إنه زمن الإثارة والبُوزْ ليتحولّ النكرة إلى نجم …عدنان الشواشي    الاحتجاجات تمتد إلى جامعات جديدة حول العالم    المحمدية.. القبض على شخص محكوم ب 14 سنة سجنا    تالة: مهرجان الحصان البربري وأيام الاستثمار والتنمية    "سلوكه مستفز": الافريقي يطالب بتغيير هذا الحكم في مباراته ضد الصفاقسي    سوسة: ايقاف مروج مخدرات وحجز 500 قرصا مخدرا    حالة الطقس هذه الليلة    بتهمة التمييز... أربع صحافيات يقاضين "بي بي سي"    أسعار المعادن في العالم: الذهب والفضة الملاذات الآمنة والنحاس مقياس للصحة الاقتصادية    عاجل/ قضية "اللوبيينغ" المرفوعة ضد النهضة: آخر المستجدات..    مجلس وزاري مضيق: رئيس الحكومة يؤكد على مزيد تشجيع الإستثمار في كل المجالات    فاو: ارتفاع مؤشر أسعار الغذاء... اللحوم والزيوت النباتية والحبوب    ألكاراز ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة بسبب الإصابة    لجان البرلمان مستعدة للإصغاء الى منظمة "كوناكت" والاستنارة بآرائها    تونس تحي اليوم الوطني للدبلوماسية    توطين مهاجرين غير نظاميين من افريقيا جنوب الصحراء في باجة: المكلف بتسيير الولاية يوضّح    عاجل/ أعمارهم بين ال 16 و 22 سنة: القبض على 4 شبان متورطين في جريمة قتل    العثور على جثة آدمية مُلقاة بهذه الطريق الوطنية    ما قصة هروب افارقة من حافلة متجهة إلى ولايتي جندوبة والكاف ؟    حجز 67 ألف بيضة معدّة للإحتكار بهذه الجهة    نتائج قرعة الدورين ثمن وربع النهائي لكاس تونس لكرة القدم    القصرين: اضاحي العيد المتوفرة كافية لتغطية حاجيات الجهة رغم تراجعها    الرابطة الأولى: النادي البنزرتي يستضيف الأولمبي الباجي في حوار فض الشراكة في الصدارة    الرابطة الأولى: تعيينات حكام مقابلات الجولة الثانية إيابا لمرحلة تفادي النزول    كرة اليد: بن صالح لن يكون مع المنتخب والبوغانمي لن يعود    مراسلون بلا حدود: تونس في المرتبة 118 في التصنيف العالمي لحرية الصحافة لسنة 2024    بطولة افريقيا للسباحة : التونسية حبيبة بلغيث تحرز البرونزية سباق 100 سباحة على الصدر    السعودية: انتخاب تونس رئيسا للمجلس التنفيذي للمركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد"    منظمة إرشاد المستهلك:أبلغنا المفتي بجملة من الإستفسارات الشرعية لعيد الإضحى ومسألة التداين لإقتناء الأضحية.    جندوبة: 6 سنوات سجنا وغرامة مالية لممثّل قانوني لجمعية تنموية    وزارة الفلاحة ونظيرتها العراقية توقعان مذكرة تفاهم في قطاع المياه.    الحمامات: اختتام فعاليّات الصالون المتوسّطي للتغذية الحيوانيّة وتربية الماشية    الحماية المدنية:15حالة وفاة و500إصابة خلال 24ساعة.    188 قتيلا في فيضانات جراء الأمطار بكينيا..#خبر_عاجل    قرعة كأس تونس 2024.    مواطنة من قارة آسيا تُعلن إسلامها أمام سماحة مفتي الجمهورية    صندوق النقد الدولي يدعو سلطات هذه البلاد الى تسريع الاصلاحات المالية    التلقيح ضد الكوفيد يسبب النسيان ..