اختتم أمس الأحد مؤتمر السلام الذي احتضنته العاصمة الفرنسة باريس, و شهد المؤتمر مشاركة 70 دولة و منظمة عالمية , و جاء في البيان الختامي دعوة المشاركين طفي الصراع إلى التأكيد على تمسّكهما الكامل بحل الدولتين و الامتناع عن اتخاذ أية خطوات أحادية يمكن أن تؤثّر على سير المفاوضات بما فيهما بما فيها مفاوضات حول القدس و الحدود و الأمن و اللاجئين . و أكّد البيان على أن الحل الوحيد للصراع الفلسطيني الإسرائيلي والتوصل إلى السلام في الشرق الأوسط هو إنشاء دولة فلسطينية مستقلة "تتعايش مع إسرائيل جنبا إلى جنب. وأكد وزيرالخارجية التونسي خميس الجهيناوي خلال مشاركة تونس في المؤتمر على أهمية إيجاد حل للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية تحرر وطني وجدد دعم تونس للقضية الفلسطينية ولكل الجهود الهادفة إلى تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، مذكرا بمبادرة السلام العربية التي بينت التزام الدول العربية بالسلام الشامل والعادل كخيار استراتيجي. كما شدد وزير الخارجية على ضرورة الالتزام بقرارات الشرعية الدولية والمرجعيات الأممية التي نصت على حق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق جدول زمني محدد. تضاربت المواقف حول المؤتمر بل أن الموقف الأبرز كان للمشاركة البريطانية و الفرنسية فقد رفضت بريطانيا و تحفّظت على التوقيع على البيان الختامي و اعتبرت أن ذلك سيؤدّي إلى تشديد المواقف و أنه يأتي ضد رغبة الاسرائيليين و رأت بريطانيا أن الحل الأمثل هو العودة إلى المفاوضات الثنائية. في حين أكّد جان مارك ايرولت وزير الخارجية الفرنسي على ضرورة اعتماد حدود 1967 و حلّ الدولتين كما أشار إلى أن اهمال حل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي سيصب في مصلحة التطرّف . و جاء تصريحه العلني عن موقفه واضحا حين قال " نحن أصدقاء اسرائيل. و يأتي انعقاد مؤتمر باريس وسط تأملات و تطلعات فلسطينية و عربية بإعادة تدويل القضية الفلسطينية بشكل صحيح. كما عبّرت الدول المشاركة استعدادها لبذل جهود لتحقيق حل الدولتين والمساهمة الى حد كبير في ترتيبات لضمان استمرار الاتفاق وتقديم حوافز اقتصادية وتعزيز قدرات الدولة الفلسطينية. و يعكس فشل المؤتمر ضياع 8 سنوات جديدة مدة نيابة الرئيس الأمريكي اوباما . و بعد 24 سنة من توقيع اتفاق اوسلو لم يتحقق فيها السلام و واصلت اسرائيل سياستها في افتكاك الأراضي و بناء المستوطنات و تهويد القدس مما يجعل امكانية تحديد السلام لدولتين أمر مستحيل.