كشفت بعض الوثائق المسربة أن زيارة رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي الى نيويورك لحضور المؤتمر السنوي للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي بلغت تكلفتها 120.000 دولار أي ما يعادل 200 ألف دينار تونسي. وهذا يتناقض مع الصورة التي يريد الرئيس أن يسوقها عن نفسه كرجل قريب من الشعب و يسعى الى التقشف والى الحفاظ على المال العام . وحسب ما أورده موقع "بيزنيس نيوز" فان هذا المبلغ كشفت عنه الوثائق الإدارية وفواتير الفنادق خلال إقامة الوفد التونسيبنيويورك في الفترة من 25 الى 29 سبتمبر 2012 بمناسبة انعقاد الدورة 67 للجمعية العامة للأمم المتحدة وبعد ذلك أدى رئيس الجمهورية رحلة إلى أمريكا الجنوبية زار خلالها البيرو في 30 سبتمبر والأورغواي في 2 أكتوبر قبل ان يتوجه إلى مالطا يوم 3 أكتوبر أين مكث الى غاية 6 أكتوبر. في نيويورك، ووفقا لذات المصدر، نزل الرئيس منصف المرزوقي في فندق والدورف أستوريا من سلسلة هيلتون، وهو أحد ارقى الفنادق الامريكية وتم حجز غرفة باسم الوفد التونسي (دون تحديد هوية معينة) للفترة من 18 سبتمبر الى 29 أكتوبر في حين أنه تم استغلالها لمدة 5 ليال فقط. وقد أظهرت الفواتير أنه تم دفع تسبقة أولى بمقتضى شيك يوم 20 سبتمبر وثانية في 24 سبتمبر،وتعتبر الإقامة مكلفة للغاية . كما أفاد الموقع أن الوفد المرافق للرئيس كان من ضمنه رفيق عبد السلام وزير الخارجية السابق والهادي بن عباس، واللذان أقاما في جناح آخر في فندق من سلسلة هيلتون أيضا ولم تتضمن الفواتير أسماءهم لكن تم خلاصها من قبل دافعي الضرائب في تونس ضمن فواتير وزارية. ووفقا لبيانات صحفية نشرت في ذلك الوقت فان الوفد التونسي حل بنيويورك يوم 25 سبتمبر. ومن المفروض أن يكون قد غادر الولاياتالمتحدة في 29 أو 30 سبتمبر بما أن بيانا من الرئاسة يشير الى وصول المرزوقي الى البيرو يوم 30 سبتمبر. وهذا يعني أنه تم حجز الأجنحة الرئاسية والوزارية لفترة طويلة، ولكن لم يتم استغلالها سوى لمدة خمسة أيام. ومهما كانت المدة المستغلة فان المبلغ الجملي يبقى 90 ألف دولار أي 140 ألف دينار. وعلاوة على تكلفة الاقامة الفندقية ، هناك مصاريف النقل وغيرها من الخدمات الباهظة مثل المكالمات الهاتفية وغيرها ، علما بأن زيارة الوفد التونسي الى أمريكا اللاتينية لا يعرف أحد الغرض منها ولا جدواها الى حد الآن . وقد تولت خلاص فواتير الفنادق والخدمات الديبلوماسية بالدولار مندوبيتنا في نيويورك مؤشرة من طرف المحاسب العمومي المكي المنصوري والسفير المقيم عثمان الجرندي الذي تم تعيينه بعد ذلك ، في مارس الماضي ، على رأس وزارة الشؤون الخارجية.