دكتور دغفوس يوضح    أعمارهم بين 13 و16 سنة.. مشتبه بهم في تخريب مدرسة    جدل حول آثار خطيرة للقاح أسترازينيكا مالقصة ؟    أبل.. الأذواق والذكاء الاصطناعي يهددان العملاق الأميركي    دراسة صادمة.. تربية القطط لها آثار ضارة على الصحة العقلية    خطير/ خبير في الأمن السيبراني يكشف: "هكذا تتجسس الهواتف الذكية علينا وعلى حياتنا اليومية"..    خطبة الجمعة ..وقفات إيمانية مع قصة لوط عليه السلام في مقاومة الفواحش    اليونسكو تمنح جائزة حرية الصحافة للصحافيين الفلسطينيين    عاجل/ اكتشاف أول بؤرة للحشرة القرمزية بهذه الولاية..    عاجل/ الأمن يتدخل لاخلاء محيط مقر مفوضية شؤون اللاجئين في البحيرة من الأفارفة..    زلزال بقوة 4.2 درجة يضرب إقليم بلوشستان جنوب غرب باكستان    العمل شرف وعبادة    ملف الأسبوع .. النفاق في الإسلام ..أنواعه وعلاماته وعقابه في الآخرة !    "أنثى السنجاب".. أغنية أطفال مصرية تحصد مليار مشاهدة    وزارة الشؤون الثقافية تنعى الفنان عبد الله الشاهد    وفاة الممثل عبد الله الشاهد‬    صفاقس : غياب برنامج تلفزي وحيد من الجهة فهل دخلت وحدة الانتاج التلفزي مرحلة الموت السريري؟    موعد عيد الإضحى لسنة 2024    وفاة الروائي الأميركي بول أستر    ''أسترازنيكا'' تعترف بأنّ لقاحها له آثار قاتلة: رياض دغفوس للتونسيين ''ماتخافوش''    وفاة حسنة البشارية أيقونة الفن الصحراوي الجزائري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الصّباح» ترصد آراء سياسيين عرب وفلسطينيين وخبراء دوليين
ملفات «الصّباح»:مؤتمر أنابوليس... بين خيار الدولة الفلسطينية والفوضى الدولية
نشر في الصباح يوم 27 - 11 - 2007

بين اللامبالاة وبين الكثير من الشكوك والتساؤلات المشروعة وبين بقية خيط امل رفيع تتجه الانظار اليوم الى مؤتمر انابوليس الذي يجمع ولاول مرة الاسرائيليين والفلسطينيين وستة عشرة دولة عربية بينها الرياض ودمشق فيما اختارت بيروت او ربما دفعت الى اختيار المقاطعة لمؤتمر لا تريد له ان يرتبط بازمتها السياسية الراهنة.
ولعل الفرق المسجل بين هذا المؤتمر وبين مختلف المؤتمرات واللقاءات التي سبقته على مدى خمسة عشر عاما مضت منذ مؤتمر مدريد ان السرية والتكتم لم تعد طابع هذه اللقاءات وخاصيتها. وقد نجحت اسرائيل قبل بداية انطلاق المؤتمر في تسجيل نقطة لصالحها بعد ان اعلنت كل من السعودية وسوريا المشاركة في المؤتمر حتى وان كان مستوى الحضور بينهما متفاوت.
واذا كان البعض ينظرون بعدم الرضا الى هذا التحول في المواقف فان الكثيرين يعتبرون ان في الحضور السعودي والسوري ضمان لعدم الانسياق وراء أي نوع من التطبيع المجاني الذي لن تقبل به سوريا تحت أي نوع من الضغوطات طالما لم تتضح المواقف من قضية الجولان المحتل وطالما بقيت المبادرة العربية التي تقدمت بها السعودية مجرد وثيقة تلجا اليها اسرائيل للمناورة وربح المزيد من الوقت...
