قال النائب المستقيل عن نداء تونس الصحبي بن فرج "أن ما يحدث اليوم في القصرين وما قد يحدث مستقبلا هو نتيجة طبيعية لمسار سياسي خاطئ، غريب بدأ منذ عام، كنا قد حذّرنا منه مرارًا وتكرارًا ". وأوضح بن فرج في تدوينة له على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي "عندما يتشكّل التحالف البرلماني حول اتفاق فضفاض بلا برنامج وأهداف محددة ويقتصر أساسا على المحاصصة الحزبية والسياسية والتوافقات الغامضة والسطحية، عندما تتنكر غالبية الطبقة السياسية لوعودها والتزاماتها الانتخابية بدون أي مجهود لتوضيح مقنع لأسباب تراجعاتها، عندما يضيّع الحزب الحاكم سنته الاولى في السلطة في مصارعة طموحات وحسابات من يعتقدون أنهم من ذوي الاولوية في السياسة والتعيين والسلطة ويتخلّى عن وضيفته الاساسية: الالتحام بالشعب وتوجيه الحكومة". وأضاف أنه "عندما يراهن الحزب الثاني على تعميق الانقسام داخل الحزب الاول ويحاول تفصيل المشهد السياسي على مقاسه، وعندما تكون الحكومة مكلفة فقط بتصريف الاعمال بدون سند حزبي قوي وبدون عقلٍ سياسي وبدون برنامج ملزم لها وبدون رؤية استراتيجية واضحة، وعندما يتلخص المشهد السياسي في حزبٍ فائز لا يحكم، وحزب منافس يتحكّم بدون أن يحكُم، وأحزاب مشاركة في الحكم بدون تصور للحكم وحكومة لا تحكم ولا تتحكم ولكن تتصرّف في السلطة التي تخلّى عنها أصحابها، وعندما نعجز جميعا عن صناعة وتسويق وإنجاز الحلم التونسي، عند ذلك، ومن أجل ذلك وأكثر من ذلك....لا بد أن تنعدم الثقة في السياسة والسياسيين، والحكومة والدولة برمتها.. عند ذلك نفتح بالضرورة الباب للفشل وللفوضى وللكفر بالديموقراطية، وعندها يخسر الشعب، وتخسر الدولة ويخسر السياسيون جميعًا...... خصوصًا المستفيدون حصريًّا من "الثورة".