوص نيتك الانضمام إلى حزب جديد ؟ سأبقى مستقلا ولن أنخرط في أي حزب إلى حين أن تنضح الوضعية أمامي، والأكيد أني سأنخرط بعد ذلك في حزب ديمقراطي "حداثوي" دون شك.