صحيح ان الفلسطينيين لن يستفيقوا اليوم للاحتفال بقيام الدولة الفلسطينية او بزوال شبح الاحتلال المهيمن على اعينهم ولكنهم سيستفيقون لتشييع جثامين الشهداء الذين سقطوا على يد قوات الاحتلال الاسرائيلي عشية افتتاح المؤتمر مما يجعل حتى اكثر الغارقين في الاحلام والاوهام لا يتوهمون ان يمنح اللقاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة او يعيد لهم ماسلب منهم منذ عقود طويلة، فلا الراي العام الاسرائيلي ولا القيادات الاسرائيلية مستعدة لاكثر من تنازلات محدودة لا يمكن ان تهيء لاقامة الدولة الفلسطينية ولا الادارة الامريكية لديها ما يكفي من الارادة لفرض أي نوع من الضغوط على الجانب الاسرائيلي خلال المدة المتبقية للرئيس بوش في البيت الابيض وسيجد اولمرت وجماعته في المترشحين لسباق الانتخابات الرئاسية الامريكية من الحزبين ما يكفي من الدعم والتاييد لانقاذه في الوقت المناسب ولا الجانب الفلسطيني بدوره في موقع يؤهله لاكثر من الموافقة على الحضور للتاكيد امام الراي العام الدولي على مواقفه ومبادئه من قضيته التاريخية...
وسواء كان اختيار الادارة الامريكية مدينة انابوليس لاحتضان هذا المؤتمر للتنصل من ضلال اخفاقات كامب دافيد الثاني او في محاولة لتشخيص جهود الرئيس الامريكي جورج بوش والناي بها عن سلفه بيل كلينتون او سواء اريد لهذا لاختيار ان يكون مرتبطا بالمدينة التي شهدت عديد الاحداث التاريخية الهامة واطلق عليها عاصمة السلام قبل ثلاثة قرون عقب توقيع معاهدة باريس التي وضعت حدا للحرب الثورية ضد بريطانيا فان مدينة انابوليس حيث مقر الاكاديمية البحرية العسكرية الامريكية لا توشك ان تسجل منعرجا حاسما في مسيرة القضية الفلسطينية...
وبعيدا عن استباق الاحداث وفي انتظار ما يمكن ان يعود به المسؤولون الفلسطينيون من وعود جديدة من هذا المؤتم رفان التغييرات الملموسة على ارض الواقع وحدها ستكون الفيصل والحكم على سباق التحضيرات التي سبقت المؤتمر وما تخلله خلال اشهر من جولات وزيارات مكوكية ومن لقاءات بين الاطراف المعنية لتؤكد جدوى الرهان على المفاوضات وعلى الحلول الديبلومايسية عندما لا تكون الشرعية الدولية هي الاساس والمرجع في كل التحركات وفي كل ذلك تبقى الحقيقة الوحيدة الثابتة ان القضية الفلسطينية ليست قضية جيل واحد ولا هي ملك قيادة او زعامة او فصيل دون غيره. فالزعامات والاسماء تاتي وترحل ليبقى الشعب الفلسطيني باجياله المتعاقبة دوما الاقدر على تحمل الامانة وتحديد الخيار الانسب لمواصلة مسيرته النضالية في كل الظروف وفي كل الاوقات... فقد لا تكون انابوليس اكثر من محطة اخرى في رحلة مفاوضات تابى ان تنتهي وفقا للعدالة الدولية، ولكنها قد تكون بالتاكيد محطة اساسية من اجل وضع النقاط على الحروف وتصحيح الاخطاء السابقة وتحديد الخيارات المستقبلية الصائبة بعد كل الاختبارات التي مر بها الفلسطينيون على مدى السنوات الماضية... ومن هذا المنطلق كان هذا الملف الذي جمع عددا من الوجوه السياسية والديبلوماسية والخبراء الفلسطينيين والدوليين في محاولة لرصد آفاق ما بعد انابوليس والخيارات البديلة..

السفير الفلسطيني سلمان الهرفي:
«لا نملك خيار التخلف عن المؤتمر»
«حق العودة مقدس وليس منة من أولمرت»
* ماذا يعني استباق اولمرت مؤتمر انابوليس باشتراطه الحصول على اعتراف فلسطيني بيهودية اسرائيل؟
هذا هذيان سياسي...
اولا اسرائيل للاسرائيليين ولكافة مواطنيها وهذه ليست نقطة خاضعة للنقاش لان معنى ذلك اقرار دولي بالقوانين العنصرية الاسرائيلية التي تعشعش في ادمغة قادتها ومعنى ذلك اقرار من جانب المجتمع الدولي بسياسة الترانسفير لاكثر من مليون ونصف المليون فلسطيني وغيرهم ممن ليسوا يهودا..
