يعيش تيار الإسلام السياسي فى ليبيا ولاسيما جماعة الإخوان المسلمين حالة من الرعب والذعر عقب التظاهرات العارمة التي اندلعت في العاصمة طرابلس تنديداً بحكم الميليشيات المسلحة وغياب مؤسسات الدولة وعلى رأسها الجيش والشرطة وعرقلة عمل منظومة القضاء في البلاد . هتافات المتظاهرين الغاضبين الداعين لدخول القوات المسلحة الليبية بقيادة المشير خليفة حفتر لدخول العاصمة طرابلس للتخلص من هيمنة الميليشيات في ظل ازدياد عمليات السرقة والخطف والاعتقال والتعذيب داخل السجون، زلزلت الأرضية التي يستند عليها تيار الإسلام السياسي فى ليبيا وهو التيار المدني المتواجد فى طرابلس . وأصدرت جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا بيان صحفي عقب التطورات الأخيرة فى طرابلس ومطالبة أهالي العاصمة بتدخل قوات الجيش الوطني، معربة عن أسفها لما وصفته ب"الأحداث المؤلمة" التي شهدتها بعض مناطق طرابلس من الاشتباكات المسلحة والتصعيد العسكري. وهاجمت جماعة الإخوان المسلمين فى ليبيا الجيش الوطني الليبي عقب تلويح المشير خليفة حفتر بتلبية نداء أهالى طرابلس لتحرير العاصمة من قبضة الميليشيات، زاعمة تمسكها بمبادئ ثورة "17 فبراير" وحقوق الإنسان ورفضها لعودة ما وصفته "عهد الانقلابات" و"حكم العسكر" إلى حكم البلاد مرة أخرى . وشنت جماعة الإخوان هجوما على الجيش الوطني الليبي عقب تحرير منطقة قنفودة من قبضة داعش، زاعمة أن قوات الجيش يرتكب جرائم حرب بالنبش فى القبور والتمثيل بجثث القتلى، مدعية تأييدها ودعمها الكامل لأي جهود مخلصة تسعى إلى بناء مؤسستي الجيش والشرطة بعقيدة تنحاز فقط للوطن وحمايته والدفاع عنه . وقد أحدث الكلمات القليلة التي خرج بها المشير خليفة حفتر والتي أكد فيها على استعداد الجيش لدخول العاصمة طرابلس لتحريرها من الميليشيات وإنهاء الصراعات المسلحة بين تلك القوى ، سارعت جماعة الإخوان لتبرئة ساحتها مما يجرى من صراعات مسلحة وذلك بدعوتها لوقف إطلاق النار فى أرجاء البلاد وترحيبها بكل الجهود المخلصة الساعية لحقن الدماء . ورداً على الأصوات التي تهاجم الجماعة وتيار الإسلام السياسي فى ليبيا برفضه عودة أنصار النظام السابق للحياة السياسية، دعا الإخوان للحوار والمصالحة الوطنية دون تهميش أو إقصاء لبناء ما وصفته ب"الدولة المدنية الحديثة". وأغفلت جماعة الإخوان الدور التركي والقطري في تعزيز الصراع المسلح في ليبيا باستخدام أبناء الشعب الليبي كوقود للحرب لتحقيق مصالحهم السياسية والاقتصادية فى البلاد، إضافة لتجاهلها للانتصارات التي حققها الجيش الوطني الليبي فى المنطقة الشرقية ومحاولة تشويه دوره فى مكافحة الإرهاب في البلاد ببث الشائعات والأكاذيب حول طبيعة العمليات العسكرية التي يقودها الجيش. فيما قادت وسائل الإعلام الليبية التابعة لجامعة الإخوان حملة شرسة على المشير خليفة حفتر فى محاولة لتشويه الجيش الوطنى الليبي، ومحاولة إثارة تلك الأبواق الإعلامية لحالة الخوف والرعب داخل قلوب الليبيين بأن دخول حفتر إلى العاصمة طرابلس سيدفع بالبلاد إلى حرب أهلية. يذكر أن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية قد واجه انتقادات كبيرة عقب البيان الصادر عنه والمطالب بفتح تحقيق حول ملابسات إطلاق النار على المتظاهرين في العاصمة طرابلس، وهو ما دفع عدد من المحتجين لاقتحام قاعدة بوستة البحرية أمس الأحد، مطالبين المجلس الرئاسي بإصدار بيان ينتقد فيه عمليات الجيش الوطني الليبي الأخيرة فى قنفودة واتهامه بالتمثيل بالجثث. واستنكر المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية الشعارات والهتافات التي أطلقها المتظاهرون فى ميدان الشهداء بالعاصمة طرابلس الجمعة الماضية، وقال إنها تدعو إلى الكراهية والتحريض على الفتنة ، وأدان بيان نشره المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي على صفحته الرسمية، "التصريحات الصادرة عن القيادة العامة للجيش الليبي من تهديد بدخول العاصمة بقوة السلاح الأمر الذي من شأنه أن يدخل البلاد في حمام دم ويقضى على مساعي الوفاق واللحمة الوطنية " بحسب البيان. وتخوض قوات الجيش الوطني الليبي عبر اللواء 12 عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة وقوات سرايا الدفاع عن بنغازي الفارة من معركة الهلال النفطي والتي تتركز في مدينة الجفرة غرب البلاد، وذلك لتطهير تلك المنطقة والقضاء على أي خطر يهدد منطقة الهلال النفطي فى المستقبل.