أكد الأمين العام لحزب حركة النهضة أنه لم يتم التطرق داخل حركة النهضة و في آخر اجتماع لمجلس الشورى إلى موضوع الترشح للرئاسة، باعتبار أنه لا بد من دراسته من كل الجوانب إضافة إلى أنه لم يحدد بصفة نهائية مشاركته في هذه الانتخابات من عدمها.. وأشار الجبالي إلى أن ترشحه للرئاسة هو "ابتلاء"، وإذا ما تأكد فإنه سيستغل هذا الموقع لخدمة البلاد و خدمة الائتلاف والتوافق، وسيسعى لألا يكون موقع صراع وصدام سواء مع الحكومة أو مع الأطراف السياسية، مشدّدا على أن تونس الآن تشتكي من هذا التشرذم والتجاذب مضيفا أن المرحلة المقبلة هي مرحلة بناء أسس الدولة الديمقراطية، ومرحلة القضايا الاقتصادية الملحة، يضاف لها القضية الأمنية الملحة الآن، وهذا يتطلب في رأيه وفاقا على مستوى الحكم وقاعدة الحكم من خلال رئاسة توافقية يكون الرئيس فيها لكل التونسيين بعيدا عن التجاذبات السياسية، بعيدا عن السطوة والسيطرة الحزبية. وبخصوص أحداث الشعانبي بيّن الجبالي إنها نقلة نوعية في الحياة السياسية التونسية وفي المجتمع التونسي، ''و بعد هذا التطور الخطير كان موقف الحكومة واضحا عبر التصدي بكل قوة لهذه العناصر بالذات في هيكلتهم، ووسائلهم وقياداتهم، ولا يمكن لأي حكومة في العالم أن تقبل رفع السلاح في وجهها أو في وجه مجتمعها وتبقى مكتوفة الأيدي تتردد وتقول بالحوار، لكن لا حوار ولا نقاش مع حامل السلاح إلى أن يضع سلاحه، وأي شيء آخر تخريب لمجتمعنا والدخول به في متاهات لا حد لها''. وحول "أبناء او أعداء الغنوشي من السلفيين" اعتبر الجبالي أنه لم يعد مقبولا أن تنوب هذه الجماعات سواء بخلفية دينية أو غيرها الدولة في مسألة الأمن وأن تدعي لنفسها أنها من منطلق ''الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر'' وفي سياق آخر، وفي تعليقه على المصافحة بين الشيخ راشد الغنوشي زعيم "النهضة" والباجي قائد السبسي زعيم "نداء تونس"، أكد الجبالي في حوار مطوّل مع جريدة "الشرق الاوسط"أنه لم يقع التخطيط لهذا للقاء وأن الاختلاف لا يمنع المصافحة أو الكلام أو حتى الضحك مع الخصم السياسي، ودعا إلى التوافق لأن " تونس لن تحكم إلا بالوفاق والتوافق"، وتوجه الجبالي بالقول إلى كل من يقولون بعدم إمكانية الحوار " إنكم في عالم متغير وأذكرهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتخاطب مع كل الناس، أصدقاء وأعداء ولا أرى أن هناك أعداء الآن.. الذي يصنف نفسه عدوا، هو من يتحمل مسؤوليته".