ثانيا عندما يتوصل السيد اولمرت لتحديد ما هو يهودي عندها يمكن ان يطرح علينا يهودية الدولة، هم عجزوا عن تحديد من هو يهودي ومن هو اسرائيلي
ثالثا حق العودة حق مقدس وهذا ليس منة من اولمرت او غيره وقد اعترفت به الشرعية الدولية ولا يمكن التنازل عنه
* بماذا تذهبون الى انابوليس ولماذا هذا الاصرار على الحضور العربي في هذا اللقاء؟
نحن لا نصر على حضور احد ولم نطلب حضور احد والجامعة العربية ومجلس وزراء الخارجية العرب هم الذين يقررون الحضور من عدمه نحن كفلسطينيين لن نترك أي اجتماع يعالج قضيتنا دون حضورنا مهما كانت نتائجه..
والجانب الوحيد الذي اعلن موقفه من البداية هو الجانب الفلسطيني وقد قال الرئيس محمود عباس "لن نذهب من اجل الصور او من اجل الاجتماع "نريد تجنب الفشل نحن من دفع ثمن فشل المحاولات السابقة بعد كامب دايفد فقدنا الصف الاول من قيادتنا من الزعيم عرفات الى ابو علي مصطفى الى الشيخ احمد ياسين وغيرهم
وسجلنا اكثر من ستة الاف شهيد وخمسة وستين الف جريح وتداول على السجون اكثر من مائة الف معتقل واسير ولا يزال في السجون اليوم اكثر من اثني عشر الف سجين، البنية التحتية دمرت والاقتصاد دمر. من عانى من الفشل هو الجانب الفلسطيني نعي جيدا اننا لانريد الذهاب الى مؤتمر بلا نتائج ونحن نناشد كل من يدعم الجانب الفلسطيني ان يدعم حقه لاقامة الدولة الفلسطينية..
* وماذا تتوقعون من هذا اللقاء؟
نتوقع كل خير نامل ان تحل كل الامورقرارنا للامة العربية وللعالم اقرار السلام في الشرق الاوسط ولكن الاسرائيليين هم الذين لا يريدون السلام منذ اكثر من خمسة عشر عاما وهم منذ اكثر من ستين عاما من يتلكؤ في تنفيذ قرارات الشرعية الدولية..
* وماذا يعني فشل المؤتمر؟
نامل الا يكون هناك فشل وان يتحقق التقدم نذهب الى انابوليس بناء على قرار عربي والسلام خيار عربي والذهاب ايضا قرار عربي وليس فلسطيني فحسب
* وكيف يمكن ان يتحقق ذلك والانقسام داخل الساحة الفلسطينية على اشده؟
لا يوجد هناك انقسام في الساحة الفلسطينية هناك اجماع للدفاع عن الثوابت والحقوق الفلسطينية المشروعة واستعادتها اما اذا كنت تتحدثين عن جماعة الانقلابيين فهم في جحورهم قابعون في غزة...

الشاذلي النفاتي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية:
«نحن والفلسطينيون في خندق واحد»
* اين تقف الجامعة العربية مما يحدث لعقد مؤتمر انابوليس وما الذي يمكن للجامعة تقديمه في هذه المرحلة؟و لماذا لم نسمع حتى الان عن مساع عربية لتحقيق المصالحة الفلسطينية والمساعدة على تجاوز الانشقاق الخطير الحاصل بين الفصائل الفلسطينية؟
لا يختلف اثنان في اهمية ما قامت به جامعة الدول العربية منذ السنوات الاولى من تأسيسها من عمل لم ينقطع يوما واحدا من اجل نصرة الشعب الفلسطيني في كل المحن والنكبات التي تعرض لها جراء الحملات الاستعمارية الصهيونية وموجات الاستيطان المتلاحقة التي ادت الى تشريد مئات الاف من ابناء الشعب الفلسطيني وحرمانهم من حقهم الطبيعي والمشروع في العيش على اراضيهم وفي رحاب وطنهم فلسطين.
