كتب الناشط السياسي والقيادي السابق في نداء تونس عبد السستار المسعودي نصا حول أحداث ملعب رادس خلال نهائي كأس تونس أمس السبت، وكتب المسعودي: "حدثني من أهل الثقة ..والغيورين على البلاد كان حاضرا بملعب رادس..الذي احتضن نهائيات كاس تونس..وان الجماهير التي واكبت اللقاء..تفننت في ترديد الأغاني السوقية...البذيئة..المنحطة اخلاقيا ..وحتى انسانيا..هذا فضلا عما له صلة بالنعرات الجهوية..مدرسة الحطيئة ..والشنفرى ..والفرزدق..لا تتناظر معها..والأمن يكاد يكون غائبا ..ولا سلطان له..عما يردد امام الملأ..بشبابه القصر..وكهوله..بمختلف انتماءاتهم الاجتماعية ..والمهنية..صحافة..ورياضيين..واصحاب الشأن ..بالمنصة الشرفية ..من رئيس دولة..ووزراء هذا الزمن..والقوادة..واللاحاسة..ومن شابههم .. للقائل ان يسألني ..وما الجديد في ذلك ..وجماهير كرتنا تعودت من زمان على ترديد تلك الأنغام ..تأتي فرادى ..وجماعات..وتنشد..وتنتشي ببذاءة الكلمات..بصوت واحد ..كأنها جوقة تمرنت .."وبرفت"عليها لفترات...ولا من ساءل..ولا من رادع..الجديد والمخيف ..ان تعمد تلك الجماهير ..الى قذف رئيس الدولة بأبشع الكلمات..بأريحية لا نظير لها.."يا الباجي ..يا..تيت..يا رئيس متاع تيت..."..والحضور يسمع ..ويتطاطا الرأس ..كان التعدي على رمز الدولة ..ووحدتها ..والمؤتمن على سيادتها لا تعنيهم في شئ..جماهير في حالة فلتان..وهيجان تغني ..وتطرب بالشتيمة..كالبهيمة..ولا منادي... بل الأنكى من ذلك ..فلقد عمدت مجموعة ..تعمل لحساب دويلة قطر.."اللي ما تجيش نكتة في بحر.."الى رفع لافتة طويلة ..عريضة..كتب عليها بالبنط العريض.."كرهناكم يا حكام..تحاصرون قطر..وإسرائيل في سلام "..وهي لافتة لها اكثر من دلالة سياسية..حتى انها استرعت انتباه رئيس الدولة..وسال يوسفه..عنها ..ولازم حيالها الصمت.. كنت انتظر بعد انتهاء المقابلة" الزوفرية"اللاكروية..ان تسقط بعض الرؤوس الأمنية ..ومن كان وراء تلك اللوحة الجهنمية..الموزية..لكن شيئا من ذلك لم يحدث..بالرغم من تمريغ هيبة الدولة في الوحل... ان شعب تونس على مر العصور لم "تتبهذل حالته "كما هو حالنا اليوم..لم نصل قط الى الدرك الأسفل كاليوم ..لم يهان رئيس دولة قط في مثل هذا الذي يسمونه بهتانا "بالعرس الكروي"..انه عرس الْخِزْي والعار..والشنار.. اذكر في سنوات 70..وكنت شابا مولعا بالملاعب..والكرة الجميلة..والطرب الجماهيري المهذب..وان تغنت الجماهير في احدى نهائيات الكأس ..بجهويات مقيتة.."ساحلي ..شوفولو(تيت)..بوه.."بحضور الزعيم بورقيبة..فما كان من الأمن الا ان رد الفعل بحزم ..وانهال على الحاضرين "متراكا"..وعالجوني كغيري .."بداودي..وبما يسيئ بابي..وبجدي ..وامي.."..وأخرجونا قسرا من الفيراج....وفِي المساء ..أخبرناالتلفاز ..بحل جمعية الترجي.."وما اندراك"..وتتبع عدة مسؤولين ..وجماهير.."بوه..على ..خوه"..ومنذ تلك الحادثة...انضبطت الملاعب..وعملت الجماهير.."بعاش من ..عرف..قدرو..وجلس دونه.."فأين نحن من شبر..من ذلك..تقولون لي ..والعهدة عليكم...تلك هي افرازات الثورة المجيدة...فوضى ..وتوري..نوري...وهمج..وانفلات..وكامور..واحرق..وبلطجة..ان كان ذلك..كذلك فاللعنة ..كل اللعنة ..فيما نحن فيه... ما نشأت عليه..من جيلي الذهبي ..المتخلق ..والمتشبع بحب الوطن...ان افعال العقلاء..تصان من العبث..فكيف يراد لتونس..وبالتونسيين ..عبث ..يؤدي الى الخراب..وسوء المآل...اسأل ..وانا اعرف الجواب..."لتونس ..رجالها.."..عندما يحين وقتهم...اللهم عجل ..ببيانهم..".