ان جامعة الدول العربية ظلت وستظل ساعية بكل ما اوتيت من امكانيات الى جانب ابناء الشعب الفلسطيني قيادة وشعبا في نضالاته من اجل الحرية والاستقلال كل ذلك في اطار ما تضمنته قرارات منظمة الامم المتحدة وما اقرت به مؤسسات ومنابر الشرعية الدولية.
ان جامعة الدول العربية تقف وهي على حق في خندق واحد مع مطالب الشعب الفلسطيني وهي تقف معه وتناصره وتتبنى مطالبه التي سوف يتوجه بها الى مؤتمر انابوليس وجامعة الدول العربية تتمنى ان يكون هذا المؤتمر فرصة للسلام الحقيقي وان يتجاوب مع روح المبادرات العديدة للدول العربية والتي اجهضت دائما من قبل اسرائيل.
ان المتتبع لقرارات الجامعة العربية يعلم جيدا مدى حرص كل الدول العربية على الالتزام بالسلام العادل كخيار استراتيجي وعلى اعتبار عملية السلام عملية شاملة لا يمكن تجزئتها والتاكيد على ان السلام العادل في المنطقة لا يتحقق الا من خلال الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بما في ذلك الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا في جنوب لبنان والتوصل الى حل عادل متفق عليه لمشكلة الاجئين الفلسطينيين وفقا للقرار194 للجمعية العامة للامم المتحدة لسنة 1948 ورفض كل اشكال التوطين واقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية وفقا لما جاء في مبادرة السلام العربية في بيروت 2002.
ان ما قد يدفع الى الشك في جدية الموقف الاسرائيلي بشان مؤتمر الخريف هو ما اخذ يردده قادة اسرائيل وعلى راسهم اولمرت من ان هذا المؤتمر ليس مؤتمرا للسلام وانما ككل المؤتمرات السابقة..
وفي الحقيقة كانت هذه المواقف الاسرائيلية في الحسبان لانها ليست جديدة ولانها ادت الى فشل كل المؤتمرات السابقة التي عول عليها العالم في كل مرة.
وفي هذا الاطار حذر السيد عمرو موسى من امكانية ان تؤدي السياسات الاسرائيلية لافشال انعقاد المؤتمر الدولي للسلام، مشيرا كنموذج لهذه السياسات استمرار مصادرة اراض فلسطينية في القدس واذا ما استمر الامر على هذا الشكل فانه لن تكون هناك فرصة لنجاح المؤتمر وبالتالي ستكون هناك علامات استفهام على مدى الفائدة منه.
وقد عبر السيد عمرو موسى احسن تعبير عن الموقف العربي حين قال "اننا ايدنا هذا الطرح لانه كان طرحنا من الاساس غير انه لا يمكن ان نحصل على سلام معوج او منقوص على اساس المبادرة العربية، ولن نحضر المؤتمر بغرض توفير غطاء لامور اخرى".
ان من مبادئ جامعة الدول العربية التحرك دائما من اجل مساعدة الشعب الفلسطيني على تخطي العقبات التي تحول دونه ودون نيل استقلاله وحتى عندما تحدث خلافات فلسطينية فلسطينية فان الجامعة تقوم بكل المساعي الممكنة لراب الصدع واعادة الامور الى نصابها ولكن دون ضجيج اعلامي وذلك يغني عما قد يكتب او يقال..
* وكيف يمكن مواجهة مرحلة ما بعد انابوليس وهل من بديل، في حال لم يتوصل المؤتمر الى النتائج المرجوة في تحقيق السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين؟
ليس مؤتمر الخريف هو المؤتمر الاول الذي يعقد من اجل ايجاد فرص للسلام بين الفلسطينيين واسرائيل فقد عقدت مؤتمرات كثيرة من قبل وكنا مستعدين لها قبل الانعقاد ورتبنا مواقفنا العربية احسن ترتيب وواجهنا مواقف اسرائيل المتطرفة والمترددة والمبنية على التنصل من كل المواثيق والقوانين الدولية بحكمة وتبصر متسلحين بما تضمنه وما ضمنته لنا القرارات الشرعية منذ ان بدا الصراع الاسرائيلي الفلسطيني والصراع الاسرائيلي العربي وكنا دائما نحسب ونعد العدة للمستقبل وفقا للنتائج المترتبة عن كل مؤتمر.
اننا لانسقط من حسابنا في انتظار نتائج هذا المؤتمر ما قاله اولمرت رئيس الوزراء الاسرائيلي "ان هذا الموضوع يحتاج الى عشرين او ثلاثين عاما"، كما لا نسقط من حسابنا ايضا ما قالته وزيرة الخارجية الاسرائيلية ليفني "انه لابد من خفض سقف التوقعات".. وقد علق عمرو موسى على هذا الموقف متسائلا "ماذا يعني خفض التوقعات؟" هل ندخل مفاوضات من اجل فك الاسرى او ازالة بعض العقبات الخشبية؟ ام ان هناك رغبة في الحل"؟ على أية حال لن نسبق الاحداث وعموما سيكون لكل حادث حديث...

هاني المصري (محلل سياسي ومدير مركز الأبحاث السياسية والاستراتيجية في رام اللّه):
«مؤتمر أنابوليس سيفشل لأن إسرائيل غير جاهزة للسلام»
* مؤتمر انابوليس يفرض نفسه على الجميع اليوم فماذا تتوقعون من هذا اللقاء؟
هذا يتوقف على نتيجة المؤتمر هل سينجح ام سيفشل والمرجح هو الفشل لان اسرائيل غير جاهزة للسلام وغير راغبة في تغيير الاوضاع ولا تريد الخروج بوثيقة مشتركة من هذا المؤتمر تتضمن مواقف واضحة من القضايا الاساسية وجدول زمني لتنفيذها والولايات المتحدة تؤيد هذا الموقف الاسرائيلي بحجة ان حكومة اسرائيل اذا ما التزمت بمواقف محددة ستسقط والبديل سيكون اسوا وفي حالة الفشل ستكون الانعكاسات سلبية على الوضع الفلسطيني وسيثبت ان الرهان على المفاوضات خاسر وستندلع انتفاضة جديدة ومقاومة جديدة لانتزاع الحقوق الفلسطينية ولكن من جانب اخر يمكن لفشل المؤتمر ان يفتح الطريق امام الحوار والمصالحة الفلسطينية ولكن ايضا ستكون السلطة الفلسطينية وابو مازن اضعف من الوضع الحالي لانهم راهنوا على عملية السلام وخسروا الرهان وهذا طبعا له انعكاساته امام الشارع الفلسطيني. اما اذا نجح المؤتمر وهذا امر مستبعد فسيشيع اجواء من التفاؤل تؤدي الى تحسن اقتصادي وعودة للمفاوضات وسندخل في وضع جديد وهذا السيناريو بدوره سيؤدي الى تعقد الموقف الفلسطيني لان الفلسطينيين مختلفون حول المفاوضات واذا تحقق نجاح سيجعل ابو مازن لا يتجه الى المصالحة والحوار وفي المقابل فان حماس ستكون في موقف اضعف واكثر تطرفا وستكون الهوة اكبر مما هي عليه الآن..
* لماذا لا يتم اعلان الدولة الفلسطينية من الجانب الفلسطيني وفرض سياسة الامر الواقع التي تنتهجها اسرائيل؟
المسالة ليست مجرد اعلان فقد تم الاعلان منذ 1988 في وثيقة الاستقلال ولكن الا اذا لم يتوافق بقوة لتنفيذه على الارض سيكون اعلانا من ورق ولذلك لا بد من استعادة اوراق القوة والضغط لاقامة الدولة الفلسطينية التي ترفضها اسرائيل وتقيم حقائق على الارض لعرقلتها بما في ذلك مصادرة الاراضي وزرع المستوطنات واقامة الجدار العازل مما يجعل الاعلان اصعب بكثير بل مستحيل فكيف ستقام الدولة الفلسطينية اذا كان الجدار يقسمها وكيف ستكون القدس عاصمة واسرائيل تعمد الى تهويدها وعزلها. نحن بحاجة الى ضغط دولي ونحتاج الى المجابهة والمجابهة تحتاج الى المقاومة الشعبية فالمقاومة العسكرية لا تجد لها دعما ولا عمق استراتيجي والمقاومة الشعبية تكون بمشاركة كل قطاعات الشعب وهي مقاومة طويلة يستطيع الشعب الفلسطيني تحمل اعبائها. علينا ان نعترف ان المقاومة العسكرية اعباؤها ثقيلة والشعب الفلسطيني غير قادر على ذلك ثم ان المقاومة الشعبية تحظى بتاييد العالم دون استثناء..
* الا تعتقدون ان الجانب الفلسطيني فشل حتى الان في كسب المعركة الاعلامية امام الراي العام الدولي والاسرائيلي؟
التيارات الاقوى في اسرائيل تيارات اليمين الاستعماري والراي العام الاسرائيلي لا يؤيد اعطاء الفلسطينيين حقوقهم ويخشون ان يؤدي أي مؤتمر الى تنازلات اسرائيلية وهم يعتقدون ان الاحتلال يمنح الاسرائيليين كل الحقوق... هناك فعلا تقصير اعلامي ديبلوماسي وهذا خطا وتقصير سياسي بالمراهنة على المفاوضات لوحدها دون الالتزام بمرجعية واضحة بعد ان اصبحت المواقف الاسرائيلية هي المرجعية واصبح ما يتفق عليه الفلسطينيون والاسرائيليون مبني على المرجعية، الخطا كبير ولكن بدون التمسك بالمرجعية الدولية وبدون التمسك بالقانون الدولي بدون ذلك سيبقى الشعب الفلسطيني خاضع للاحتلال والطرف القوي سيفرض ما يريد على الطرف الاخر الضعيف ويجب كسر هذه المعادلة وهو الامر الذي لن يتم بدون دور دولي فاعل وضمانات دولية وبدون ذلك لن يكون هناك للمفاوضات معنى وأي مؤتمر دولي ينتظم يجب ان يكون له صلاحيات وليس مجرد مؤتمر تدعو له الولايات المتحدة.. هناك فعلا تقصير اعلامي في محاولة استعادة البعد الدولي والعربي من خلال الحملات المنظمة الاف الاجانب جاؤوا الى فلسطين فلماذا لا يتم استعادة هذا الدور واحياء الشكوى القانونية حول الجدار العازل مع مطالبة المجتمع الدولي التحرك ولماذا لا يتم استعادة التأييد العربي؟
اذا توجهنا الى كل هذه الاطراف بخطاب مقنع قد نستطيع الضغط على اسرائيل من موقع اقوى اما الاستجداء والاسترضاء فلا يحقق الاهداف..
* كيف يبدو لكم مستقبل القدس؟
القدس تضيع هناك مخططات دائمة تفصل القدس عن بقية الاراضي وعمليات التهويد لا تتوقف وتدفع الفلسطينيين للهجرة وتضيق الخناق من حولهم وحتى المقدسات لا تخلو من الاذى فالقدس قد غدت مهودة علينا قرع ناقوس الخطر فهي ليست للمسلمين وحدهم، بل لكل المتدينين في العالم وكل الاديان مدعوة للتحرك وانقاذها لتكون مفتوحة للجميع.
* هل تعتقدون ان الحوار الفلسطيني الفلسطيني بين «حماس» و«فتح »سيكون ممكنا الان؟
قبل انعقاد المؤتمر يستحيل ان نرى حوارا او ما شابهه فاسرائيل والولايات المتحدة تمنع ذلك وتعتبر ان «حماس» منظمة ارهابية وبذلك فان «فتح» تجد نفسها في وضع حرج للغاية اضافة الى ذلك ف«حماس» مطالبة باتخاذ خطوات ايجابية لتقطع الطريق على الاخرين والتخلي عن النتائج التي ادت الى الوضع في غزة بجهد من الجانبين وعلى «حماس» ان تقول انها مستعدة للتراجع.

مصطفى البرغوثي (وزير الإعلام الفلسطيني السابق):
«إسرائيل أرادت لهذا المؤتمر أن يولد ميتا»
* سبق ان صرحت بان مؤتمر انابوليس ولد ميتا فهل مازلت متمسكا برايك بعد اعلان الدول العربية بما في ذلك السعودية وسوريا المشاركة؟
طبعا واقول ذلك لان اسرائيل جعلته يولد ميتا بل ان اسرائيل عملت كل ماتستطيع كي تفرغه من محتواه قبل حتى ان ينعقد ورفضت اجراء أية اتفاقات جدية حول القضايا المصيرية فلا اتفاق حول تجميد الاستيطان او حول جدا الفصل العنصري اسرائيل تريد من هذا الاجتماع ان يكون اجتماعا احتفاليا وتريد ان تستغله في محاولة للايحاء ان هناك نوعا من التطبيع مع العرب لقد كان احرى بالجانب الفلسطيني والسوري ان يحرصا على وضع شروط واضحة للمشاركة ووقف الانشطة الاستيطانية ورفع الحصار الخانق عن غزة باعتبارها منطقة معادية ومصير اللاجئين و كان ايضا مطلوبا وضع جدول لحل القضايا النهائية وبدون ذلك فان ما سيحدث ان الوفد الفلسطيني سيجد نفسه بلا نتائج تذكر
* فماذا اذن بعد انابوليس وماهي البدائل المطروحة؟
المطلوب الان واكثر من أي وقت مضى العمل على استعادة الوحدة الفلسطينية ووضع شروط واضحة لاية مفاوضات في المستقبل لان اسرائيل ستكرر ما جرى بعد اوسلو وستسعى لتدمير امكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة وستسعى الى فرض نظام كانتونات..
* عشية افتتاح المؤتمر انت تتواجد بين واشنطن ونيويورك فهل هي مجرد صدفة ام انك مشارك في انابوليس؟
قطعا لا لست مدعوا لمؤتمر انابوليس وانا في الولايات المتحدة لاجراء لقاءات مع الجاليات الفلسطينية وقد كان لنا لقاءات واسعة مع جاليتنا في شيكاغو ونيويورك وواشنطن وغيرها من الولايات فالجاليات الفسطينية تشعر بغياب رؤية واضحة ونحن نحاول تقديم عرض حقيقي على ارضية حقيقية من اجل استعادة وحدتنا المفقودة ومواجهة استراتيجية اسرائيل التي تسعى لتعميق الانفصال بين الفلسطينيين وقطع غزة عن الضفة ثم فصل القدس عن بقية الاراضي الفلسطينية ونحن نعتبر انه من المهم جدا توعية شعبنا في الداخل والخارج ضد كل محاولات التزييف والتشويه لقضيتنا..
* ماذا يعني استباق اولمرت اشغال المؤتمر باشتراطه على الفلسطينيين الاعتراف بيهودية الدولة الاسرائيلية؟
يعني تصفية حق عودة الفلسطينيين الى ديارهم وتهديد مليون ونصف فلسطيني داخل اسرائيل والغاء حق المواطنة عنهم وهو ايضا يعني فرض نظام الفصل العنصري والابرتاييد بمعنى اننا لن نكون امام نظام احتلالي فحسب ولكن امام نظام تمييز عنصري فظيع وتبعا لذلك يجب جمع كل الجهود للنضال ضده..
* وكيف سيكون شكل هذا النضال؟
نحن نرى في المبادرة الوطنية بداية الطريق وهذه المبادرة تعتمد اربعة شروط اولا الكفاح الشعبي الجماهيري السلمي الواسع الذي لا غنى عنه مع وجود تضامن دولي قوي ثانيا ضرورة صمود الانسان الفلسطيني وثباته على ارضه فهذا عنصر مهم جدا ثم استعادة الوحدة الوطنية وانهاء حالة الانقسام الحاصل..
* وماذا عن مستقبل الانتفاضة؟
الانتفاضة هي الكفاح الشعبي الجماهيري المقاوم لما جرى ويجري على الارض من محاولات للطرد والتهجير والابعاد الانتفاضة العسكرية وحدها لم تعد ممكنة اسرائيل قوة عسكرية كبيرة لا جدال فيها ونحن الان امام مشكلة كبيرة هناك من يرى ان المقاومة وحدها هي الطريق وان المفاوضات طريق للاستسلام والمراوحة في نفس الموقع والحقيقة ان المفاوضات بدون كفاح لن تعيد الحق الفلسطيني المشروع..


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.